في قرية سيدي غازي بمحافظة كفر الشيخ، كان صوت الميكروفون ينبعث من المساجد ومكبرات الصوت بالشوراع، ليعلن وفاة سيدة ضمن جرحي الحرب على غزة، بعد نجاتها من قذائف الإحتلال الإسرائيلي كأنها واحدة من أهل القرية.
كان الصوت السائد بأروقة قرية سيدي غازي بمحافظة كفر الشيخ.. "البقاء لله توفيت الي رحمة الله تعالي المرحومة الحاجة يسرا جمعة من غزة - فلسطين قًريبة جميع الناس والدفنة عقب صلاة العصر من مسجد السلام بسيدي غازى إلى مقابر ابو شعيشع والعزاء مقتصر علي تشييع الجنازة"، كانت تلك الكلمات تشبه صوت أذان يحمل نداءً إنسانياً يجمع القلوب قبل الآذان.
بدأت حكاية السيدة الفلسطينية يسرا جمعة، حينما كانت تعيش وسط الدمار في قطاع غزة، حيث العدوان الإسرائيلي لا يميز بين صغير وكبير، ولا بين رجال ونساء، وخلال إحدى الغارات الجوية اللا إنسانية، نجت يسرا جمعة بأعجوبة من الموت، لكنها فقدت منزلها وكل ما تملكه، وأصيبت جراء قذائف الإحتلال، فكانت وجهتها مصر أم الدنيا ومستشفياتها.
وصلت السيدة الفلسطينية يسرا جمعة، إلى مصر وهي محملة بآلام الفقدان وصور الحرب التي لا تفارق مخيلتها في البداية، حتى ساقت الأقدار خطواتها إلى قرية سيدي غازي في كفر الشيخ حتي وافتها المنية.
وعندما أعلن أهل القرية نبأ وفاتها عبر مكبرات الصوت، كان الشعور السائد هو الحزن والأسى، كأنها واحدة من بناتهم، اجتمع الناس حول المسجد التي تقام فيه صلاة الجنازة، وأقيمت لها جنازة مهيبة، سار فيها الكبار والصغار، الرجال والنساء، والجميع كان يودعها بقلوب يملؤها الحب والدعاء.
وجهز أبناء قرية سيدي غازي، بمحافظة كفر الشيخ، إحدي المقابر بقريتهم تمهيداً لدفن جثمان السيدة الفلسطينية يسرا جمعة، فما حدث في قرية سيدي غازي، بمحافظة كفر الشيخ، مع السيدة الفلسطينية يسرا جمعة، التي نجت من قذائف الاحتلال في غزة، وإعلان وفاتها عبر مكبرات الصوت في المساجد والشوارع وتجمع أهل القرية لإقامة جنازة لها، مشهدًا يعكس تضامن المصريين مع القضية الفلسطينية، ويظهر عمق الارتباط الإنساني بين الشعبين، فهذا الحدث أبرز مدى دعم مصر حكومةً وشعبًا للقضية الفلسطينية، وأكد على موقفها الثابت ضد التصعيد الإسرائيلي والممارسات الأحادية التي تعيق تحقيق السلام.
المواقف السياسية المصرية أظهرت الثبات فى مواجهة التصعيد الإسرائيلى
وكانت قناة "إكسترا نيوز" عرضت في وقت سابق تقريرا تلفزيونيا حول دعم الدولة المصرية للقضية الفلسطينية، وذكر التقرير أنه على عقود من الزمن حرصت مصر على اعتبار القضية الفلسطينية قضيتها الأساسية على المستوى الإقليمي، انطلاقا من مسئوليتها دائما إزاء أمن واستقرار المنطقة، ودعم حقوق الأشقاء الفلسطينيين.
وأضاف التقرير أن مصر كانت ولا تزال تتحرك بشكل متزامن مع كافة القضايا الخاصة بالملف الفلسطيني، حيث نجحت دائما فى الحفاظ على مواقف أساسية ثابتة ترفض الحلول الأحادية التى تعيق إقامة الدولة الفلسطينية، مثل الاستيطان والإجراءات التى تتخذها إسرائيل فى القدس مع دعم الحقوق العادلة للشعب الفلسطيني، على رأسها حق العود للاجئين.
وتابع التقرير، المواقف السياسية المصرية أظهرت الثبات فى مواجهة التصعيد الإسرائيلى على رأسها رفض أى عملية عسكرية فى قطاع غزة، ورفض عمليات التدمير والقتل الممنهج، ورفض مساعى تصفية القضية الفلسطينية، على حساب مصر أو أى دولة أخرى.