السبت 28 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

منير أديب يكتب: رسوب وزير التربية والتعليم في الامتحانات

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

رسب وزير التربية والتعليم، الدكتور رضا حجازي، في امتحانات النقل بكل مستوياتها هذا العام.. ولعل هذا مقدمة لرسوب جديد لنفس الوزير في امتحانات الثانوية العامة المقرر لها شهر يونيو القادم؛ فكما أنّ الوزير لم يُقدم جديدًا على مستوى تطوير المنظومة التعليمية، فقد فشل في تقييم الطلاب على مستوى المراحل التعليمية المختلفة.

تم تسريب امتحانات الإعدادية في أغلب المحافظات المصرية إنّ لم يكن كلها، حيث تم التسريب على منصة شاومينج ضمن برنامج التليجرام المشفر دون أي تحرك من الوزارة المختصة بنفسها أو من خلال استعانتها بمن يوقف هذه المهزلة، وهنا اكتفت مديريات التربية والتعليم في أغلب المحافظات بالتصريح عقب كل مادة تم تسريبها قبل بدء الامتحاد بأنها تُحقق في الأمر!

تسريب الامتحانات لا يؤثر على تقدير الدرجات وتقييم الطلاب فحسب وإنما يُؤثر على مجمل العملية التعليمية، فكيف تقنع الطلاب بالاجتهاد في المراحل التعليمية المقبلة في سنوات الدراسة، بينما يحصل ذات الطالب على الامتحان قبل بدءه بساعة أو يزيد؟ وبالتالي يحصل على أعلى الدرجات! وهنا الحديث عن المراحل التعليمية المختلفة وليست المرحلة الثانوية فقط التي كانت تحدث فيها هذه المهازل.

فما حدث من تسريب للامتحانات هذا العام في الشهادة الإعدادية جريمة لابد أنّ يُعاقب عليها المسؤولون عنها، وإذا كان الوزير قد فشل في تقييم طلابه، فما هي علامة نجاحه في تقديم خدمة تعليمية جيدة لهؤلاء الطلاب على مدار عام دراسي كامل؟

ما حدث في الشهادة الإعدادية حدث في أغلب المراحل التعليمية، مثال الصف الأول الثانوي، حيث وضعت امتحانات فوق مستوى الطالب والمعلم معًا، مثال مادة الفيزياء في إدارة العمرانية التعليمية التابعة لمديرية التربية والتعليم بالجيزة، في الفصلين الدراسيين الأول والثاني، فإذا كانت الإدارة التعليمية فشلت في اختيار المعلم المنوط به وضع الامتحان لتقييم الطلاب تقييمًا دقيقًا، فوضع كل المدارس في حرج أمام الطلاب وأولياء أمورهم، وهو ما سوف تضطر معه لرفع نتيجة الطلاب، وإلا سوف يرسب جميع الطلاب ومدرسوهم الذين فشلوا في فهم بعض الأسئلة والغرض منها.

وهنا نُعلق على فشل الوزارة في تقييم الطلاب، وهو ما يحمل دلالات مهمة بأنّ العملية التعليمية في عهد الوزير لا تُرضي أحدًا، فضلًا عن أنّ الوزير وضع امتحانًا لطلاب الكثير منهم لم يتسلموا الكتب الدراسية ولا التابلت؟ ولذلك وجهت بعض الإدارات بضرورة نجاح كل الطلاب وإلا سوف يكون الوزير في موقف حرج أمام قضية يرفعها أي ولي أمر على الوزير في مجلس الدولة!

فشل الوزير في خلق منظومة تعليمية رصينة، كما أخرج الوزارة من دورها المرتبط بالتربية، فنحن نحتاج إلى من يُرمم نفوس الطلاب التي سُرقت منها أحلامها من خلال عملية تقييم فاشلة؛ الوزارة اعترف بالغش بصمتها أو أنها فشلت في الوقوف أمامه، ولكن يبقى ما أصاب هؤلاء الطلاب وما لا يمكن علاجه بسهولة وهو قتل الطموح والاجتهاد لديهم، لطالما تسربت الامتحانات بهذه الطريقة.

ولذلك اقترح أنّ توضع دروسًا تربوية في العام القادم تُرمم ما أفسدته الوزارة على مدار العام الدراسي المنصرم، إما بمواد دراسية ضمن المناهج أو بتوجيه رسائل يحملها الأساتذة لطلابهم في العام الجديد، إذا كان الوزير يُريد إصلاحًا لما أفسده، وهذا لا يُعفي الوزارة من مسؤولياتها عن الجرائم التي أرتكبت في حق الطلاب إما من خلال امتحانات كانت فوق مستوى الطلاب بمراحل، أو تم تسريبها، كما أنّ الوزير مطالب بعدم تكرار هذا الأمر في امتحانات الثانوية العامة بعد أيام.

الوزير رسب مرتين، مرة بامتحانات فوق مستوى الطلاب مما أصابهم بإحباط شديد، ومرة أخرى بتسريب هذه الامتحانات، لقد انزعجت كثيرًا مما ذكره لي أحد المعلمين صباح اليوم، الذي طلب من بعض تلمذاته حضور درس للمراجعة النهائية في مادة اللغة الإنجليزية، فردت عليه الطالبة، ما فائدة حضور المراجعة طالما أنني أحصل على الامتحان قبل بدءه بساعه أو ساعه وربع عبر منصة شاومينج على التليجرام؟

واضح أن السيد رضا حجازي لا يمتلك آلية لتطوير منظومة التعليم إلا من خلال مواصلة المسير على ما وضعه الدكتور طارق شوقي، فالأخير رغم ما كان يمتلكه من مقومات أهلته لهذا المنصب إلا أنه كان ضحية تسريب الامتحانات في الثانوية العامة، فماذا قدم حجازي لما كان سببًا في أنّ يُغادر سابقه الوزارة.

ما يشغلني في قادم الأيام نجاح وزارة التربية والتعليم من عدمه في وقف مهزلة الامتحانات بهذه الصورة، حتى لا تتكرر في السنوات القادمة، وما هي برامج الوزير لترميم نفوس الطلاب التي انكسرت أمام تسريب الأسئلة وصعوبتها المبالع فيها؟ كما أنّ الوزير على المحك في امتحانات أخرى خلال الأيام القادمة سوف تكون هي الفارقة في وجوده في وزارة لم يُحافظ فيها على قدسيّة الامتحانات التي رسب فيها.