تحل اليوم الموافق ٢٤ مايو، ذكرى رحيل الفنان إسماعيل ياسين، والذى يعد أحد أهم أعمدة الفن المصرى والعربى بشكل عام، ومن أبرز الأسماء الفنية التى خلدت فى ذاكرة الجمهور والفتحلن، تاركاً إرثاً فنياً هاماً.
طفولة صعبة
مرت حياة إسماعيل ياسين بالعديد من المراحل القاسية، وكانت البداية من طفولته، حيث عاش اليتم صغيراً ولم يكمل تعليمه، وعمل بالعديد من الحرف والمهن منذ سن صغيره، وذلك بعد إفلاس والده وغلق تجارته.
عشق الفن منذ الصغر، وكان يسعي أن يكون مطرب لعشقه الكبير للفنان محمد عبدالوهاب، وظل شغف الفن بداخلة منذ الطفولة رغم قسوتها.
البداية مع الفن "المونولوج"
سافر اسماعيل ياسين إلى القاهره، تاركاً خلفه كل مراحل الشقاء التى عاشها فى مسقط رأسه مدينة السويس، وبدأ رحلة العمل فى شوارع العاصمة، وظن أنه سيبدأ رحله جديده بدون مآسي، ولكنه عمل فى العديد من المهن المختلفه بحثاً عن مصدر الرزق، وسكن "البنسيونات" الشعبية.
وظل حلم الغناء يسكنه طوال الوقت، حتى سنحت له الفرصة، بعد إكتشاف الكاتب والمؤلف أبو السعود الابياري له، وقدمه لكازينو بديعة مصابني، وكان المكان الأشهر فى ذلك الوقت، وبرع الفنان إسماعيل ياسين فى تقديم فن المونولوج، ونجح نجاحاً كبيراً، وحقق شهره واسعه، حتى فتحت له أبواب السينما.
رحلة السينما
بدأ الفنان إسماعيل ياسين رحلته مع السينما، بأدوار صغيره وثانويه، حتى أظهر حضوراً وكاريزما الكوميديان ولكن بطابع مختلف، إعتمد فى أدائه الفني على الفطره، والتى وصلت إلى قلوب الجماهير بأسرع الطرق.
وتدرج فى الأدوار حتى ظهر لفترات طويلة بالدور الثاني فى العمل، وهو من يلعب الخط الكوميدي لصديق البطل، إلى أن جاء وقت البطولة وقدم تاريخ فني كبير.
أفلام بإسم إسماعيل ياسين "ضمان فني لنجاح العمل"
وصلت نجومية إسماعيل ياسين إلى أن قدم سلسلة من الأفلام السينمائية التى تحمل إسمه، والذى أصبح ضمان فني لنجاح العمل، وإلتف الجمهور حول إسماعيل ياسين نفسه وزحف خلفه أى كان العمل أو الدور، وحقق شعبية إستثنائية.
أبرز الأعمال الفنية
قدم الفنان إسماعيل ياسين مسيرة سينمائية حافله، وحقق نجاحاً كبيراً على مستوى نجم الشباك لسنوات طويلة، وأبرز تلك الأعمال فيلم "إبن حميدو، كدبة إبريل، نشاله هانم، فاعل خير، ملك البترول، المجانين فى نعيم، حلاق السيدات، حماتي ملاك، المليونير الفقير، العتبة الخضراء، عريس مراتي، الستات ميعرفوش يكدبوا، حرام عليك، الحموات الفاتنات، حلال عليك"، وقدم أيضاً سلسلة أعمال تحمل إسمه "مغامرات إسماعيل ياسين، إسماعيل ياسين فى الجيش، إسماعيل ياسين فى الاسطول، إسماعيل ياسين بوليس حربي، اسماعيل ياسين فى متحف الشمع، اسماعيل ياسين للبيع، اسماعيل ياسين فى الطيران".
"اضحك الجميع وبكي وحيداً"
إبتعدت الأضواء رويداً رويداً عن الفنان إسماعيل ياسين، بعد أن اتجهت الدولة إلى الإنتاج الفني، وأصبح المسرح والسينما فى حالة رواج، إلى جانب إصابته بمرض القلب، وهو ما جعله يقل فى أعماله، وقلت الأدوار المعروضة عليه، إلى أن تكدست عليه الضرائب بأرقام كبيرة، فإضطر إلى أن ينهي فرقته المسرحية، وسافر للعمل ببعض الأعمال فى الدول العربية، ثم عاد وحاول تقديم فن المونولوج فى بعض الكازينوهات، إلى أن توفي وهو فى اصعب حال.
الوفاه "رحيل درامي لبطل كوميديا الفن"
كشف الموسيقار الراحل حلمي بكر أن الفنان إسماعيل ياسين توفي بين يديه، حيث كان يسعي فى أواخر أيامه أن يعود للعمل فى أى فرصة يقدم مونولوج فى أى من الكازينوهات الفنيه، حتى يجد مصدر رزق له.
وتابع بكر فى تصريحات تلفزيونية أنه اتفق مع أحد الكازينوهات ليعمل بها إسماعيل ياسين، وبالفعل بدأ العمل لمدة ٦ ليالي، وفى اليوم السابع تأخر كثيراً عن العرض، توجه الفنان حلمي بكر إلى منزل إسماعيل ياسين ليجده ملقي على الأرض وقد فارق الحياة، ليرحل اشهر كوميديان فى تاريخ الفن المصرى والعربى رحيلاً درامياً.
