ذكرت مجلة نيوزويك الأمريكية اليوم السبت أن خلافا ظهر بين الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ورئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون من جانب، والرئيس الأمريكي جو بايدن من جانب آخر، بشأن استخدام الأسلحة الأمريكية المقدمة إلى أوكرانيا على أهداف داخل روسيا.
وقالت المجلة، على موقعها الإلكتروني، إنه في الوقت الذي يرفض فيه الرئيس الأمريكي استخدام الأسلحة الأمريكية لإستهداف الأراضي الروسية، فإن الأمين العام لحلف الناتو قال إنه لا ينبغي للولايات المتحدة أن تمنع أوكرانيا من استخدام الأسلحة الأمريكية في استهداف الأراضي الروسية، وهو الموقف الذي يؤيده فيه مشرعون بارزون في واشنطن من بينهم رئيس مجلس النواب الأمريكي.
وقال ستولتنبرج في حوار، دون أن يذكر بالإسم الولايات المتحدة، "إن الوقت قد حان لكي يفكر الحلفاء فيما إذا كان ينبغي عليهم رفع بعض القيود المفروضة على إمداداتهم من الأسلحة إلى أوكرانيا".
ووفقا لتقارير، فقد توجه وفد أوكراني إلى واشنطن هذا الشهر لتوضيح كيفية استخدام كييف للأسلحة الأمريكية في ضرب أهداف داخل روسيا، وهو أمر محظور حاليا بموجب شرط أمريكي يهدف إلى تجنب التصعيد.
وأشارت نيوزويك إلى أن اعتماد أوكرانيا على المسيرات محلية الصنع في استهداف الأراضي الروسية كان بمثابة نقطة حساسة لكييف، خاصة منذ 10 مايو عندما شنت موسكو هجوما في منطقة خاركيف شمال شرق البلاد، ودفعت القوات الأوكرانية للتراجع حوالي 9.5 كيلومتر بعيدا عن الحدود.
وناشد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الولايات المتحدة تغيير موقفها في الوقت الذي تستغل فيه روسيا عجز الذخيرة والقوات لدى كييف قبيل انتظار تسليم المزيد من المساعدات التي أقرها الكونجرس مؤخرا.
وقال ستولتنبرج "إن حرمان أوكرانيا من إمكانية استخدام هذه الأسلحة ضد أهداف عسكرية مشروعة على الأراضي الروسية يجعل من الصعب عليها للغاية الدفاع عن نفسها".
ورفضت وزارة الخارجية التعليق على تصريحات أمين عام حلف الناتو بناء على إتصال من مجلة نيوزويك التي أشارت إلى أن وجهة نظر ستولتنبرج تكتسب شعبية في الولايات المتحدة، حيث قال رئيس مجلس النواب، في حوار إذاعي هذا الأسبوع، "إن كييف يجب أن تواصل الحرب بالطريقة التي تراها مناسبة، وإن محاولة الولايات المتحدة إدارة الجهود هناك ليست سياسة جيدة".
وفي أعقاب زيارته إلى كييف، يريد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن السماح لأوكرانيا بضرب الأراضي الروسية بأسلحة مقدمة من الولايات المتحدة، حسبما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز في 22 مايو، نقلا عن مصادر لم تسمها.
وفي الوقت نفسه، قال النائب الجمهوري عن ولاية تكساس، مايكل ماكول، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، "إن هناك دعما في الكونجرس لإنهاء هذه السياسة، لكن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان والرئيس جو بايدن ما زالا يعارضان هذه الخطوة"، ووجه مكول سؤالا إلى بلينكن خلال جلسة استماع للجنة قائلا "هل ستغيرون هذه السياسة، حتى لا تقاتل أوكرانيا واحدى يديها مكبلة خلف ظهرها ؟ ".
وفي 20 مايو، حثت مجموعة من أعضاء الكونجرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي البنتاجون على تغيير القيود.
ومن جانبه، صرح وزير خارجية ليتوانيا جابرييليوس لاندسبيرجيس في 20 مايو بأن مثل تلك القيود التي فرضتها الولايات المتحدة على استخدام صواريخ أتاكمز إم جي إم-140 طويلة المدى داخل روسيا كانت خاطئة.
ومن جانبه، قال النائب في البرلمان الألماني أنطون هوفريتر لمجلة دير شبيجل "إن الولايات المتحدة يمكن أن تسمح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الأمريكية لاستهداف الأراضي الروسية بموجب القانون الدولي، الذي يسمح لدولة تتعرض للهجوم باستهداف الدولة المهاجمة".
وفي مقابلة، فرق ستولتنبرج بين السماح باستخدام الأسلحة الغربية بالطريقة التي اختارتها كييف وبين التدخل المباشر لحلف شمال الأطلسي، وهو ما طرحه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.