الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

من ينتصر؟.. صراع جيوسياسى بين أمريكا والصين وروسيا على القارة السمراء

أرشيفية
أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

شهدت قارة أفريقيا خلال العقد الأخير صراعا جيوسياسيا كبيرا بين القوى العالمية المتمثلة فى الولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا، حيث كشفت تقارير مختلفة مؤخرا اتساع نفوذ موسكو وبكين على حساب الولايات المتحدة الأمريكية فى القارة السمراء.

ونظراً للأحداث التى شهدتها منطقة الساحل الأفريقى على مدى السنوات القليلة الماضية، فقد تعرضت مكانة أمريكا فى أفريقيا لضربة قوية.

وأظهر استطلاع للرأى أجرته مؤسسة "جالوب" أن الولايات المتحدة تتراجع كقوة ناعمة مؤثرة فى العالم، خاصة فى أفريقيا .

وفحص الاستطلاع معدلات القبول العالمية للولايات المتحدة والصين وروسيا وألمانيا، ومن بين كل القوى، كانت الولايات المتحدة فقط هى التى شهدت انخفاضاً فى نسبة الموافقة عليها من ٥٩٪ لـ٥٦٪ فى أفريقيا، مما أدى إلى تخليها عن مقعدها للصين، التى ارتفعت شعبيتها من ٥٢٪ لـ٥٨٪.

وارتفعت شعبية ألمانيا بمقدار ثلاث نقاط لتصل إلى ٥٤٪، فى حين ارتفعت شعبية روسيا بثمانى نقاط لتصل إلى ٤٢٪، مما يجعلها الأقل موافقة ولكنها ظلت فى ارتفاع.

سياسة الصين الخارجية فى أفريقيا تعزز موافقتها

وفى العام الماضي، ارتفعت نسبة التأييد للصين فى سبع دول أفريقية بنسب تزيد على ١٠٪ للمرة الأولى منذ عقد من الزمان. وفى غانا، سجلت زيادة بنسبة ١٥٪، فى حين شهدت كوت ديفوار والسنغال زيادة بنسبة ١٤٪.

ومع ذلك، شهدت نفس البلدان الثلاثة استياءً مماثلاً من القيادة الصينية، ويرجع ذلك فى الغالب إلى الانخفاض الحاد فى عدد الأشخاص الذين لم يعودوا غير مبالين بالصين.

والصين كانت فى عام ٢٠٢٢ أكبر شريك تجارى ثنائى لأفريقيا، حيث سجلت البلاد ٢٨٨ مليار دولار من التجارة مع الدول الأفريقية، وفقا للبيانات التى نشرها منتدى التعاون الصينى الأفريقي.

واحتفظت بكين بهذا اللقب لمدة ١٤ عاما متتالية، حيث وصلت الاستثمارات الصينية المباشرة فى الأسواق الأفريقية إلى ١.٣٨ مليار دولار فى الأشهر الأربعة الأولى من عام ٢٠٢٣، بزيادة تصل إلى ٢٤ بالمائة على أساس سنوي. 

ويتجلى هذا الاتجاه فى التعاون الاقتصادى المتنامى بين الصين وأفريقيا فى الإحصاءات الصينية الرسمية التى تظهر أن إجمالى حجم التجارة مع أفريقيا فى الأشهر الخمسة الأولى من عام ٢٠٢٣ وصل إلى ٨٢٢.٣٢ مليار يوان (١١٣.٥ مليار دولار أمريكي)، بزيادة ١٦.٤ فى المائة سنويا.
إن الموقف الغربى فى أفريقيا، وتحديداً فى غرب أفريقيا، أصبح فى أسوأ حالاته على الإطلاق. وتتطلع الصين، التى تقود العديد من المنظمات المتعددة الأطراف، بما فى ذلك البريكس ، إلى توسيع التعاون مع الدول الأفريقية لضمان الرخاء والتنمية فى القارة عند تقاطع جيوسياسى وصفه الخبراء بأنه تاريخي.
ورغم انخفاض معدلات القبول الإجمالية للولايات المتحدة فى عام ٢٠٢٣، إلا أن سبع دول فى أفريقيا لا تزال تشهد زيادة مضاعفة فى الموافقة. حيث ارتفعت موافقة غانا على الولايات المتحدة بنسبة ١٤٪، وشهدت كل من موريتانيا وكوت ديفوار زيادة بنسبة ١٣٪ فى الموافقة، وشهدت تونس زيادة بنسبة ١٢٪، وموزمبيق زيادة بنسبة ١١٪، فى حين ارتفعت موافقة السنغال وإثيوبيا على الولايات المتحدة بنسبة ١٠٪. .
ومع ذلك، شهدت الموافقة الأمريكية فى العديد من الدول الأفريقية الأخرى انهيارا جذريا، على سبيل المثال، انخفضت معدلات القبول فى الولايات المتحدة بمقدار ٢٩ نقطة فى أوغندا، و٢١ نقطة فى غامبيا، و١٤ نقطة فى كينيا. وبلغت نسبة تأييد الولايات المتحدة فى ليبيا ٢٣٪، وفى الصومال ٢٥٪، وهى الأدنى فى أفريقيا.
وفيما يتعلق بروسيا، فقد شهدت سمعة موسكو فى أفريقيا تحسنا أكبر مقارنة بسمعة الصين. وفى أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية فى فبراير ٢٠٢٢، واجهت انخفاضًا ملحوظًا فى الدعم عبر أفريقيا والعالم.
ومع ذلك، مع مرور أكثر من عامين على بدء الصراع، انتعشت صورة موسكو، ويبلغ متوسط شعبية القيادة الروسية الآن ٤٢٪، بعد أن كان ٣٤٪ فى العام السابق. ولم يتم رؤية هذا المستوى من الموافقة منذ عام ٢٠١٢ عندما بلغ ٤٧٪.
وشهدت روسيا ارتفاعات كبيرة فى الموافقة على الموافقة فى ثمانى دول، مع انخفاضات مقابلة فى دولتين فقط: أوغندا (بانخفاض ١٦ نقطة) وغامبيا (بانخفاض ١١ نقطة). ومع ذلك، يظل الدعم المقدم لروسيا قويًا بشكل خاص فى دول الساحل، حيث تحتفظ بوجود عسكرى ملحوظ عبر مجموعة فاغنر. ومن الجدير بالذكر أنه فى مالى (٨٩٪)، وبوركينا فاسو (٨١٪)، وتشاد (٧٦٪)، تقف روسيا باعتبارها القوة المهيمنة من حيث معدلات موافقة القيادة.


كيف تعمل الولايات المتحدة على تقويض نفوذ الصين فى أفريقيا؟


على مدى العقد الماضي، شاهدت الولايات المتحدة مشروع البنية التحتية الصيني، مبادرة الحزام والطريق، وهو يعمل على توسيع نفوذ بكين عبر طول وعرض أفريقيا الغنية بالموارد، كما شهدت الولايات المتحدة حصول روسيا على موطئ قدم، مع الدعم العسكرى للحكومات الأفريقية ثم تقوم بتعدين الذهب والماس والمواد الأخرى فى تلك البلدان.
وجعلت إدارة بايدن تحسين العلاقات التجارية مع أفريقيا أولوية فى العلاقات الخارجية. وقال مسئولون أميركيون إن نجاح خط السكة الحديد، إلى جانب العديد من النجاحات الأخرى التى حققتها الشركات الغربية فى الآونة الأخيرة، يظهر أن الولايات المتحدة وحلفاءها لا يقلون عن قدرة الصين على استخدام مرافقهم لترسيخ مكانة سياسية ونفوذ فى أفريقيا.
وفى غضون ذلك أقرض بنك التصدير والاستيراد الأمريكى أنجولا ٩٠٠ مليون دولار لشراء معدات أمريكية لمشاريع الطاقة الشمسية التى من المتوقع أن تغذى نصف مليون منزل.
وفى سبتمبر الماضي، وافق البنك على ضمان قرض بقيمة ٣٦٣ مليون دولار لمساعدة شركة Acrow Corp الشركة التى يقع مقرها فى نيو جرسى لشراء الجسور الفولاذية للحكومة الأنجولية.
وفى نهاية العام الماضي، وقع اتحاد السكك الحديدية All-American Rail Group، ومقره تكساس، مذكرة تفاهم مع الحكومة الأنجولية لاستكشاف إمكانية تطوير خط سكة حديد موازٍ للكونغو، الذى يمر عبر شمال البلاد.
وحددت وزارة النقل الأنجولية حجم الاستثمار المحتمل المتعلق بالمشروع الذى سيركز على حركة التجارة الزراعية بمبلغ ٤.٥ مليار دولار.