يمر علينا اليوم الاحد الموافق 26شهر مايو ذكري استقالة رئيس الوزراء محمود سامي البارودي احتجاجا علي قبول الخديوي توفيق مطالب إنجلترا وفرنسا بإبعاد أحمد عرابي عن مصر، وجاء ذلك في 26 مايو عام 1882.
فعقب عودة شريف باشا عقب الثورة العرابية تولى البارودي نظارة الحربية بجانب وزارته للأوقاف، عقب مطالب من حركة الجيش الوطنية بقيادة عرابي ، وبدأ البارودي في إصلاح القوانين العسكرية مع زيادة رواتب الضباط والجند، ثم قدم استقالته في 22 أغسطس 1881، نتيجة الي سوء العلاقة بينه وبين رياض باشا رئيس الوزراء، الذي شحن الخديوي ضده.
الثورة العرابية
استجاب توفيق لمطالب الجيش نظرا للخوف من التفاف الشعب حول عرابي، وعزل رياض باشا من رئاسة النظار، واسند إلى محمد شريف باشا بتشكيل الوزارة ، وكانت أول نظارة شبه وطنية في تاريخ مصر الحديث.
و عين محمود سامي البارودي ناظرا للجهادية وهو أول مصري يتولى هذا المنصب ،وسعى لوضع دستور للبلاد، ونجح في الانتهاء منه وعرضه على مجلس النواب الذي أقر معظم مواده، وأطاح تدخل دولتي إنجلترا وفرنسا في شؤون البلاد ، عقب أن ازدادت ضغوط الدول الأوروبية الدائنة على مصر، وكان عليها دفع ما يقارب العشرين مليون جنيه إسترليني أو ما يقرب من ثلث دخلها القومي سنويا، لسداد الديوند المصرية أحدهما إنجليزي ،كرد فعل لكل هذه الضغوط، أصر مجلس الأعيان برئاسة محمد سلطان باشا على تغيير وزارة محمد شريف باشا ،حيث قبلت بكل هذه التدخلات في شؤون مصر الداخلية. وتأزمت الأمور، وتقدم محمد شريف باشا باستقالته فى 2 شهر فبراير 1882.
وعقب تمكن الثورة العرابية طالبت بتعيينه محمود سامي البارودي رئيسا للوزارء، وبالفعل تولى الرئاسة إلى جانب نظارة الداخلية في 4 شهر فبراير عام 1882 ، وإستمر حتى 17 شهر يونيو من نفسه العام ، وكان أول رئيس وزراء في تاريخ مصر بالانتخاب بجلس النواب ولم يعينه الخديوي ،وخرج انتصارا" للوطنية المصرية والكرامة ورفضا لإبعاد أحمد عرابي عن مصر بقرار من انجلترا وفرنسا.
تولي البارودي رئاسة الوزارة الوطنية عقر الثورة في 4 شهر فبراير عام 1882، وظل بالمنصب حتي إستقال 26 مايو 1882، احتجاجاً على قبول الخديو توفيق مطالب إنجلترا وفرنسا بإبعاد أحمد عرابى، فتم نفيه في 3 ديسمبر عام 1882 إلى منطقة سرانديب 17 عاماً، واشتد عليه المرض فعاد لمصر في 12 سبتمبر 1899 وترك السياسة، وفتح بيته صالوناً للشعراء " أحمد شوقى وحافظ إبراهيم ومطران وإسماعيل صبري.
وعقب فشل الثورة وإحتلال الإنجليز لمصر عوقب بالنفى مع زعماء الثورة، وتم نفيه رفقة عرابى إلى سرانديب.
وظل محمود سامى البارودى 17 عاما منفيا، وتوفيت زوجته ورفيقة دربه، فحزن عليها شديدا، وعقبها صدمة وفاة ابنته فى شبابها، وعقب سنوات عاد مع زوجته الثانية إلى مصر شبه كفيف، قبل أن يفقد بصره نهائيا في مصر،، إلى أن توفي في 12 شهر ديسمبر 1904.