السبت 21 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

حوادث وقضايا

“ إنتي فين يا جنا”.. مشاهد مآساوية خلال البحث عن آخر ضحايا معدية أبو غالب

جانب من حادث معدية
جانب من حادث معدية أبو غالب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

هنا هويس الخطاطبة الذي يبعد قرابة الـ35 كيلو مترًا من موقع سقوط ميكروباص معدية أبو غالب، تتواجد أسرة الطفلة جنا إيهاب آخر ضحايا غرق الميكروباص لليوم الرابع على التوالي لوقوع الحادث، أكثر من 70 ساعة مرت حتى الآن وجنا لم تظهر، وسط بحث مكثف من فرق الإنقاذ.

إنتي فين يا جنا ؟

الأم المكلومة والدة جنا لم تكتفِ بالإنتظار على ضفاف نهر النيل تنتظر خروج جثمان نجلتها، بل استقلت قاربًا كانت تجوب به في المياه للبحث عن فقيدتها، وسط صراخ شديد منها : “ إنتي فين يا جنا.. إنتي فين يا بنتي” .. حديث الأم كان يزرف دمًا على هيئة دموع إذ أوضحت أن نجلتها كانت بالصف الثاني الإعدادي وولدت عام 2012 ولها أخوات أطفال تركتهم الأم بالمنزل في المنوفية مع الجيران ومكثت هنا للبحث عن جنا.

كلهم طلعوا وهي لأ

“ كلهم طلعوا وهي لأ” قيلت هذه الجملة من قبل الأم بدموع وانهيار شديد عندما تمنت أن يكون جثمان نجلتها واحدًا من الجثمانين الذين تم انتشالهم - على حد قولها- قائلة: “ مستنظراها تطلع .. كان نفسي تكون واحدة من اللي طلعوا … كلهم طلعوا وهي لأ.. يارب طلعلي بنتي وصبر قلبي”.

والدتها راكبه مركب وبتنده عليهـا

بينما وصف والد جنا حال زوجته قائلًا: “ والدتها راكبه مركب وبتنده عليهـا… عايز بنتي ادفنها بس مش عايز حاجة تانية… دا كان أول يوم شغل لجنا ورجعت ميته”  

النيابة تحقق في الواقعة 

 

وأفادت النيابة العامة، بأنها قد تلقت الثلاثاء الماضي، إخطارًا بسقوط حافلة نقل ركاب -ميكروباص على متنه خمس وعشرين فتاة- من أعلى معدية لنقل السيارات عبر ضفتي الرياح البحيري بمنطقة أبو غالب بدائرة مركز شرطة منشأة القناطر، مما أدى إلى إصابة ووفاة عدد من مستقليها؛ فباشرت النيابة العامة على الفور تحقيقاتها.


واستهلتها بالانتقال لمكان وقوع الحادث، فتبينت غرق إحدى عشرة فتاة -انتشلت قوات الدفاع المدني جثامينهن- وفقد خمس ونجاة سبع وإصابة اثنتين، وقد أسفرت التحقيقات عن أنه حال وصول المعدية إلى وجهتها بالناحية الغربية للرياح، اهتزت -كما هو مألوف- لدى اصطدامها بمكان رسوها تمهيدًا للتوقف، وعلى إثر تقاعس قائد الحافلة عن استخدام مكابحها وتركه لها؛ رجعت الحافلة إلى الخلف، في حين لم يغلق المسئول عن تشغيل المعدية، بابها الحديدي الخلفي الذي يضمن عدم سقوط ما تحمله على سطحها، مما أسفر عن سقوط الحافلة في المياه، كما تبين من التحقيقات أيضًا انتهاء رخصة تسيير المعدية منذ شهر أغسطس العام الماضي.


وأمرت النيابة العامة بحبس قائديْ الحافلة والمعدية وأخذ عينة منهما للوقوف على مدى تعاطيهما للمواد المخدرة، وتكليف قوات الدفاع المدني بموالاة البحث عن الفتيات المفقودات، والتحفظ على الحافلة والمعدية محل الواقعة، وتشكيل لجنة ثلاثية لانتقال لمعاينة المعدية وفحصها للوقوف على صلاحيتها الفنية للعمل وطريقة تشغيلها ومدى توفرها على معدات الإنقاذ والسلامة وقوام طاقمها ودور كل منهم، وصولًا إلى بيان كل من تسبب في ارتكاب الواقعة وتحديد دوره ومسؤوليته عنها، كما أمرت النيابة العامة بفحص الحافلة وقوفًا على سلامتها الفنية وجارٍ استكمال التحقيقات.