تواجه الزراعة تحديات كبيرة في المناطق التي تعاني من ندرة المياه في ظل التغيرات المناخية وزيادة الطلب على الموارد المائية، أصبح من الضروري البحث عن محاصيل زراعية ذات إنتاجية عالية واستهلاك مائي منخفض، حيث أكد الدكتور نعيم مصيلحي مستشار وزير الزراعة للتوسع الأفقي، أن هناك دراسات مستمرة للاستفادة من الأراضي ودراسة الأراضي لتنفيذ المشروعات القومية العملاقة مثل مشروع توشكى والدلتا الجديدة وشرق العوينات، موضحا أن عندنا محدودية في المياه وهذه أحد العوائق وتكلف الدولة كثيرا للبحث عن مصادر مياه غير تقليدية.
وشدد مصيلحي، خلال تصريحات تلفزيونية، على عملهم على أهمية تعظيم الإنتاجية من وحدة المياه ووحدة الأرض بسبب المحدودية في المياه، قائلا: "نعمل على استغلال المياه بالطريقة المثلى ولازم يكون في تنوع في زراعة المحاصيل".
وأوضح مصيلحي، أنهم يعملون في الوقت الحالي على التوسع الأفقي في الزراعة ودراسة زراعة محاصيل سريعة النمو وقليلة الاستهلاك للمياه، مما يساعد على توفير المياه وزيادة الإنتاجية.
وأشار إلى أن مشروع جنوب الوادي وتوشكى، الذي بدأ في التسعينات، واجه العديد من المعوقات والتحديات التي أعاقت تنفيذه، حيث لم يتجاوز نسبة التنفيذ 20% حتى عام 2014. ومع تولي الرئيس السيسي، تم وضع استراتيجية جديدة لزراعة محاصيل استراتيجية استكمال هذه المشروعات.
وفي هذا السياق يقول الدكتور طارق محمود أستاذ بمركز البحوث الزراعية، أن ندرة المياه تعد واحدة من التحديات الرئيسية التي تواجه الزراعة، وقد أثرت بالسلب على المحاصيل الزراعية، موضحًا أن نقص المياه يؤثر على نمو النباتات وإنتاجيتها، ويزيد من تكلفة الري، مما يؤدي إلى انخفاض في إنتاج المحاصيل وتدهور جودتها مؤكدًا أن هذا الأمر يمكن أن يتسبب في نقص الغذاء وارتفاع أسعاره، مما يؤثر على الأمن الغذائي.
وأضاف محمود في تصريحاته لـ "البوابة نيوز"، التغيرات المناخية أدت إلى تغير أنماط الهطول، وزيادة الجفاف في بعض المناطق خاصة وأن تزايد عدد السكان يزيد الطلب على المياه للاستخدامات الشخصية والزراعية والصناعية لذلك لابد من وجود حلول سريعة وايجابية لوجود حل لنقص المياه خاصة في مجال الزراعة عن طريق استنباط أصناف جديدة من التقاوي الزراعية تستهلك كميات أقل من المياه في ظل الظروف التي يعيش فيها العالم بسبب نقص المياه وليست مصر فقط.
وفي نفس السياق يقول الدكتور سيد خليفة نقيب الزراعيين، أن الاستخدام غير المستدام واستنزاف الموارد المائية الجوفية والسطحية بسبب الري المكثف والزراعة غير المستدامة سبب رئيسي في الأزمة الحالية لذلك من ضمن الحلول التي يجب الإتجاه إليها الاعتماد على أساليب الري الحديثة مثل الري بالتنقيط والري بالرش وغيرهما وعدم الري بالغمر إلا في محاصيل معينة للحفاظ على المياه والاستفادة منها بأكبر قدر ممكن.
وأضاف خليفة يجب تنويع المحاصيل بمعنى زراعة المحاصيل المقاومة للجفاف والتي تحتاج إلى كميات أقل من المياه إلى جانب تحسين إدارة الموارد المائية من خلال بناء السدود والحفاظ على مصادر المياه من التلوث، وتوعية المزارعين بأهمية الحفاظ على المياه واستخدام تقنيات الزراعة المستدامة، خاصة وأن ندرة المياه تشكل تحدياً كبيراً للقطاع الزراعي، وتتطلب تعاوناً وجهوداً مشتركة من الحكومة والمزارعين والعلماء لمواجهتها من خلال تبني التقنيات الحديثة وإدارة الموارد بشكل مستدام.