السبت 02 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

مشمش العمار.. ثمرة ذهبية تتلألأ في حقول القليوبية وسط فرحة المزارعين بالحصاد

..
..
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تتميز محافظة القليوبية في إنتاج محصول "المشمش"، والذي يحل ضيفًا عزيزًا في هذا التوقيت من كل عام، حيث تشتهر به المحافظة خاصة “مشمش العمار” والذي يزرع في قرية العمار.

وتعتبر قرية العمار هي أصل المشمش في مصر كلها، حيث إن زراعته يتوارثها الأجيال، وتتأهب القرية بأكملها استعدادًا لموسم الحصاد والذي يعد عيدًا للأهالي.

وأكد مزراعو المشمش أن هذا العام استثنائي بالنسبة لأهالي القرية بسبب حالة الفقر الشديد في إنتاج المشمش على مدار 3 سنوات متواصلة، حتى جاء الفرج هذا العام.

يقول "محمد عبدالمعز"، أحد أهالي قرية العمار، خلال حديثه مع "البوابة نيوز"، إن محصول المشمش ضيف عزيز يأتي لمدة شهر فقط في العام، ولكنه يأتي بالخير الوفير لجميع أهالي القرية، مشيرًا أن مشمش العمار يختلف كليًا عن المشمش الجبلي ولا يمكن مقارنتهم مع بعضهم البعض لأنها تعد مقارنة ظالمة في صالح مشمش العمار، مؤكدًا أن جميع الشركات تتهافت على شراء مشمش العمار من مختلف محافظات الجمهورية، مشيرًا أن مشمش العمار هو الأصل والسكريات فيه مضبوطة ويختلف عن "الجبلي".

وأضاف "محمد"، خلال حصاده المحصول، أن المشمش عبارة عن شجرة صغيرة يميل ارتفاعها إلى ما بين ثمانية و12 مترًا، حيث أن الفاكهة التي تنتجها هذه الشجرة هي في الأساس نبتة، والتي يمكن مقارنتها جدًا بالخوخ، فلا يوجد سوى بذرة واحدة داخل المشمش، مغطاة بقشرة صلبة وحجرية، تُعرف باسم النواة، والمشمش لذيذ جدا، لكنه ليس أفضل شيء للعصير، مشيرًا إلى أن القرية شهدت 3 سنين كان إنتاج المحصول فيها ضعيف ولكن هذا العام كان مختلفا كليًا، منوهًا أن وفرة الإنتاج يرجع إلى استقرار درجات الحرارة خلال مرحلة النضج، ولم تشهد تقلبات بين الارتفاع والانخفاض، موضحًا أن شجرة المشمش تمكنت من الاحتفاظ بالزهر الخاص بها، ما أدى إلى تحقيق إنتاجية بجودة عالية.

من جانبه قال "محمد حلمي شكر"، موظف من قرية العمار، إن مشمش العمار يمتاز بحبته الصغيرة والتي يكون منقوش عليها حمرة بسيطة تميزه عن غيره من أنواع المشمش الأخرى، مؤكدًا أن كل زراعة ليها أصول ونحن توارثنا تلك الزراعة من أجدادنا، قائلًا "مشمش العمار من أيام الفراعنة"، مؤكدًا أن مشمش العمار له مذاق خاص وطعم ومواصفات خاصة لا يضاهيها المشمش في الأنواع الأخرى، موضحًا أن موسم المشمش هو الخير وتنتشر الزيجات وتجهيز العرائس وبناء المنازل وشراء الملابس فهو العيد الحقيقي لأهالي القرية وفيه يقوم المزارعين ببيع المحصول وتحقيق كل أحلامهم وتزويج أولادهم وغيرها من الاحتياجات التي يحلمون بها طوال موسم الزراعة والحصاد.

وأوضح "محمد حلمي"، أن القرية بها 400 فدان مزروعة بالمشمش، مشيرًا إلى اعتماد الفلاح على المحصول، واعتباره موسما لتجهيز البنات والشباب للزواج، مشيرًا أن حقوله تشهد حلقات جمع المحصول وبيعه ويطلق عليها "السويقة"، حيث يجمع المزارعون المشمش في الحقول ويسلمونه للسويقة حيث يتم فرزه درجة أولى وثانية وثالثة ويجتمع المزارعون والتجار لعمل المزاد لتحديد سعر المشمش وبيعه ومن خلال السويقة يتم بيع الإنتاج لشركات العصائر والمواد الغذائية.

من جانبه، أشار الدكتور محمد الشحات الصباغ ، الباحث في مركز البحوث الزراعية، إلى أن قرية العمار تعتبر واحدة من أشهر القرى في الجمهورية في زراعة المشمش منذ آلاف السنين، على مساحات واسعة تصل إلى 600 فدان.

وأوضح الشحات أن حصاد المحصول يرتبط منذ زمن بعيد بالمناسبات السعيدة في القرية، مثل حفلات الزواج وبناء المنازل، وكان يعتبر صك عملة في القرية القديمة، حيث كان يتم تبادل المحصول بين أهل القرية لتلبية احتياجاتهم اليومية من السلع الغذائية والمنتجات.

وبحسب الباحث ، فإن نسبة النحاس في باطن التربة بقرية العمار تعادل أربعة أضعاف النسبة المتواجدة في العديد من المناطق الأخرى حول الجمهورية، مما يساعد في زراعة المشمش بأحجام مختلفة.

وأشار إلى أن المحصول الجديد مبشر ومتوفر بكميات كبيرة، وأن سعره مناسب للفلاحين وميسر للغاية. بعد تجاوزه تجاوز الأزمات التي تعرض لها المحصول في السنوات السابقة بسبب التقلبات الجوية، حيث كان الطقس مناسبًا وساهم في زيادة الإنتاجية.