اقتنصت الإسكندرية صدارة المدن المصرية والأفريقية في القدرة على مواجهة أي موجة تسونامي، بعد استعدادات كبيرة أجرتها المحافظة بالتعاون مع الهيئات المحلية والدولية المتخصصة على مدار عدة سنوات، حيث أعلن دنيس تشانج سينج، ممثل اللجنة الحكومية لعلوم المحيطات بهيئة اليونسكو، والمسئول عن برنامج الحد من مخاطر موجات تسونامي بالبحر المتوسط وشمال الأطلنطي أن الإسكندرية هي أول مدينة في أفريقيا تستعد لمواجهة موجات التسونامي.
تسونامي الإسكندرية
على الرغم أن حدوث موجات تسونامي ضعيفة في منطقة الشرق الأوسط، إلا أن الأضرار التي تُحدثها موجات تسونامي أخطر من أي حدث طبيعي آخر، وتدعو إلى القلق؛ ففي القرن الماضي خلفت موجات تسونامي أكثر من 260000 شخص بمتوسط يصل إلى وفاة 4600 شخص حول العالم، وفقًا لاحصائيات الأمم المتحدة.
وشهدت مدينة الإسكندرية موجات تسونامي مرتين في التاريخ، أولها خلال عام 365م بعد زلازل في جزيرة تكريت اليونانية بمقياس 8 ريختر، وتسبب في وقتها في غرق مناطق ساحلية وتبعته موجات تسونامي كبيرة وصلت إلى الاسكندرية والدلتا وتسببت في غرق بعض المناطق.
وموجات تسونامي في عام 1303م، التي حدثت بعد زلزال كبير في جزيرة تكريت اليونانية، و التي استمرت توابعه لمدة أربعين يومًا، وتسببت موجات في أضرار كبيرة في منارة الإسكندرية في ذلك الوقت.
استعدادات مكثفة
وفي هذا السياق قال الأستاذ الدكتور عبد المسيح سمعان أستاذ الدراسات البيئية في جامعة عين شمس في تصريحات لـ «البوابة نيوز»، إن خطر تعرض الاسكندرية لموجات تسونامي مرة أخرى هو أمر بعيد، خاصة أن الاسكندرية لا تقع ضمن دائرة التعرض لموجات تسونامي بشكل مباشر، مثل الدول الأكثر تضررًا مثل باكستان واليابان، وعلى الرغم من ذلك قامت الدولة باتخاذ إجراءات احترازية لحماية الشواطيء والمدينة.
وأضاف أستاذ الدراسات البيئية، أن الدولة قامت بانشاء مصدات على مسافة 200 كيلو على شواطئ الاسكندرية، هذا بخلاف تطبيق الاستراتيجيات القومية لمقاومة تغير المناخ 2050، والذي أعدته الدولة وتقوم عليه الهيئات التنفيذية، مشيرًا إلى أنه من الضروري أن تستوعب البنية التحتية ومصارف الصرف الصحي مواجهة المياه سواء مياه الأمطار أو غيرها.
ما هي أسباب موجات تسونامي؟
أوضحت هيئة الأمم المتحدة عدة أسباب لحدوث موجات تسونامي، ويأتي أبرزها الزلازل التي تحدث نتيجة تحرك الصفائح، ولكن ليحدث موجات تسونامي يجب أن يحدث الزلزال تحت المحيط أو لنتيجة لإنزلاق المواد في المحيط، وأن يكون قوته لا تقل عن 6.5 على مقياس ريختر.
علاوة على تأثيرات الزلازل التي تحدث تمزق على سطح الأرض، وقد يحدث في عمق ضحل قد يصل إلى أقل من 70 كيلومترا تحت سطح الأرض، كما أنه يتسبب في حركة عمودية لقاع البحر قد تصل إلى عدة أمتار.
هذا إضافة إلى أسباب أخرى مثل الثورات البركانية، ولاصطدام بكويكبات أو نيازك من خارج الأرض وهو أمر نادر الحدوث، إضافة إلى الانهيارات الأرضية تحت المياه في البحار أو المحيطات.