استأنفت مجموعة بيت الحكمة للثقافة صالونها الثقافي بالقاهرة؛ تحت عنوان "ما بين الناشر والمبدع... نجاح مشترك" حيث اجتمع عدد من الكتاب والناشرين من أطياف مختلفة، للحديث عن ماهية الكتابة لدى صاحبها، وللإجابة عن تساؤل "لماذا نكتب؟ ولماذا ننشر؟"، وأهمية النشر الورقي في عالم طغت عليه وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات النشر الإلكتروني، التي تحظى بانتشار واسع بين الشباب.
وشارك في الصالون الروائي والدبلوماسي أحمد فريد المرسي، الذي وصل إلى القائمة القصيرة لجائزة خيري شلبي عن روايته "منروفيا"، والكاتب أحمد قرني، صاحب رواية "الفتى الذي يشبه السندباد" والتي وصلت إلى القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد؛ والشاعر والروائي والمؤلف المسرحي أسامة الزيني؛ والكاتبة المهتمة بالأدب الشعبي والفولكلور بسمة حسن؛ والصحفي والروائي حسين عبد الرحيم، والدكتورة سارة حواس عضو هيئة تدريس الأدب الإنجليزي بجامعة المنصورة. والروائي شكري سلامة شكري، والروائية والإعلامية صفاء النجار، والكاتب والمخرج التليفزيوني عاطف سنارة الحاصل على جائزة إحسان عبد القدوس، والشاعر عزمي عبد الوهاب رئيس تحرير مجلة عالم الكتاب، الصادرة عن الهيئة العامة المصرية للكتاب. والكاتب والسيناريست ماهر زهدي، والصحفي والروائي محسن عبد العزيز، والكاتب الكبير محمد جبريل، والروائي محمد السيد زكريا، والكاتب والمترجم محمد صالح، والكاتب محمد عبد الحافظ ناصف نائب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، والناقد الدكتور محمود الضبع وكيل كلية الآداب بجامعة قناة السويس، والكاتب محمد عطية محمود، والكاتب والشاعر مصطفى عبادة، والروائي هاني القط، الكاتب والطبيب النفسي يحيى موسى.
علاقة الكاتب وناشره
في مستهل الصالون، الذي أداره الكاتب والشاعر الكبير أحمد الشهاوي، قال إن الناشر الدكتور أحمد السعيد أسس تجربة نشر مختلفة، انطلقت من الترجمة من لغة بعيدة هي الصينية، والتي قدم عبرها الكثير من روافد الثقافة الصينية القديمة والحديثة، ثم توسعت التجربة لتشمل تقديم الأدب المصري وأعماله الفكرية القديمة والمعاصرة، حتى وصل إلى تقديم أعمال خاصة، دون النظر لعمر الكاتب أو توجهه الفكري.
وفي حديثه، أشار الدكتور أحمد السعيد، الرئيس التنفيذي لمجموعة بيت الحكمة للثقافة، إلى أن مناقشات الصالون تأتي "ترسيخا للفكر الجاد وحوار الحضارات وإرساء فاعلية العقل النقدي ولاتساع الأفق التنويري المصاحب للحياة الفكرية في القاهرة منذ جيل الريادة وما حققه من منجز يتطلب الاستمرارية والتعاون المشترك". كما أشار إلى أن مشروع النشر في بيت الحكمة قائم على جدية الطرح والإبداع، لافتا إلى أهمية العلاقة بين الناشر والمبدع، والتي يجب أن تتجاوز العلاقات التجارية، وتتسم بإتاحة الإبداع بعيدا عن العلاقات الشخصية. وقال: "لا نسعى للمنافسة، بل لتحقيق نمط ثقافي عالمي، في تجربة عمرها عامين فقط دون احتساب سنوات الترجمة". وأضاف: "في الواقع، لا توجد صيغة تفضيل في الإبداع الثقافي، ومسألة الأعمال الأكثر مبيعا هي شأن تجاري بحت".
لماذا ننشر؟
بينما أجمع المشاركون على شبه إجابة لسؤال "لماذا نكتب؟"، والتي طغت عليها ذاتية الكاتب ورغبته في مشاركة الآخرين الحكاية التي تعيش في ذهنه حتى يتحدث بلسان أبطالها، تباينت آراء المبدعين في الصالون حول إجابة "لماذا ننشر؟"، والتي تنوعت بين الرغبة في حفظ الحكاية بشكلها الساحر القديم، حتى بين المبدعين الشباب.
ولفت عمرو مغيث، مدير تحرير بيت الحكمة، إلى أن هذه الفعاليات تواكب ما حرصت بيت الحكمة على نشره من سلاسل متعددة في مجالات الثقافة الرصينة والإبداع المتطور، الذي يشمل روائع الفكر العربي من خلال عدد من السلاسل منها "عيون الحكمة"، و"بيت الحكمة بالعربي"، وسلسلة "أفق" المعنية بنشر الدراسات الفكرية والنقدية، بما فيها جميعا من مسارات التجديد في استخلاص الرؤى والأفكار عبر التأصيل النظري للمناحي الفكرية كافة.
يذكر أن صالون بيت الحكمة الثقافي قد بدأ أولى ندواته عام 2019 تحت عنوان "طريق الصين" كما أقام العديد من الفعاليات منها "الصين والعالم في مواجهة فيروس كورونا" و"مصر على خريطة الحزام والطريق"، وغيرها.