الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

من يقف وراء حادث طائرة الرئيس الإيراني؟

حادث الرئيس الإيراني
حادث الرئيس الإيراني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

آثار إعلان مقتل الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان وعدد من كبار المسؤولين الإيرانيين، في حادث طائرة، في محافظة أذربيجان الشرقية شمال غربي البلاد، العديد من التساؤلات، حول الحادث عما إذا كان مجرد حادث بسبب سوء الأحوال الجوية، أم عملية مدبرة لاغتيال رئيسي الذي تجرأ وضرب العمق الإسرائيلي لأول مرة في السنوات الأخيرة الماضية، فضلًا عن مواقفه المشرفة في دعم القضية الفلسطينية، إذ ضربت مسيرات وصواريخ طهران البالستية أراضي فلسطينية محتلة، منها موقعًا عسكريًا في صحراء النقب؛ بخلاف مشاركة أذرع إيرانية في الحرب؛ هي حزب الله اللبناني وحركة أنصار الله الحوثية اليمنية والمجموعات العراقية المسلحة، كما أن لرئيسي تهديد شهير عقب الضربة الإيرانية للكيان الصهيوني بإزالة إسرائيل من على الخريطة، إذا أقدمت على ضرب إيران.
ما يجعله هدفا كبيرًا للكيان الصهيوني، وخاصة أن الحادث وقع في أذربيجان، إذ حظيت علاقات الأخيرة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي باهتمام كبير أثناء الحرب بين أذربيجان وأرمينيا، التي اشتعلت فصولها أكثر من مرة منذ عام 2020، وأسفرت عن نجاح باكو في ضمِّ إقليم ناغورني-قره باغ إلى سيادتها. 
وقد لعب الاحتلال دورا محوريا في تزويد أذربيجان بالسلاح والذخيرة، هذا الدور، يقف الآن حائلا دون أن تتجاوب أذربيجان مع دعوات من دول إسلامية عديدة للتصعيد والضغط على تل أبيب من أجل وقف عدوانها على قطاع غزة، حيث يكتفي النظام الأذربيجاني منذ بدء الحرب بالإدانة السطحية ليس إلا، ما ساهم في توتر العلاقات بين إيران وأذربيجان، بسبب مواقف الأخيرة التي لا تتوافق مع سياسات طهران المناصرة للشعب الفلسطيني.
كما تسببت استعادة أذربيجان لإقليم ناجورنو كاراباخ، في قطع طريق بري هام، للتجارة الإيرانية.
وأعلنت إيران كثيرًا مخاوفها من استغلال إسرائيل للأراضي الأذرية في ضرب إيران المجاورة، رغم تأكيدات العاصمة الأذرية باكو بأنها لن تسمح بذلك.
هذه المعطيات تسلط الضوء، وتشير إلى احتمالية تورط إسرائيل في اغتيال الرئيس الإيراني بمساعدة أذربيجان ولاسيما أن الكيان الصهيوني، مشهور بهذه الجرائم، إذ أن أخر من التقى به الرئيس الإيراني قبل سقوط طائرته هو إلهام علييف، رئيس أذربيجان الحليف العسكري، لاسرائيل ويبدو انه دفع اليوم جزء من فاتورة مساعدة إسرائيل له في هزيمة أرمينيا واستعادة إقليم ناجورني قره باغ.
وكان رئيسي توجه، صباح أمس الأحد، إلى أذربيجان الشرقية لافتتاح سد قيز قلعة سي، والاجتماع مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف.
سقوط طائرة الرئيس الإيراني فقط من بين ثلاث طائرات كوّنت موكب رئيسي إلى محافظة أذربيجان الشرقية شمال غرب إيران، يزيد من التكهنات حول أن الأمر برمته اغتيال، وليس حادثا عاديا.
رغم مسارعة تل أبيب إلى نفي علاقتها بحادث طائرة الرئيس الإيراني، إلا أن إعلامها اتخذ لغة ساخرة، معلنًا –قبل الجميع- "مقتل الرئيس الإيراني"، وذلك قبل أن تُوجَّه إليها أصابع الاتهام. 
كما لا ينبغي أيضا، اغفال احتمالية تورط الولايات المتحدة الأمريكية، التي تستطيع أن تفعلها، لإنها الطرف الأقوى بين أعداء إيران.
إذ اكتفت البيانات الرسمية الأمريكية، بإعلان أن الرئيس جو بايدن قطع إجازته وعاد للبيت الأبيض، لمتابعة تقارير الحادث، عن كثب.
بينما زعم موقع الصين بالعربي، أن "طائرة من طراز C-17 تابعة لأمريكا كانت في أذربيجان وقت سقوط طائرة الرئيس الإيراني، وغادرت إلى إسرائيل".
ومما لا شك فيه أن العلاقة بين إيران والولايات المتحدة، تحولت إلى عداء صريح منذ الثورة الإسلامية التي جاءت بآية الله الخوميني على رأس السلطة، في طهران، حين حاصر الطلاب الثوريون السفارة الأمريكية في طهران، وأسروا موظفيها لديهم، وردت واشنطن بفرض مقاطعة اقتصادية –هي وحلفاؤها- على النظام الإيراني امتدت حتى الآن إلى نحو 45 سنة، وساندت خلالها أمريكا كل أعداء إيران، بداية بحرب "عراق صدام" ضد إيران، حتى التراشق بالمسيرات مع إسرائيل.
ورغم المناوشات الأخيرة التي كان مسرحها الأراضي والمياه المجاورة، إلا أن إبراهيم رئيسي يعد الرئيس الإيراني الذي شهدت حقبته الجلسات الأكثر مع الأمريكان والغرب؛ معظمها مفاوضات كانت سرية، كتلك التي تردد حدوثها عقب حملة المسيرات الإيرانية على إسرائيل، أو جلسات علنية كمفاوضات الاتفاق على توجيه البرنامج النووي الإيراني.
كما أن واشنطن متهمة أيضًا بشكل غير مباشر في سقوط طائرة رئيسي، فالمقاطعة الاقتصادية التي فرضتها على إيران، وراء عدم تحديث أسطول إيران الجوي، لا بطائرات جديدة ولا بقطع غيار، منذ ما يقرب من نصف قرن.

كانت وسائل إعلام إيرانية رسمية، أعلنت أمس الأحد، عند الساعة (04:12 مساءً بالتوقيت المحلي) (12:42 صباحاً بتوقيت جرينتش)، تعرّض مروحية الرئيس الإيراني لحادث.

وقالت وكالة "إرنا" للأنباء، إن المروحية التي تعرضت للحادثة كانت تقل رئيس الجمهورية إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، ومحافظ أذربيجان الشرقية مالك رحمتي، ومحمد علي آل هاشم إمام جمعة محافظة تبريز، وبعض المسؤولين الآخرين، مشيرة إلى أن فرق الإنقاذ في طريقها إلى موقع الحادث.

وذكر وزير الداخلية أحمد وحيدي للتلفزيون الرسمي الأحد إن المروحية نفذت "هبوطاً صعباً" دون تقديم تفاصيل عن وضع الرئيس والوفد المرافق له.

كانت المروحية ضمن قافلة من ثلاث مروحيات تنقل الوفد الرئاسي. هبطت المروحيتان الأخريان بسلام في تبريز، المدينة الكبيرة في شمال غرب البلاد، لكن ليس المروحية التي كان فيها رئيسي (63 عاماً).

وتعرضت مروحية الرئيس الإيراني، إلى حادث "هبوط صعب" في منطقة جبلية وعرة بمحافظة أذربيجان الشرقية شمال غربي إيران، أثناء عودتها من منطقة قرب الحدود مع أذربيجان.

كما قال تلفزيون العالم الإيراني الرسمي، إن طائرة الرئيس الإيراني اضطرت إلى الهبوط اضطرارياً بسبب سوء الأحوال الجوية. 
مروحية رئيسي، من طراز "بيل 412" هي مروحية متعددة الاستخدامات من عائلة "هوي" تصنعها شركة "بيل هليكوبتر" الأمريكية ومقرها تكساس، وهي نسخة مطورة من مروحية "بيل 212"، ويتمثل الاختلاف الرئيسي بينهما في المحرك الرئيسي ذو الأربع شفرات.

وتعمل المروحية بمحركين توربينيين، وتحظى بشعبية كبيرة في الأسواق المدنية والعسكرية، وتستخدم في مهام عدة، من بينها الإسعاف الجوي والطوارئ الطبية.
ومن غير المعروف موديل الطائرة التي كان يستقلها رئيسي، إلا أنها في نسخها الأشهر تتسع لـ14 راكباً بالإضافة إلى الطيار، وتبلغ سرعتها 225 كيلومتر في الساعة، ويمكنها الطيران لمسافة 660 كيلومتراً.
نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، عن المرشد الإيراني علي خامنئي قوله، إن "إدارة الدولة لن تتأثر" بحادث سقوط مروحية الرئيس إبراهيم رئيسي.

وقال خامنئي: "على الشعب الإيراني ألا يقلق"، وذلك في أول تعليق له على الأنباء الواردة عن تحطم طائرة رئيسي.

وأضاف خامنئي في تصريحات نقلها تلفزيون "العالم" الرسمي: "لن يكون هناك أي اضطراب في عمل البلاد"، مضيفاً "نأمل من الله أن يحفظ رئيس الجمهورية ومرافقيه، ويعيدهم إلى الشعب سالمين".