حرص المخرج المخضرم محمد رسولوف، على حضور العرض العالمي الأول لفيلمه الجديد “The Seed of the Sacred Fig” أو “بذرة التين المقدس”، بمهرجان كان السينمائي في نسخته الـ77، بعدما تمكن من الهرب من إيران بعد صدور حكم تعسفي بسجنه 8 سنوات.
وظهر رسولوف على السجادة الحمراء لمسرح جراند لوميير بمدينة كان الفرنسية بصحبة ابنته باران رسولوف، وكذلك الممثلة الشهيرة جلشيفته فرحاني، وحرص رسولوف على رفع صور لأبطال فيلمه الجديد أثناء سيره في أرجاء الكروازيت.
وخلال الأسابيع الماضية، مارست السلطات الإيرانية ضغوطا شديدة على المخرج محمد رسولوف لسحب فيلمه من مهرجان كان السينمائي من خلال مضايقة منتجي الفيلم والممثلين الذين تم استدعاؤهم للاستجواب ومنعوا من مغادرة البلاد. وانتهى الأمر بصدور حكم بسجنه لمدة 8 سنوات، قبل أن يتمكن من الهرب خارج البلاد.
وقال محامي رسولوف، خلال وقت سابق، إن السلطات استدعت العديد من الممثلين والمنتجين غير المحددين في الفيلم.
وأضاف أن السلطات الإيرانية مارست ضغوطا عليه أيضا لإقناع رسولوف بسحب الفيلم من المهرجان.
علاوة على ذلك، “تم منع بعض ممثلي الفيلم من الخروج، وبحسب أقوالهم، بعد عدة ساعات من التحقيق، طُلب منهم أن يطلبوا من المخرج إزالة الفيلم من مهرجان كان”.
تدور أحداث الفيلم حول أحد القضاة والذي يعاني من جنون العظمة وسط الاضطرابات السياسية في "طهران". وعندما تختفي بندقيته، يشتبه في زوجته وبناته، ويفرض إجراءات صارمة تؤدي إلى توتر الروابط الأسرية مع انهيار القواعد المجتمعية.
وكان رسولوف قد تعرض لهجوم من قبل الحكومة الإيرانية، حيث منعه من السفر إلى مدينة كان العام الماضي للمشاركة في لجنة تحكيم فيلم "نظرة ما"، وصادرت السلطات الإيرانية جواز سفره بعد تقديم "رجل النزاهة" في مهرجان تيلورايد وحكم عليه بالسجن. وتم إطلاق سراحه مؤخراً بعد أشهر من الاعتقال بسبب حالته الصحية. وكان هذا ثالث حكم بالسجن عليه في إيران.
ويعد رسولوف، واحدا من أبرز صناع السينما العالميين، وفاز قبل عامين بجائزة الدب الذهبي بمهرجان برلين السينمائي الدولي عن فيلم “لا يوجد شر”، وانتقد فيه سياسة الإعدامات التي تنتهجها السلطات الإيرانية.