كان يريد أن يرى النظام في الفوضى و أن يرى الجمال في النظام و كان نادرَ الكلام كأنه يبصر بين كل لفظتين أكذوبة ميّتة يخاف أن يبعثها كلامُهُ ناشرة الفودين, مرخاة الزمام و كان في المسا يطيل صحبةَ النجوم ليبصر الخيط الذي يلمُّها مختبئا خلف الغيوم ثم ينادي اللهَ قبل أن ينام الله, هب لي المقلة التي ترى خلف تشَتُّتِ الشكول و الصور تغيُّر الألوان و الظلال خلف اشتباه الوهم و المجاز و الخيال و خلف ما تسدله الشمس على الدنيا و ما ينسجه القمر حقائقَ الأشياء و الأحوال و تسألونني: أكان صاحبي؟ هل صحبة تقوم بين سيدٍ عظيم و خادمٍ محتال؟ مرثية صديق كان يضحك كثيرا