ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في تقرير لها اليوم /السبت/" أن أوكرانيا طلبت من الإدارة الأمريكية المساعدة في تحديد أهداف داخل روسيا لتضربها باستخدام أسلحتها الخاصة".
وقالت الصحيفة في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم "إنه وفقا لمسؤولين أمريكيين، طلبت أوكرانيا أيضا رفع القيود المفروضة على استخدام الأسلحة الأمريكية المقدمة ضد الأهداف العسكرية داخل روسيا، مشيرة إلى أن هذه الطلبات تأتي بعدما حققت روسيا أكبر مكاسب إقليمية لها في أوكرانيا منذ نحو 18 شهرًا في منطقة خاركيف الشمالية الشرقية..إذ قال مسؤولون أمريكيون آخرون إن الطلب الأوكراني الذي تم تقديمه خلال الأسبوع الماضي قيد المراجعة".
وأضافت الصحيفة" أنه إذا وافقت الإدارة الأمريكية على مثل هذه التغييرات أو الطلبات، فقد يمثل ذلك تحولا كبيرا في السياسة الأمريكية التي طالما سعت إلى تقليل خطر التصعيد العسكري بين واشنطن وموسكو في وقت دعمها لأوكرانيا".
ونقلت الصحيفة عن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الجنرال تشارلز كيو براون، قوله للصحفيين خلال رحلته إلى أوروبا:"لقد طلبوا من الولايات المتحدة المساعدة في ضرب أهداف داخل روسيا، لم يكن الأمر متعلقًا بنظام سلاح معين، بل بمساعدة إضافية في ضرب الروس".
وتابعت الصحيفة" أن الهجوم الروسي عبر الحدود في وقت سابق من هذا الشهر أجبر أوكرانيا على تحويل القوات والموارد من أجزاء أخرى من البلاد؛ ما وضع ضغطا على قوة تعاني بالفعل من نقص في الأفراد وتنتظر منذ فترة طويلة وصول أسلحة إضافية مقدمة من الولايات المتحدة".
وفي رده، قال متحدث باسم البيت الأبيض، بحسب وول ستريت جورنال" إن السياسة الأمريكية الحالية لا تدعم تقديم مثل هذه المساعدة في تحديد الأهداف أو استخدام الأسلحة الأمريكية داخل روسيا، موضحا:" لا نشجع أو نمكن الهجمات داخل روسيا، وهذه كانت سياستنا المستمرة".
ولفتت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة قدمت صواريخ ATACMS أرض-أرض وأنظمة أسلحة أخرى، مع شرط عدم استخدامها لضرب أهداف داخل الأراضي الروسية، وكان هذا الشرط، الذي وافقت عليه أوكرانيا كشرط لتلقي الأسلحة، يهدف إلى تقليل خطر تصعيد الصراع إلى مواجهة مباشرة بين الولايات المتحدة وروسيا.
وحذرت وزارة الخارجية الروسية في سبتمبر 2022 من أن الولايات المتحدة "ستتجاوز خطًا أحمر" وستُعتبر "طرفًا مباشرًا في الصراع" في نظر الكرملين إذا زودت كييف بصواريخ أطول مدى، وفقا للصحيفة.
ونوهت الصحيفة بأن الحظر الأمريكي ورفض تقديم المعلومات الاستخبارية التي يمكن لأوكرانيا استخدامها لمهاجمة أهداف في روسيا باستخدام الطائرات بدون طيار وأنظمة الأسلحة الأوكرانية، قيد قدرتها على مهاجمة مراكز القيادة الروسية ومواقع تجمع القوات على الجانب الروسي من الحدود.
وخلال زيارة لكييف الأسبوع الماضي، تجنب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الإجابة عن سؤال من أحد الصحفيين حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنظر في رفع القيود المفروضة على استخدام أوكرانيا للأسلحة المقدمة من الولايات المتحدة، قائلا: "لم نشجع أو نمكن الهجمات خارج أوكرانيا، ولكن في النهاية يجب على أوكرانيا اتخاذ القرارات بنفسها حول كيفية خوض هذه الحرب".
ووفقا للصحيفة، فإنه في وقت سابق من هذا الشهر، بينما كانت روسيا تستولي على أراضٍ في شمال شرق أوكرانيا، اقترحت المملكة المتحدة أن لأوكرانيا الحق في استخدام الأسلحة البريطانية المقدمة ضد الأهداف في روسيا.
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون في ذلك الوقت: "كما أن روسيا تضرب داخل أوكرانيا، يمكنكم أن تفهموا تمامًا لماذا تشعر أوكرانيا بالحاجة إلى الدفاع عن نفسها"، فيما عدت روسيا، موقف المملكة المتحدة بأنه "تصعيد مباشر للتوتر حول الصراع الأوكراني".
وفي الشهر الماضي، أقر الكونجرس الأمريكي حزمة مساعدات خارجية طال انتظارها، تضمنت أكثر من 60 مليار دولار لأوكرانيا، منهية تعليقًا استمر نحو ستة أشهر لتزويد الولايات المتحدة بالأسلحة لأوكرانيا حيث قال مسؤولون دفاعيون أمريكيون إنه بينما وصلت بعض الأسلحة الجديدة إلى القوات الأمامية في أوكرانيا، فإن البعض الآخر لن يصل حتى يونيو المقبل.