قال الدكتور القس أندرية زكي رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر ، بان العالمُ بأَسْرِه يعاني من تداعياتِ الحربِ الروسيةِ الأوكرانيةِ التي دخلتْ عامَها الثالثَ، قد تغيِّرُ ملامحَ النظامِ العالميِّ المتعارَفِ عليهِ بشكلِهِ الحاليِّ، وتغيِّرُ موازينَ القوى الدوليةَ. كما شَهِدْنا ونشهدُ يوميًّا الاعتداءاتِ الإسرائيليةَ الغاشمةَ على المدنيِّينَ في غزَّة، وشهدنا أيضًا تداعياتِ الحروبِ والانقساماتِ السياسيةِ في السودانْ. إنَّ بلادَنا محاطةٌ بمنطقةِ صراعٍ شرسةٍ وحروبٍ جيوسياسيةٍ خطيرةٍ.
وأضاف “زكي” خلال الكلمة التي القاها منذ قليل، بمؤتمرمنتدى حوار الثقافات بالهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الإجتماعية والمنعقد تحت عنوان" بناء الجمهورية الجديدة : رؤية ثقافية"، بمحافظة الاسكندرية ، بان الاقتصاد المصري تأثر علي كنتيجةٍ للتقلباتِ السياسيةِ العالميةِ، وشهدتِ البلادُ موجةً من التضخُّمِ وارتفاعِ الأسعارِ.
واستطرد “زكي” ، اما على الصعيدِ المجتمعيِّ: فقد شهدْنا بعضَ الأحداثِ التي حاولتْ تأجيجَ الخطابِ الطائفيِّ، في محاولةٍ لخلخلةِ التماسكِ المجتمعيِّ.
وأشار “زكي ” إلي جهودِ الدولةِ المصريةِ في التعاملِ مع هذهِ التحدياتِ، فنذكر مثلًا: على مستوى السياسةِ الخارجيةِ:
نرى الدورَ المصريَّ المؤثِّرَ في القضيةِ الفلسطينيةِ، وهو دورٌ تاريخيٌّ مشرِّفٌ، يعكس أصالةَ مصرَوحجمَهَا وتأثيرها الكبيرَ في المنطقةِ، وفي ذات الوقت نرى اهتمامًا مصريًّا بتنميةِالعلاقاتِ الإفريقيةِ والعربيةِ.
تابع “زكي” : اما على مستوى الاقتصادِ: ورغم التحدياتِ المختلفةِ، تسعى الدولةُ المصريةُ لبناءِاقتصادٍ قويٍّ، من خلالِ حزمةٍ منَ الإصلاحاتِالاقتصاديةِ، التي وَضَعتْ في اعتبارِها البُعدَالاجتماعيَّ والحفاظَ على الطبقاتِ الفقيرةِوالمُهمَّشةِ، ونرى أيضًا الحرصَ على تشجيعِ الاستثمارِ من خلالِ عَقْدِ الصفقاتِ الاستثماريةِ الكبرى، وعلى رأسِها "رأسُ الحكمةِ"، والتواصلِ معَ الشركاتِالعالميةِ للاستثمارِ في مصرَ بهدفِ توفيرِ فرصِ عملٍللمصريينَ، ودعمِ الاقتصادِ المصريِّ. وقد سبقت هذه الخطواتِ تهيئةُ المناخِ الداخليِّ ليكونَ جاذبًا للاستثمارِ من خلالِ تطويرِ البنيةِ التحتيةِ والطرقِوما تمَّ فيها من إنجازاتٍ كبيرةٍ.
وكشف “رئيس الإنجيلية ” على دور الدولة في المستوى المجتمعي قائلا : فخلالَ السنواتِ الماضيةِ دعا فخامةُ الرئيسِإلى الحوارِ الوطنيِّ، وهو حوارٌ مجتمعيٌّيهدفُ إلى فتحِ قنواتٍ حواريةٍ مع مُختَلَفِفئاتِ الشعبِ لتنميةِ الوعيِ والنقاشِ حولَالقضايا الوطنيةِ المختلفةِ وتحديدِ أولوياتِ العملِ.
واختتم الدكتور القس أندرية زكي رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر ، بان الدولة المصرية عملت أيضًا في ملفِّ المواطنةِ وحقَّقتْ إنجازاتٍ كبيرةً، تمثَّلتْ في إصدارِ قوانينِ دورِ العبادةِ، ومحاسبةِ المتورطينَ في الاعتداءاتِ الطائفيةِ المختلفةِ، وإعلاءِ دولةِ القانونْ، كما تحقَّقتْ إنجازاتٌ كبيرةٌ أيضًا في تمكينِ المرأةِ والأشخاصِ ذوي الإعاقةِ. على كافة الأصعدةِ، اقتصاديًّا وسياسيًّا، مع السعي إلى تعزيزِ الوعيِ والثقافةِ المجتمعيةِ تجاه تمكينِ ودمجِ الفئاتِ المُهمَّشَةْ، ورغمَ كلِّ هذا، فلا يزالُ أمامنا الكثيرُ لبناءِالجمهوريةِ الجديدةِ، وهي حالةٌ مستمرةٌ منَ العملِ والإنجازِ، وهي التي ستتحقَّقُ بعملِ الجميعِ لأجلِ الجميعِ، وإعلاءِ المصلحةِ الوطنيةِ، ودراسةِ الواقعِ الحاليِّ دراسةً جادةً، والعملِ بجهدٍ لتغييرِه.