_ الكتب المطبوعة المرتبطة بالبرامج الالكترونية تجذب الطفل للقراءة ولابد من تعميم الفكرة
_ يجب علينا ككتاب مواكبة اهتمامات الطفل فى هذا العصر
فى عصر الشاشات والألواح الذكية يبدو أن القراءة هى آخر ما يُمكن أن يجذب انتباه طفل، لذا يبتكر مؤلفو كتب الأطفال والناشرين طرقًا جديدة لاستمالة ذوى السن الصغيرة، بين الألوان والرسوم والأغلفة البارزة والعناوين الجذابة، يتنافس سوق النشر فى عالم يبتعد ساكنوه عن القراءة أكثر فأكثر.
وفى ظل الزخم الكبير لمعارض كتب الأطفال العربية والعالمية، ما الذى تم تقديمه من صناع النشر لجذب الأطفال؟.. وهل لا يزال الطفل يقرأ؟. «البوابة نيوز» التقت القاص والروائى وكاتب أدب الطفل أحمد طوسون للإجابة عن هذه الاسئلة فى الحوار التالى:
■ بعد مراجعة معارض كتب الأطفال على مدار العاميين الماضيين.. ما الذى تم تقديمه من صناع النشر لجذب الأطفال؟
- يواجه الناشرون للكتاب الورقى تحديا صعبا مع التطور التكنولوجى فى مجال الميديا الحديثة والتقنيات الرقمية وارتباط طفل العصر الحالى بالسماوات المفتوحة فضائيا ورقميا عبر الشاشات الالكترونية للحواسيب والهواتف المحمولة ومواد الفيديو المتعددة ومنها ألعاب الفيديو التى تجتذب الصغار والكبار.. لكن التطور التكنولوجي.
كما طال تكنولوجيا الرقمنة والاتصال والميديا طال أيضا صناعة الورق والطباعة وبخاصة الطباعة ثلاثية الأبعاد، ويتم الاستفادة من هذه التقنيات الحديثة فى انتاج الكتب المجسمة التى تجتذب الأطفال برسوماتها وألوانها وإعادة تقديم الحكايات العالمية الشهيرة فى كتب مجسمة ثلاثية الأبعاد أو عبر ربط الكتاب الورقى بالتقنيات الرقمية.
فيصدر كتاب الطفل الورقى مصحوبا بأسطوانة مدمجة تقدم القصة أو الحكاية مسموعة ومرئية ليكون أمام الطفل الاختيار بين البدائل التقليدية والحديثة، ولعل استخدام الكتب المطبوعة المرتبطة بالبرامج الالكترونية يكون بشكل أوسع وأوضح فى مجال المواد التعليمية المقدمة للطفل.
ولوزارة الاتصالات فى مصر تجربة فى هذا المجال حين أعلنت عن مسابقة منذ سنوات تربط فيها ما بين الكتاب الورقى والتقنيات الرقمية خصصت لها جوائز كبيرة لتشجيع الناشرين على خوض هذا المجال والتوسع فيه مواكبة للعصر.
ولعلنا نلحظ فى معارض الكتب استخدام المجسمات الملونة للشخصيات التى يحبها الأطفال وأبطال القصص والعروض الالكترونية والرقمية لجذب انظار الأطفال إلى الكتب المقدمة لهم.
لكن تظل ورش الحكى والرسم التى يقدمها الكتاب والرسامون والفنون المقدمة للطفل كالأراجوز وغيره واقعيا إلى جانب الوسائل الرقمية من الوسائل الجذابة التى تجتذب الأطفال لمعارض الكتب كما يحدث كل عام فى معرض القاهرة الدولى للكتاب أو المعارض الدولية الشهيرة كمعرض بولونيا لكتب الأطفال أو معرض الشارقة القرائى للطفل.
■ من وجهة نظرك.. فى عصر الشاشات المحمولة والإنترنت هل الطفل لا يزال يقرأ؟
- لا توجد لدينا احصائيات رسمية ودقيقة لتوزيع كتاب الطفل لكن المؤكد من خلال زيادة اعداد الناشرين لكتب الأطفال وزيادة عدد الاصدارات المقدمة للطفل مصريا وعربيا أن نستنتج وجود الطفل الذى يقرأ برغم كل مغريات التقنيات الرقمية والالكترونية الحديثة.
لأن صناعة الكتاب فى النهاية تجارة لن يقدم عليها الناشرون إلا إذا كانوا يحققون أرباحا بعكس المؤسسات الرسمية حين تنتج كتاب الطفل فهى تؤدى رسالة لأطفالنا ودور منوط بالدولة تجاه أبنائنا بعيدا عن حسابات الربح والخسارة.
والمؤكد أيضا أن القراءة لا تقتصر على الكتاب الورقي، ولكن وفق مقتضيات العصر يقدم كتاب الطفل فى صور مختلفة الكترونيا ورقميا ومسموعا، وسنجد الطفل الذى يتجاوب مع الكتاب الورقي، كما يوجد الطفل الذى يتجاوب مع التقنيات الرقمية والحديثة.
والأمر يعتمد فى وجهة نظرى على اهتمام الأسرة والمدرسة بالطفل فكلما زاد اهتمام الأسرة والمدرسة بالطفل ومواهبه وتشجيعه على القراءة زاد إقباله على الكتاب والقراءة لأن حب الانسان للحكاية وللفنون ربما ينشأ بالفطرة منذ لحظة الولادة ويتجلى ذلك فى هدهدة الأمهات لأطفالهن فى المهد.
ولعل هذا الشكل كان الشكل الأول الذى عرفته البشرية لفنون الطفل منذ البدايات الأولى للإنسان على كوكب الأرض.. كما يجب استغلال موروثنا الحضارى والثقافى الفرعونى والشعبى والفنون التقليدية للطفل وتقديمها بشكل جديد يجتذب طفل هذا العصر.
فللأسرة والمدرسة والمجتمع دور فى تنمية عادة القراءة لدى الطفل من خلال توفير المناخ المساعد على القراءة والإبداع فى البيت والمدرسة والنادي، وأن تكون الفنون وبخاصة المقدمة للطفل مفردة من مفردات الحياة يجدها الطفل فى كل الأماكن التى يرتادها بسهولة ويسر وبالتالى ستنمى لديه عادة القراءة وستساعد على اكتشاف مواهبه وتنمية خياله.
■ ماذا ابتكر كتاب ومؤلفو كتب الأطفال لاستمالة ذوى السن الصغيرة؟
- الحقيقة أن الموضوعات المقدمة للطفل تواجه إشكالية كبيرة، إذ إن أغلب القصص والحكايات ما زالت تؤخذ عن الحكايات التقليدية كحكايات كليلة ودمنة والحكايات الموروثة وألف ليلة وليلة، وقليلة هى الأعمال التى تقدم نصوصا تتناول موضوعات تهم طفل هذا العصر واهتماماته وواقعه الجديد.
فمثلما تمثل الرقمنة واقعا نعيشه جميعا، يجب كمثال أن تصبح واقعا فى النصوص التى تقدم للطفل وهكذا الحال بالنسبة لكل الموضوعات التى يعايشها أطفال اللحظة الراهنة ولا نتعامل مع الطفل بنفس الطريقة التى تعامل بها رواد الكتابة للطفل مع طفل الماضي.
فلكل عصر قضاياه وظواهره واهتماماته ويجب علينا ككتاب أن نكون مواكبين لاهتمامات طفل هذا العصر لنستطيع أن نصل إلى خياله ووجدانه وننجح فى التواصل معه.