على ضفاف نهر النيل فرع رشيد، تقع قرية نكلا العنب، لوحة ريفية ساحرة تُزينها حقول البطاطس الخضراء الممتدة كبساط أخضر يغطي الأرض، قصة هذه القرية هي قصة كفاح وعطاء، حيث تحولت على مدار العقود الخمسة الماضية إلى واحة ذهبية لزراعة البطاطس، بفضل خصوبة أرضها ومهارة أهلها، فمع شروق شمس كل يوم، ينطلق أهالي نكلا العنب إلى حقولهم، يحملون معهم آمالهم وأحلامهم. بعرق جبينهم ورعايتهم الدؤوبة، يزرعون بذور البطاطس، ليرووها بعناية ويحموها من آفات الطبيعة، ويتميز أهالي نكلا العنب بمهارات تقليدية متوارثة في زراعة البطاطس، حيث طوروا أساليبهم الخاصة لزيادة الإنتاج وتحسين جودة المحصول.
ذاع اسم " نكلا العنب"، عالميًا وعرفها الأوربيون بسبب زراعة محصول البطاطس، وأصبحت من أشهر القري في زراعة المحصول بالقطر المصري، ذات الجودة العالمية، ورغم زمام القرية الذي يبلغ 3000 فدان، بحث المزراعين في قرية نكلا العنب عن أراضي جديدة في القري والمحافظات المجاورة لزراعة محصول البطاطس، بإعتباره المحصول الإستراتيجي الذي يتميز به المزراع النكلاوي.
ويقول سامي مرسي، معلم ثانوي ومزراع بقرية نكلا العنب:" مع بداية موسم حصاد البطاطس تعم قرية "نكلا العنب" في مركز إيتاى البارود بمحافظة البحيرة، الفرحة لحصاد المحصول، حيث القرية أبرز وأكبر القرى على مستوى الجمهورية، حيث تشتهر عروتها الشتوية بين الدول العربية والأوروبية، وتحظى بشهرة عالمية بفضل جودة بطاطسها المميزة وتسمى "بطاطس نكلا العنب".
تمتاز قرية نكلا العنب بزراعة أصناف متنوعة من البطاطس
وأضاف مرسي، في تصريحات لـ "البوابة نيوز"، تمتاز قرية "نكلا العنب" بزراعة أصناف متنوعة من البطاطس، ومن أهما الأسبونتا، بالإضافة لعدد من الأنواع الأخري"الشمش، النجوم والتاج"، وتعتبر هذه الأصناف الأكثر طلباً في الأسواق الأوروبية، حيث يتمتع المستهلكون هناك بتفضيل كبير لنكهتها وجودتها العالية. بالإضافة إلى ذلك، يتم زراعة كميات محدودة من البطاطس النوع الكارا، والتي لم يتم حصادها بعد في هذا الموسم.
وأكد شوقي رمضان، مزراع، أن موسم حصاد البطاطس في "نكلا العنب" يعد حدثًا مهمًا ومنتظرًا بفارغ الصبر، حيث يشارك فيه جميع أفراد القرية بشغف وحماس، حيث يعد محصول البطاطس كثروة زراعية رئيسية في القرية وبإعتباره المحصول الإستراتيجي للمزراعين في قرية نكلا العنب التي تقع ضفاف نهر النيل فرع رشيد، فالجميع في القرية يعمل في زراعة وحصاد محصول البطاطس، قائلًا:" زراعة البطاطس توفر فرص عمل كثيرة لأبناء القرية خلال موسم الزراعة الذي يبدأ في ديسمبر وينتهي في منتصف يناير، بالإضافة لموسم الحصاد الذي يبدأ في شهر أبريل ويستمر حتي نهاية مايو".
ويكمل " رمضان"، يُقدر حجم الأراضي المُزروعة بمحصول البطاطس في القرية بحوالي 3 آلاف فدان، وتتميز بزراعة العروة الشتوية بشكل خاص، حيث يتم حصاد ما بين 15 إلى 20 طنًا للفدان الواحد من الأسبونتا في هذا الموسم، مشيرًا إلي إنه يتم تجهيز الأرض قبل عملية الزراعة لمحصول البطاطس وتسميدها باستخدام السماد العضوي.
ويكمل سمير الخُولي، مزراع، أن قرية نكلا العنب، تشتهر بزراعة العروة الصيفية لمحصول البطاطس، ويبلغ تكلفة الفدان حوالي 150 ألف جنيه لزراعة فدان واحد بمحصول البطاطس، وتشمل ذلك تكاليف التقاوي والتجهيزات والعمالة اليومية وعملية الحصاد، قائلًا:" بنشتري التقاوي بأسعار غالية من التجار وأصحاب محطات التصدير، اللذين يستغلون الظروف وأن قرية نكلا العنب تقوم بزراعة محصول البطاطس، حيث تخطي سعر طن التقاوي هذا العام 120 ألف جنيه في الطن الواحد، عكس العام الماضي الذي كان 25 ألف جنيه فقط".
وطالب الخولي، المسؤولين في وزارة الزراعة بتوفير التقاوي بأسعار مناسبة من خلال الجمعيات الزراعية وعدم السماح لأصحاب محطات التصدير بالسيطرة على سوق بيع تقاوي البطاطس المستوردة من أوروبا.
ومن جانبه، أعلن المهندس "محمود عبد المجيد هليل، مدير عام الزراعة بالبحيرة، أن محافظة البحيرة تعد من المحافظات الرائدة فى إنتاج البطاطس بعروتيها الشتوى والصيفى وتعتبر مراكز إيتاى البارود وكوم حمادة من أكبر المراكز زراعة تليها مراكز أبو المطامير وشبراخيت وكفر الدوار وحوش عيسى ثم الدلنجات، حيث يتم زراعة أنواع أسبونتا وكارا ودايمونت وسنيورة وألاسكا وبرن ومونديال وروزيتا وجلاتيكا وهرمس وتنتج محافظة البحيرة 123515 طن سبونتا من أجمالى مساحة منزرعة 9338 فدانًا.
وقال مدير عام الزراعة بالبحيرة، أنة يتم حصر وتقدير المساحات المنزرعة بنطاق المحافظة من خلال أدارة البساتين بالمديرية والأدارات الزراعية وناطق الأصلاح الزراعى والأستصلاح الزراعى، مشيرا أن مركز إيتاى البارود من أكبر المراكز زراعة للبطاطس بمساحة تبلغ 4488 فدانًا لنوع اسبونتا بإجمالى إنتاج 62832 طنًا ومساحة 1496 فدان "دايمونت" بإجمالى إنتاج 19448 طنًا ، يليها مركز كوم حمادة ويزرع مساحة 1850 فدانًا تنتج 2590 طنًا من نوع دايمونت كما تزرع مساحة 2150 فدانًا من نوع أسبونتا تنتج 2580 طنًا فى العروة الشتوية.