تمر علينا اليوم الاثنين الموافق 20 شهر مايو، ذكرى قتل الانكشارية إلى السلطان عثمان الثاني، وجاء ذلك في عام 1622، وعاد السلطات الأسبق مصطفى الأول إلى الدولة العثمانية.
فترة التحول في الإمبراطورية العثمانية
تحولت إمبراطورية العثمانية، أو ما يعرف بفترة التحول، هو فترة من تاريخ الإمبراطورية العثمانية، تمتد منذ عام 1550 وحتى عام 1700 ، في فترة منذ نهاية معاهدة كارلو فيتس.
وقعت في أواخر القرن السادس عشر وأوائل القرن السابع عشر، العديد من الأزمات الاقتصادية والسياسية، والتي ساهمت بهذا التحول، ونتجت تلك الأزمات عن أسباب مثل التضخم والحملات العسكرية والحروب والشقاق السياسي.
وبالرغم من تلك الكوارث، ظلت الإمبراطورية قوية من الجانبين السياسي والاقتصادي، واستمرت بالتكيّف مع تحديات العالم المتغيّر من حولها، وُصف القرن السابع عشر بـفترة الانحدار بالنسبة للعثمانيين.
لكن منذ ثمانينيات القرن التاسع عشر، تزايد رفض المؤرخين المختصين بتاريخ الإمبراطورية العثمانية لذاك الوصف، وعرفوها بفترة الأزمات والتكيف والتحول.
وخضعت الإمبراطورية لضغوط اقتصادية متزايدة في النصف الثاني من القرن السادس عشر، نتيجة إلى ارتفاع التضخم، والذي أثر حينها في أوروبا والشرق الأوسط وأسهم ضغط الكثافة السكانية في الأناضول في تشكيل عصابات قطاع الطرق، والتي انضمت بدورها في تسعينيات القرن السادس عشر إلى أمراء الحرب المحليين.
وخاضوا مجموعة من النزاعات عرفت حينها بتمرد جلالي، أدى الإفلاس المالي في الإمبراطورية والتمرد المحلي، والتنافس العسكري مع أباطرة آل هابسبورغ وشياه الصفويين إلى أزمة حادة في الإمبراطورية العثمانية، لذا أجرى العثمانيون تحولات على عددٍ من المؤسسات التي شكلت الإمبراطورية سابقاً.
إلغاء نظام التيماركي
جرى الغاء نظام التيمار كي يؤسسوا جيشاً حديثاً من الجنود المسلحين بالبنادق، الإمبراطورية العثمانية، و تغير طبيعة السلطة ادي إلى عدة انتفاضات سياسية خلال القرن السابع عشر، وعانى الحكام والأحزاب السياسية كي سيطرتهم على الحكومة الإمبراطورية، في عام 1622.
خلع السلطان عثمان الثاني
خلع السلطان عثمان الثاني عن العرش إبان انتفاضة ولقوات الانكشارية، وعزل الشخص الذي اغتاله مز قبل كبير المسؤولين القضائيين في الإمبراطورية، مما يوضح تدني أهمية السلطان في السياسة العثمانية.
ولم تكن مسألة الأحقية في السلطنة ذو أهمية من بين السلاطين الذين حكموا في القرن السابع عشر، وكان محمد الرابع أطولهم بقاء على العرش، حيث حكم مدة 39 عامًا، منذ سنة 1648 وحتى عام 1687.
وتمتعت الإمبراطورية بفترة طويلة من الاستقرار تحت حكم محمد الرابع، وتزعّم أفراد عائلة كوبريللي، ذات النزعة الإصلاحية، منصب الصدر الأعظم، تزامن ذلك مع تجدد الانتصارات في أوروبا، لكنها انتهت بحصار فيينا الكارثي عام 1683 وفقدان آل كوبريللي سمعتهم الشهيرة، عقب تلك المعركة، وشكلت للقوى الأوروبية المسيحية تحالفاً لمحاربة العثمانيين، ما أدى إلى سقوط المجر من أيدي العثمانيين، وضمها إلى ممتلكات آل هابسبورغ خلال حرب الحلف المقدس .
وأدت الحرب إلى أزمة سياسية أخرى ودفعت العثمانيين إلى إجراء المزيد من الإصلاحات الإدارية، أنهت تلك الإصلاحات مشكلة الإفلاس المالي، وأدت إلى تحوّل الإمبراطورية العثمانية إلى واحدة بيروقراطية.