الجمعة 20 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

المركز المصري: "قمة البحرين" تنعقد في توقيت حرج وتحمل آمالا لوقف النزيف الفلسطيني

القمة العربية
القمة العربية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أكد خبراء المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن القمة العربية الثالثة والثلاثين التي تستضيفها العاصمة البحرينية المنامة غدًا الخميس تنعقد في توقيت دقيق وبالغ الخطورة بالنظر إلى حجم التحديات غير المسبوقة التي يواجهها العالم العربي، وعلى رأسها استمرار الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة وتداعياتها على السلم والأمن بمنطقة الشرق الأوسط، كما تحمل القمة آمال الشعوب العربية في الضغط على المجتمع الدولي لوقف نزيف دماء الفلسطينيين ومنحهم حقهم في العيش بسلام. 
في هذا السياق، يقول المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، الدكتور خالد عكاشة، إن "قمة البحرين" تكتسب أهمية استثنائية إذ يجتمع القادة العرب وسط ظروف إقليمية غاية التعقيد في ظل المنحى شديد الخطوة التي تمر به القضية الفلسطينية، القضية المركزية للبلدان العربية وجوهر الصراع في الشرق الأوسط.
وشدد على ضرورة الاصطفاف العربي لا سيما لمواجهة مخطط إبادة الفلسطينيين ودفعهم للنزوح خارج أرضهم لتصفية القضية الفلسطينية وإنهاء حل الدولتين، وتأكيد الزعماء العرب للعالم أجمع أنهم لن يقبلوا سوى بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 يونيو 1967.
وتابع الدكتور عكاشة أن تلك المرحلة بالغة الخطورة من عمر وتاريخ المنطقة العربية تحتاج إلى عمل عربي مشترك لتجاوز الأزمات ومجابهة التحديات وتحقيق آمال الشعوب العربية، مثمنًا التحركات العربية الكبيرة والمثمرة في الأروقة الإقليمية والدولية وخاصة بالأمم المتحدة ما أثمر عن تصويت أغلبية أعضاء الجمعية العامة لدعم أهلية فلسطين في العضوية الكاملة بالمنظمة الدولية، ما يثبت نجاح الجهود العربية في دفع مختلف بلدان العالم إلى التوجه نحو الاعتراف بدولة فلسطين كحل أوحد لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط.
وأشار إلى أنه بالرغم من أن الأوضاع في قطاع غزة تلقي بظلالها على "قمة البحرين" إلا أن القادة العرب لديهم كذلك جدول أعمال مُثقل بالقضايا العربية والملفات الصعبة وفي القلب أيضًا تداعيات حرب السودان الإنسانية والسياسية على الأمن القومي العربي، والتي تستلزم ضغوطًا عربية لوقف القتال وإعادة الاستقرار لشعب السودان، علاوة على الأوضاع في ليبيا واليمن ولبنان.
وذكر أن هناك ملفات أخرى ستناقشها القمة تتعلق بدعم العمل العربي المشترك على كافة الأصعدة، علاوة على قضية تأمين حركة الملاحة الدولية في الممرات البحرية ذات الصلة بالمصالح العربية مثل البحر الأحمر والخليج العربي وأيضًا مسألة الأمن الغذائي والمائي في ظل ظاهرة تغيرات المناخ التي تفاقمت خلال العقد الأخير.
ونبه مدير المركز المصري بأن الشعوب العربية تنتظر من "قمة البحرين" موقفا حاسما لإنقاذ شعب فلسطين من سياسة العقاب والإبادة الجماعية التي تنتهجها دولة الاحتلال بحقه، ومساعدته على تحقيق حلم الدولة المستقلة، وكذلك اتخاذ قرارات قوية فيما يتعلق بكافة القضايا والأزمات التي تهدد عددًا من البلدان العربية، وتوحيد الصف من أجل تحقيق السلام والاستقرار المنشود في عالمنا العربي.
من جهته، يقول عضو الهيئة الاستشارية للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، وعضو مجلس الشيوخ المفكر السياسي الدكتور عبد المنعم السعيد، إن "قمة البحرين" تنعقد في توقيت حرج للغاية بالنظر إلى الموقف العام في منطقة الشرق الأوسط، إذ إن الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة تولد ظرفًا إقليميًا قابلًا للاشتعال نرى تداعياته على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية والسورية-الإسرائيلية، بجانب الحشد الشعبي ضد القواعد الأمريكية في البحر الأحمر.
وأضاف عضو مجلس الشيوخ أن الأوضاع الملتهبة في الشرق الأوسط تستدعي تجاوز أي تباين في الآراء وتوحيد الكلمة والصف العربي من أجل تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة وإنقاذ القضية الفلسطينية التي تواجه أصعب مرحلة في تاريخها، علاوة على ضرورة إعادة توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة تحت سلطة وطنية فلسطينية موحدة.
ورأى أن القادة العرب سيعبرون عن إدانتهم ورفضهم لاستهداف مدينة رفح الفلسطينية التي يتمركز فيها معظم سكان قطاع غزة خاصة أن الأهداف والنيات الحقيقية من العمليات العسكرية الإسرائيلية في تلك المنطقة الجنوبية ستظهر خلال الفترة القصيرة المقبلة، مرجحًا أن يتم تشكيل مجموعة عربية لمتابعة الموقف والتواصل مع دول العالم المختلفة للتوصل إلى حلول لتلك الأزمة والدفع باتجاه تحقيق حل الدولتين الحل الوحيد لإنهاء هذا الصراع.
وشدد على أهمية توجيه القادة العرب من المنامة رسالة إلى المجتمع الدولي مفادها إنهم مصرون أكثر من أي وقت مضى على إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وإنجاز حل الدولتين، منوهًا بأن توصية أغلبية الأعضاء بالجمعية العامة للأمم المتحدة إعطاء فلسطين العضوية الكاملة في المنظمة يثبت رغبة دول العالم في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
واعتبر أن هناك ضرورة لبحث ملف إعمار قطاع غزة الذي تعمدت حكومة تل أبيب تدميره لجعله غير قابل للحياة، كذلك إعمار الضفة الغربية التي تعمل القوة المتوحشة في إسرائيل على تخريبها.
وتابع أنه لابد من تقديم عرض سلام قوي أكثر تفصيلًا من المبادرة العربية للسلام، ومطالبة دول العالم بالمساهمة مع العرب في تحقيق السلم والأمن بالشرق الأوسط، وكذلك في العمليات الإنسانية من أجل إغاثة أهل غزة.
وأوضح أن حرب غزة والقضية الفلسطينية ستخيمان بطبيعة الحال على القمة العربية إلا أنه بالتأكيد ستهتم القمة أيضًا بالأزمات التي لاتزال تعصف ببعض الدول العربية وخاصة ليبيا والسودان، ومطالبتهم بوحدة الصف واعلاء مصلحة أوطانهم فوق كل اعتبار. 
بدوره، أكد عضو الهيئة الاستشارية العلمية للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، الدكتور حسن أبو طالب، أن القمة العربية تنعقد في ظل ظروف عربية وإقليمية ودولية غاية التعقيد، بجانب التداخلات الكبيرة ما بين الأوضاع العربية والإقليمية في المناطق الأكثر سخونة في الشرق الأوسط.
وأوضح أبو طالب أن هناك دائمًا تقليدًا للقمم العربية بحيث تحاول أن تناقش وتصل إلى مواقف موحدة أو متقاربة من قبل كل البلدان تجاه القضايا الضاغطة على الجميع، وأن القضية الأكثر ضغطًا على "قمة البحرين" هي القضية الفلسطينية والعدوان الإسرائيلي ضد قطاع غزة الذي دخل شهره الثامن حتى اللحظة، مع استمرار غياب الأفق السياسي المتعلق بوقف الحرب وإعادة الأمور إلى نقطة تصلح لتسوية القضية الفلسطينية بطريقة ترضي العالم العربي وتحقق الاستقرار في المنطقة.
ورأى الخبير السياسي أن تلك الأوضاع تضغط بشدة على الدول العربية من أجل بلورة موقف موحد قوي وصلب ‏لمواجهة العدوان الإسرائيلي من جانب وفي نفس الوقت إقناع الدول التي تدعم إسرائيل وفي مقدمتها الولايات المتحدة لكي تلعب دورًا إنسانيًا و‏أخلاقيًا لدعم الحقوق القومية للشعب الفلسطيني، الأمر الذي يتطلب خطة عمل عربية تختلف تمامًا عن الإجراءات التي اتخذت من قبل.
وشدد في هذا الشأن على ضرورة أن يكون هناك حوار سريع ومكثف مع ضغط عربي قوي على الإدارة الأمريكية باعتبارها الدولة الأكبر في العالم التي تقف "موقفًا لا اخلاقيًا" مع العدوان الإسرائيلي ضد أهل قطاع غزة وتقدم لحكومة تل أبيب دعما ومساندة سياسية على أنقاض الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.
وسلط الضوء على تمسك العالم العربي بحقوق الفلسطينيين بداية من وقف العدوان الإسرائيلي والدخول في مسار تسوية جادة للصراع لا تتجاوز عامًا على الأكثر، وصولًا إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وقابلة للحياة، منوهًا إلى أن تلك هي الرؤية المنطقية والوحيدة لإعادة الاستقرار إلى المنطقة.
ورجح أن القمة سوف تحاول أن تتخذ من الإجراءات العملية ما لم يتم اتخاذه في المرحلة السابقة، مذكرًا بأن اللجنة العربية الإسلامية التي تم تشكيلها في "قمة الرياض" قامت بالفعل بجهود واسعة وتوجهت لعدد من الدول إلا أن بالنهاية الحرب الإسرائيلية ضد أهل قطاع غزة لاتزال مستمرة، مضيفًا:" ولذلك لابد من موقف حاسم من كافة الدول العربية والاتفاق على خطوات عملية مؤثرة لتقديم دعم حقيقي للشعب الفلسطيني سواء فيما يتعلق بالإغاثة أو المساعدات الإنسانية دون توقف، والأهم وقف العدوان الإسرائيلي عليهم والدفع باتجاه حل الدولتين".
وقال أبو طالب إن هناك قضايا أخرى ملحة تضغط كذلك على "قمة البحرين"، مثل الأزمة في السودان التي تحتاج إلى موقف عربي جماعي يدفع الأطراف المتحاربة إلى وقف القتال وإعادة النظر في تلك "الحرب العبثية" التي تقتل الشعب السوداني وتدمر بنيته التحتية وموارده، مع الالتزام بخطة حقيقية للتسوية تعيد إلى السودان الأمن والاستقرار وتسمح لشعبه الذي هاجر ونزح إلى عدة مناطق متفرقة في أن يعود إلى وطنه آمنا سالمًا.
وتابع أن القمة العربية سوف تبحث كذلك الأزمة في اليمن، وعدم الاستقرار السياسي في لبنان وكذا الهجمات الإسرائيلية على جنوب لبنان والهجمات المضادة التي يقوم بها حزب الله، علاوة على مستقبل ليبيا الذي يتطلب ضغطًا عربيًا جماعيًا على الليبيين لكي يلتزموا بما تم الاتفاق عليه من قبل فيما تعلق بحكومة موحدة تساعد على إجراء انتخابات تنقل ليبيا من وضعها الانتقالي المستمر منذ نحو 10 سنوات إلى وضع أكثر استقرارًا.
واختتم الدكتور حسن أبو طالب بالتأكيد أن تلك القائمة من القضايا تتعلق جميعها بأمن المنطقة العربية واستقرارها وتؤثر على قدرتها على التكامل الاقتصادي ما يجعل من "القمة العربية الـ ٣٣" مهمة للغاية خاصة إذا تم اتخاذ القرارات الحقيقية والتوافقية التي يلتزم بها كل الأطراف وتحقق للشعوب العربية آمالها وتطلعاتها في وطن عربي ينعم بالأمن والاستقرار والازدهار.