مشوار فني كبير للزعيم عادل إمام امتد على مدار أكثر من ستين عامًا، قدم خلالها العديد من الأعمال السينمائية والدرامية والمسرحية، حيث استطاع أن يتصدر إيرادات شباك تذاكر السينما على مدار عدة عقود، ونفس الأمر مع المسرح.
ولكن على صعيد الدراما لم يقدم سوى مسلسلين فقط في بداية نجوميته، وهما مسلسل "أحلام الفتى الطائر" والذي قدمه في عام 1978، ثم مسلسل "دموع في عيون وقحة في عام 1980، ليتوقف بعدها عدة سنوات عن تقديم أي أعمال درامية، قبل أن يعود إلى الدراما التليفزيونية مرة أخرى، في عام 2012 من خلال مسلسل "فرقة ناجي عطا الله" والذي حقق نجاحا كبيرا بعد عرضه.
وبعد النجاح الذي حققه الزعيم عادل إمام في الدراما التليفزيونية، من خلال مسلسل "فرقة ناجي عطاالله"، قرر أن يبتعد عن السينما ويتفرغ لتقديم مسلسل تليفزيوني كل عام، ليقدم مسلسلات "العراف، صاحب السعادة، أستاذ ورئيس قسم، مأمون وشركاه، عفاريت عدلي علام، عوالم خفية، وفلانتينو"، وجميعها مسلسلات حققت النجاح بعد عرضها، ولكنها كانت في نهاية مشواره الفني بعد أن قدم للسينما العديد من الأفلام التي ما زالت راسخة في أذهاننا حتى يومنا هذا.
وتحدث عدد من أبرز نقاد الفن لـ"البوابة نيوز"، عن الأعمال الدرامية التي قدمها عادل إمام خلال مسيرته الفنية وهل اتجه إلى الدراما التليفزيونية في الوقت المناسب أم تأخر في ذلك؟
في الوقت المناسب
قالت الناقدة ماجدة خيرالله، إن الذي ميز عادل إمام خلال مسيرته الفنية أنه كان يقدم كل أعماله الفنية في الوقت المناسب، فقدم أعماله المسرحية في الوقت المناسب وتوقف عن المسرح في الوقت المناسب، وعندما اتجه إلى الدراما التليفزيونية اتجه إليها في الوقت المناسب، فمسيرة عادل إمام الفنية مليئة بالذكاء والاختيارات الفنية الجيدة.
وتابعت "خيرالله": أن عادل إمام قدم الكثير للسينما المصرية ثم اتجه إلى الدراما وقدم إليها الكثير أيضا من المسلسلات الناجحة، وهو لم يتأخر على الإطلاق في التوجه إلى الدراما ولكنه اتجه إلى الدراما في الوقت المناسب، فعندما كانت الظروف مناسبة للسينما اتجه إلى السينما.
ونفس الأمر مع المسرح والدراما التليفزيونية، ومعظم الأعمال الفنية التي قدمها خلال مشواره الفني سواء في السينما أو المسرح أو الدراما التليفزيونية حققت نجاحا كبيرا، وفي كل الحالات اختياراته كان بها جانب كبير من الجودة.
السينما كانت الأهم
قالت الناقدة حنان شومان، إن عادل إمام لم يتأخر على الإطلاق في التوجه إلى الدراما التليفزيونية، لأن النجومية في بداية ظهوره وبعد ذلك بفترة كانت مرتبطة بشكل أكبر بالسينما، ونجوم الدراما التليفزيونية في ذلك الوقت كانوا يأتون في المرتبة الثانية بعد نجوم السينما.
وكانت السينما هي من تعطي الممثل النجومية الحقيقية، وكانت هي الحلم للكثيرين، وإذا قام الفنان ببطولة أكثر من مسلسل ولكن لم يقدم فيلما سينمائيا لا يحصل على النجومية الكافية عند الجمهور الذي كان مرتبطا بالسينما بشكل كبير.
وأشارت شومان إلى أنه مع تغير اختيارات الجمهور وعادات المشاهدة وكثرة القنوات التليفزيونية، أصبح هناك قيمة كبيرة للممثل التليفزيوني، بجانب أن السينما كانت تعاني خلال فترة من الفترات.
وهذا هو ما دفع العديد من نجوم السينما إلى التوجه إلى الدراما التليفزيونية ووجدوا ضالتهم في التليفزيون، وكان على رأسهم عادل إمام، وغيره من نجوم جيله والأجيال التي أتت بعد ذلك، واتجاه عادل إمام إلى الدراما التليفزيونية كان مرتبطا بالمجتمع ككل، لأنه عندما حدث تطور في المشاهدة التليفزيونية اتجه إلى التليفزيون مثل غيره وكان موفقا في ذلك.
ذكاء فني كبير
قال الناقد الأمير أباظة، إن عادل إمام قدم مسلسلين في بداية مشواره وهم "أحلام الفتى الطائر، ودموع في عيون وقحة"، وكان عادل إمام دائما يتجه إلى الأعمال الفنية التي تحقق له النجاح، وكان في ذلك الوقت الأعمال الدرامية يتم تصويرها خلال فترة زمنية طويلة بعكس الأفلام السينمائية.
كما أنه كان ناجحا للغاية في السينما وحققت أفلامه نجاحا كبيرا وحققت أعلى الإيرادات بجانب عمله أيضا في المسرح خلال هذه الفترة، ولم يكن لديه الوقت الكافي لتقديم الكثير من الأعمال الدرامية، ولكنه عندما قلت عدد أعماله السينمائية اتجه إلى الدراما التليفزيونية وقدم العديد من المسلسلات الناجحة.
وأضاف أباظة، أن ما ميز عادل إمام هو ذكاؤه الفني الكبير، لأنه كان يعرف متى يقدم أعماله الفنية في الوقت المناسب، ولم يكن يقدم شيئا بشكل عشوائي، وهو من كان يدير فريق أعماله الفنية، وهو من كان يقود نجاح أعماله الفنية.
وعندما شعر أن السينما لم تعد تحقق النجاح الكافي اتجه إلى الدراما التليفزيونية، وعاد إليها مرة أخرى بعد مسلسلي "أحلام الفتى الطائر، ودموع في عيون وقحة"، وحقق نجاحا كبيرا في التليفزيون أيضا، وهو بالطبع اختار الوقت المناسب للتوجه إلى الدراما والعودة إليها.