الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

"قصر الصخير".. التاريخ يمتزج بعظمة الحاضر ويسجل استضافة البحرين للقمة العربية للمرة الأولى في تاريخها

القمة العربية
القمة العربية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يستضيف قصر الصخير، أحد أهم القصور الملكية في البحرين وملتقى الملوك والزعماء الزائرين للمملكة، غدا الخميس، القمة العربية الثالثة والثلاثين التي تعقد في البحرين للمرة الأولى في تاريخها.
ويقع قصر الصخير في المنطقة البرية جنوب غرب المملكة، شمال شرق حلبة البحرين الدولية وقرية الزلاق وجامعة البحرين، ويعود تاريخه إلى العام 1901 ميلادية، وكان سابقًا مقر إقامة حاكم البحرين الراحل الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة الذي حكم البلاد خلال الفترة من 1932 وحتى 1942.
وشهد القصر عملية تجديد شاملة، وتم إعادة افتتاحه في 16 سبتمبر 2003 في عهد الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين، ويتمتع بهندسة معمارية مستوحاة من فن العمارة البحرينية، حيث يغلب على مبانيه اللون الأبيض، وتنتشر فيه الأقواس والأعمدة الكبرى التي تضفي عليه بعدًا جماليًا مميزًا. 
ويُعتبر القصر رمزًا للثقافة العربية الأصيلة ونموذجًا رائعًا للعمارة البحرينية المستلهمة من قصر عيسى الكبير بمنطقة المحرق والذي يعد قمة الإبداع في طراز العمارة البحرينية الأصيلة.. وشهد العديد من الأحداث التاريخية المهمة ومن أبرزها زيارات الدولة والزيارات الرسمية لملوك ورؤساء وأمراء الدول الشقيقة والصديقة إضافة إلى استضافة قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية في ديسمبر عام 2016.
كما يعد القصر موقعًا للاحتفالات الرسمية بالأعياد الوطنية لمملكة البحرين، كما يستقبل الملك حمد بن عيسى آل خليفة سفراء الدول الشقيقة والصديقة لتقديم أوراق اعتمادهم فضلا عن استقبال ممثلي أهالي المحافظات وغير ذلك من المقابلات الرسمية.
وبهذه المناسبة أكد العاهل البحريني أهمية هذا المعلم التاريخي..مشددًا على صموده كرمز ثابت في تاريخ البحرين وبأن إعادة تجديده تجسد روح التنوير والإنجاز التي تميزت بها تلك الحقبة، وتكرم نضال الأجداد في سبيل الدفاع عن الوطن والعروبة وقيم الإسلام.
وقال عاهل البحرين: "إن هذا الصرح التاريخي ظل صامدًا مع معالم البحرين الثابتة إلى أن جددناه مبنى ومعنى فأصبح قصرًا من قصور المملكة الرسمية، وإننا إذ نستعيد أجواء تلك الفترة التنويرية المضيئة في تاريخنا، فلابد أن نتذكر بالتقدير والإجلال أنها ثمرة وامتداد لتاريخ أبعد وأصعب اتصف بالنضال المتصل دفاعًا عن البحرين والخليج والعروبة وقيم الإسلام، قدمنا خلاله العديد من مناضلي الوطن وشهدائه الذين كانوا دائمًا مع الشعب في مقدمة الصفوف، وفي قيادة الركب صونًا للاستقلال والكيان والكرامة، وتصديًا لكل طامع وغريب".
وأضاف:"أولئك الأجداد الكرام الذين كانوا على مدى أكثر من قرنين بوارق مجد وسؤدد وبناء وتسامح في هذا الركن العزيز من بلاد العرب والمسلمين".
وتتمتع مملكة البحرين بتراث تاريخي ثري يمتد لأكثر من خمسة آلاف عام، حيث شكلت تاريخيًا مركزًا حضاريًا مهمًا لثقافتي دلمون وتايلوس، كما تشتهر بوفرة ينابيعها العذبة ومساحاتها الخضراء من أشجار النخيل، لتعرف بـ "أرض الخلود"..ولطالما مثلت البحرين حلقة وصل بين الشرق والغرب من خلال دورها التاريخي كمركز استراتيجي للتجارة العالمية.
وفي القرن الثامن عشر للميلاد، بدأ التاريخ الحديث للبحرين بقيادة أسرة آل خليفة، حيث شهدت البلاد تقدمًا ملحوظًا في مسيرة التنمية والازدهار.
ومع تولي الملك حمد بن عيسى آل خليفة مقاليد الحكم في عام 1999، دخلت المملكة عصرًا جديدًا من الرؤى الطموحة والتقدم المستدام، وتواصل المملكة اليوم إنجازاتها الرائدة في مجالات التنمية والتطوير السياسي بما يتماشى مع مبادئ ميثاق العمل الوطني.
وتقع مملكة البحرين في موقع استراتيجي منتصف الساحل الجنوبي للخليج العربي وتتألف من أرخبيل يضم أكثر من 33 جزيرة، مع جزيرة البحرين كأكبرها.
كما تتميز بالينابيع المائية العذبة والمساحات البحرية الشاسعة، وهي مأوى للطيور المهاجرة، وتبلغ المساحة اليابسة حوالي 717 كم، بينما المساحة البحرية تبلغ حوالي 7552 كم، وتمتد الحدود البحرية للبحرين لمسافة حوالي 442 كم، وتمتد السواحل لحوالي 673 كم.
وتزخر مياه البحرين بمجموعة متنوعة من الحياة البحرية مما يجعلها فردوس عشاق الطبيعة ومحبي المغامرات تحت الماء، حيث يمكن استكشاف الشعب المرجانية ومشاهدة مختلف أنواع الأسماك من جزر حوار وجزر الدار وجرادة كالدلافين والهامور والنهاش والسلاحف البحرية وأسماك القرش..كما تشتهر بتكاثر أشجار القرم الخضراء في عدة مناطق ومحميات مما جعل منها ملاذًا مرحبًا لكثير من أنواع الأسماك والأصناف البحرية والهوائم المائية.
الدولة الأرخبيلية الوحيدة في الشرق الأوسط، وبفضل ما تتمتع به من أرخبيل جزر فريد من نوعه وغني بالحياة البحرية، شهدت ازدهارًا لافتًا في السياحة البحرية، مما جعل منها رافدًا من روافد الاقتصاد الوطني في المملكة مدعمًا بالتزام حكومة مملكة البحرين بالحفاظ على تلك الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.