تتكئ على كرسيها، تضغط على شاشة الهاتف لتنطلق "بلاي ليست" بعنوان «صوفي» على تطبيقها المُفضّل «ساوند كلاود» وتتصاعد الأفكار.
كان وجهها قلقًا، صديقتي وهي تجيبني كذبا أنها كانت على كوبري ٦ أكتوبر عائدة من «كورس» تدرسه في المهندسين، ها قد بدأ التراك المفضل لي..
«متى يا كرام الحي عينــي تراكم.. وأسمع من تلك الديار نداكم»..
تسحبت سبحتها وتردد مع حباتها المارة في خيط معتق بالمسك «أستغفر الله العظيم»، تكررها لنفسها وهي تسأل حالها «ومن أين لك انها تكذب؟ لعلها صادقة؟».
«أستغفر الله العظيم».. نعم، ذكرت لي منذ فترة أنها تبذل الكثير من الوقت بسبب الكورس الذي أعادها للمذاكرة ساعات طويلة..
«سقاني الغرام كأسا من الحب صافيا»..
أستغفر الله العظيم.. لماذا تكذب؟ هل تظن أنني لو علمت انها التحقت بعمل جديد سأحسدها؟ والله إني لأتمنى لها كل الخير! اللهم صل وسلم على سيدنا محمد..
«يا ليته لما سقاني سقاكم»..
«والله عبيطة»، تكررها لنفسها وهي تواصل الذكر..
«يا ليته لما سقاني سقاكم»..
إذا سأبتعد عنها قليلا، ولن أرهق نفسي في السؤال عنها. في الواقع، لم يكن لي أن أسألها من الأصل، وضعت نفسي بموضع «الحشرية».
أستغفر الله العظيم.. أستغفر الله العظيم..
«اعترفي أنك كنتي تختبرينها.. أستغفر الله العظيم».. تقولها لنفسها
«أمر على الأبواب من غير حاجة.. لعلي أراكم.. أو أرى من يراكم»
تتساءل «كنتي تجربين ثقتها فيك؟! هل ستخبرك أنها كانت في مقر تلك الجريدة الجديدة عندما رأيتها تسير أعلى الكوبري مع زميلنا الذي يعمل هناك؟ أم ستداري الأمر؟».
أستغفر الله العظيم.. أستغفر الله العظيم
«سقاني الغرام.. سقاني الهوى»
تواصل الحديث لنفسها في النهاية إنها حريتها الشخصية تخبرك أم لا. واستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان.
«سقاني الغرام.. سقاني الهوى»..
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد..
«كأسا من الحب صافيا.. ياليته لما سقاني سقاكم.. لا تدفنوني تحت كرم يظلني.. إلا على جبل»
«أنتي أيضا ذهبتي لهذا العمل على يد هذا الزميل ولم تخبري أحد»
أستغفر الله العظيم.. أستغفر الله العظيم.. أستغفر الله العظيم..
هكذا، اعترفت لنفسها أنه لا داعي لكل هذا.. وواصلت الطريق