الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

مخاوف من تراجع الجهود الأمريكية في مكافحة الإرهاب لصالح دعم إسرائيل وأوكرانيا

قوات أمريكية
قوات أمريكية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تتزايد الأعباء المالية والعسكرية على الولايات المتحدة الأمريكية منذ بدء الحرب الأوكرانية، كما أنها دخلت مرحلة جديدة من الأعباء مع انطلاق العدوان الإسرائيلي على غزة، ما يضع واشنطن أمام احتمالية تقليل نفقاتها الحربية في ملفات أخرى أقل أهمية بالنسبة لها من أوكرانيا وإسرائيل، مقل ملف مكافحة الإرهاب.
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أعلن عن تقديم مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 2مليار دولار، لمساعدة البلاد في صد الهجوم الروسي، وذلك في أخر زيارة لوزير الخارجية لكييف، الأربعاء الماضي، وهي خطوة أمريكية جاءت بعد أسابيع من إقرار حزمة مساعدات لأوكرانيا بقيمة 61 مليار دولار تأخر اعتمادها من جانب الكونغرس لأشهر، فيما تقدر المساعدات الأمريكية لأوكرانيا منذ اندلاع الهجوم الروسي بنحو 107 مليار دولار.
أما على الجانب الإسرائيلي فقد وافق مجلس الشيوخ الأمريكي على حزمة مساعدات خارجية بقيمة 95 مليار دولار، تشمل تقديم دعم عسكري لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان، يصل لإسرائيل منها نحو 26.4 مليار دولار.
ويرى مراقبون أن الحرب الأوكرانية ووقوف أمريكا بجانبها داعما ماليا وبمعدات وآليات عسكرية، وأيضا العدوان الإسرائيلي على غزة المدعوم من واشنطن، قد يعزز من تراجع جهود الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب دوليا، خاصة وأن التزام أمريكا بهذه المجابهة يضيف عليها أعباء إضافية، فهل فعلا تتأثر الجهود الأمريكية بما يمكن أن يسمى استنزافا من قبل أوكرانيا وإسرائيل؟
وانسحبت واشنطن من أفغانستان في أغسطس عام 2021 في إطار المحافظة على مصالحها ولكن بتكلفة أقل، حيث أضر بمصداقيتها في التزامها بمحاربة الإرهاب، وأيضا يتناقض مع شعار الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن أمريكا عادت إلى الساحة العالمية، وهو ما يدفع المراقبين إلى القول بإمكانية تنصل أو تقليل واشنطن من جهودها في مجال الإرهاب لصالح شركاء آخرين أكثر أهمية مثل إسرائيل وأوكرانيا.
من جانبه، يرى الدكتور جاسم محمد رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب بألمانيا، أن انشغال الولايات المتحدة بتقديم الدعم العسكري والمالي إلى أوكرانيا وإلى إسرائيل يأخذ الكثير من الوقت والتدابير، لأن تقديم الأسلحة والتمويل كان يواجه الكثير من الصعوبات أمام الإدارة الأمريكية، وهذا يجعلها منشغلة دائما على حساب سياسات مكافحة الإرهاب دوليا. 
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن مثل هذا الانشغال يجعلنا نتذكر حقيقة أن الحروب والنزاعات الدولية تزيد من التطرف والإرهاب بسبب ما تفرز من نتائج منها النزوح والهجرة والخطاب المتطرف والعنصرية وغيرها من المشاكل وهذا ما تستغله الجماعات المتطرفة عندما يكون هنالك فراغ سياسي، خاصة الفراغ الذي تتركه الولايات المتحدة حول العالم.
فبحسب رئيس المركز الأوروبي فإن انسحاب واشنطن من دعم مكافحة الإرهاب يخلق مساحة وفراغًا يمكن استغلالهما من قبل التنظيمات الإرهابية، إضافة إلى المشاكل التي تجاور دائما هذه التحركات مثل الهجرة وتصاعد خطابات الكراهية وغيرها.