تمر اليوم ذكرى ميلاد العالم والفيلسوف الفارسي الشهير صاحب الرباعيات «عمر الخيام»، حيث ولد فى مثل هذا اليوم 18 من مايو 1048، وتناقضت الآراء حوله فمنهم من اعتبره عالم جليل، ومنهم من اعتبره سكيرًا ملحدًا.
وُلِدَ غياث الدين أبو الفتوح عمر بن إبراهيم الخيام (عمر الخيام)، في مدينة نيسابور، خراسان، بإيران، فهو عالم وفيلسوف وشاعر فارسي مسلم، ويعتقد البعض أن له أصول عربية، والخيام هو لقب والده حيث كان يعمل في صنع الخيام.
كان "الخيام" عالمًا كبيرا تخصَّص في الرياضيات، والفلك، واللغة، والفقه، والتاريخ. وهو أوّل من اخترع طريقة حساب المثلثات ومعادلات جبرية من الدرجة الثالثة بواسطة قطع المخروط.
إنتاجه الأدبى
و للخيام إنتاج أدبى بخلاف الرباعيات، حيث أصدر مجموعة من الكتب، التي ترجم منها إلى العربية مثل« شرح ما أشكل من مصادرات كتاب أقليدس، الاحتيال لمعرفة مقداري الذهب والفضة في جسم مركب منهما، وفيه طريقة قياس الكثافة النوعية، رسالة في الموسيقى».
لم تجمع رباعيات الخيام في حياته وإنما ظهرت للمرة الأولى مجمعة بعد رحيله بثلاثين عاما سنة 865 هـجريا، حيث خرجت ترجمة الرباعيات الإنجليزية الأولى للنور سنة 1859، على يد الكاتب البريطاني إدوارد فيتسجيرالد، بينما ظهرت ترجمات عربية عدة، فهناك من ترجمها نثرًا مثل أحمد حافظ عوض ومصطفى وصفي التل ومحمد المنجوري وجميل صدقي الزهاوي، وممن ترجمها شعرًا إسكندر معلوف ووديع بستاني وعبد الرحمن شكري وعبد اللطيف النشار ومحمد السباعي وأحمد رامي وعبد الحق فاضل وأحمد الصافي النجفي.
رباعيات الخيام تعكس فلسفته الوجودية
كتب "الخيام "رباعيات عرفت باسمه وهى عبارة عن مقطوعة شعرية بالفارسية مكونة من أربعة أبيات، والتي اعتبرها البعض دعوة للفسق والمجون، حيث تسببت في شهرته حتى الآن، لكن آخرين وعلى رأسهم المستشرق الروسي زوكوفسكي يرون أنها نسبت إليه خطأ.
كان الخيام وجوديًا، فكان معتل بقلق وجودي، حيث كان يطرح اسئلة من خلال رباعياته مثل لماذا وجدنا ولماذا نرحل وما معني الومضة السريعة بين الوجود والرحيل، وهذه الأسئلة يصادفها كل من يتعرض لعالم الخيام في كل زاوية وركن وكل صفحة من رباعياته لكن لا إجابات عليها، وعدم وجود الإجابة هو أكثر ما أرق الخيام.
يقول الخيام في رباعياته: “لبست ثوب العيش لم استشـر وحـرت فيه بين شتى الفكر.. وسوف أنـضو الثوب عني ولم أدرك لماذا جئت وأين المقر، ليخلص الخيام إلى أن الحياة والموت سراب وأن حياة الإنسان وموته سران يعجز الإنسان عن فهمهما”.