تعيش مدينة نابولي الإيطالية فوق بركان، يهددها بالاندثار، حيث تتبع وتيرة جيولوجية بحسب التقرير الذى نشرته هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سي" الأسبوع الجاري، بعد سلسلة من الهزات الأرضية التى ضربت البلد المتوسطى الاثنين الماضي.
وقالت "بى بى سي" إن مدينة نابولى تتحرك بأكثر من وتيرة بأقصى سرعة، تجد الفوضى اليومية: السيارات والدراجات النارية تندفع عبر شوارع المدينة الإيطالية مثل خلايا الدم داخل الوريد ثم هناك التطور الأبطأ، تطور التاريخ البشرى هذه مدينة لا تزال تتشكل بقرارات اتخذت قبل مئات السنين: شبكات من الأزقة الضيقة التى لن يصممها مخططو المدن اليوم؛ مكاتب حديثة وفنادق مضغوطة بجانب أطلال رومانية وفيلال تعود لقرون مضت.
وأشار التقرير إلى أن مدينة نابولى تتبع أيضا وتيرة جيولوجية – وهذه هى التى تحمل القوة الأكبر فى الغالب، تتحرك بوتيرة بالكاد تُدرك، ولكن بين الحين والآخر، تتسارع لتتحول إلى كارثة: ثوران من النار والصخور يعطل كل الجداول الزمنية الأخرى فى المدينة.
وأضافت "بى بى سي" أن البراكين فى نابولى تتبع وقتًا مختلفًا عن البشر – تتطور على مدى عقود، قرون، أو حتى آلاف السنين – لذلك يمكن أن يكون من السهل الافتراض أنها ثابتة، منوهة إلى أن بركان فيزوف هو الأكثر شهرة، ومعروف بتدميره لمدينتى بومبى وهيركولانيوم التى تقع على مقربة من نابولى فى عام ٧٩ ميلادي.
وأشارت إلى أن فيزوف يمثل تهديدا لمدينة نابولى ويبدو أن هناك إشارات مقلقة بأنه على وشك الثوران – وهناك مئات الآلاف من الناس يعيشون فوقه مباشرة.
وكشف التقرير عن أن الجيولوجيين الذين يدرسون ويراقبون هذه البراكين على مدار الساعة أن نابولى تسير ببط نحو كارثة البركان، ولكن لا أحد يمكنه التنبؤ بدقة متى أو أين ستحدث.
ومنذ ثمانين عامًا، شهدت نابولى أحداث بركانية كبرى فى منتصف مارس عام ١٩٤٤، خلال الحرب العالمية الثانية، بدأت كميات من الصهارة والغاز التى كانت تتراكم ببطء تحت جبل فيزوف فى الثوران فجأة.