لا تزال جهات التحقيق بنيابة مركز إمبابة وكرداسة تباشر تحقيقاتها الموسعة التي فتحتها صباح أمس الثلاثاء الحادي والعشرون من مايو 2024، في القضية رقم ٢٦٩٨ لسنة ٢٠٢٤ إداري مركز إمبابة والمعروفة إعلاميا بـ"معدية أبو غالب"، على خلفية حادث سقوط ميكروباص من أعلى معدية أبو غالب بمنشأة القناطر محافظة الجيزة، وكان داخل الميكروباص نحو 25 فتاة تتراوح أعمارهن ما بين الـ13- 17 عامًا جميعهن يعملن في مجال جني العنب بأحد الشركات الخاصة، وأدى الحادث إلى غرق 11 فتاة (انتشلت قوات الدفاع المدني جثامينهن) وفقد 5 ونجاة 7 وإصابة 2 من الفتيات.
حبس السائق وقائد المعدية
وأصدرت النيابة عدة قرارات بعدما انتقلت إلى موقع الحادث، وصرحت بدفن الضحايا وقدمت النيابة التعازي لذويهم، وكان خروج نعوش الفتيات مشهدًا مهيبًا، وصفه الأهالي بـ" عرايس تزف إلي الجنة"، وعقب ضبط سائق المعدية طلبت نيابة شمال الجيزة الكلية سحب عينة من دماء السائق وتحليلها بمعرفة مصلحة الطب الشرعى للتأكد من تعاطيه مواد مخدرة من عدمه، كما كلفت الشرطة باستدعاء سائق المعدية أيضًا عقب ورود التحريات وإفادة الهيئة العامة للنقل النهرى بأن المعدية منتهية الصلاحية وتعمل دون ترخيص منذ أغسطس 2023.
وأمرت النيابة العامة بحبس قائديْ الحافلة والمعدية وأخذ عينة منهما للوقوف على مدى تعاطيهما للمواد المخدرة، وتكليف قوات الدفاع المدني بموالاة البحث عن الفتيات المفقودات، والتحفظ على الحافلة والمعدية محل الواقعة، وتشكيل لجنة ثلاثية لانتقال لمعاينة المعدية وفحصها للوقوف على صلاحيتها الفنية للعمل وطريقة تشغيلها ومدى توفرها على معدات الإنقاذ والسلامة وقوام طاقمها ودور كل منهم، وصولًا إلى بيان كل من تسبب في ارتكاب الواقعة وتحديد دوره ومسؤوليته عنها، كما أمرت النيابة العامة بفحص الحافلة وقوفًا على سلامتها الفنية.
اعترافات سائق ميكروباص معدية أبو غالب
واستمعت النيابة لأقوال سائق الميكروباص ويدعى محمد خالد كساب، 24 عامًا، من المنوفية، وكان في حالة انهيار شديدة، وقال إن سيارته كانت مُحملة بـ 25 فتاة وشابة وسيدة وجميعهن من عمال اليومية بإحدى شركات تغليف الفواكه بمنطقة أبوغالب في منشأة القناطر، ويحضرن إلى المكان من مسقط رأسهن بإحدى قرى مركز أشمون في المنوفية، وأغلبهن يعرفهن جيدًا، وقبل أن ترسى المعدية التي تقل سيارته على الشاطئ، حدثت مشادة بينه وبين سائق “توك توك” لتعديه بالسبّ على فتاة من مستقلى “الميكروباص” بعدما تحرش بها، ما اضطره للاشتباك معه بالأيدي ليستعين قائد الدراجة البخارية بـ3 آخرين للتعدي عليه بالضرب.
وأوضح سائق “الميكروباص المنكوب” أن المتهمين أقدموا على فعلتهم الإجرامية للثأر منه لتدخله ومناصرته للفتاة التي تحرش بها قائد “التوك توك” وأنه نزل من العربية بعدما “ عشقها” سحب يد الفرامل.
وأفادت تحريات الشرطة بأن السائق نزل من سيارته وتشاجر مع أحد الأشخاص لمعاكسته فتيات، ، وفى تلك الأثناء ترك الفرامل ما أدى لسقوط السيارة في المياه.
بينما أمرت النيابة بالتحفظ على الميكروباص بعد انتشاله من المياه وفحصها من قبل خبير بالإدارة العامة للمرور لبيان سلامة «الفرامل» من عدمه.