تمكن طلاب المستوي الأول من برنامج هندسة البناء والتشييد كلية الهندسة جامعة المنصورة الأهلية من تقديم مشروعين المشروع الاول الخرسانة ذاتية الإنارة أو بما يعرف بالخرسانة المضيئة والمشروع الثاني الخرسانة المنفذة للضوء كنشاط علمي في مقرر مواد تشييد البناء.
جاء ذلك فى اطار رؤية مصر 2030 حيث تتضافر الجهود العلمية للوصول الي مصادر متجددة للطاقة او الحد من استخدام مصادر الطاقة التقليدية .
وجاء المشروع الأول وهو الخرسانة ذاتية الإنارة أو المضيئة وهي نوع من الخرسانة الخاصة والتي تتميز بخاصية الإشعاع الذاتي وتتألف الخرسانة المضيئة من بودرة مضيئة ذات أساس أسمنتي والتي تشحن بالطاقة عندما تتعرض للضوء الطبيعي أو الصناعي ثم تعود إلي إطلاق هذه الطاقة بشكل تدريجي خلال الليل مما ينتج عنه إضاءة ذاتية ودائمة وتستخدم الخرسانة المضيئة في العديد من التطبيقات مثل الأرضية والممرات الداخلية والخارجية والأنفاق والممرات السفلية ورغم كون فكرة عمل الخرسانة ذاتية الإنارة ليست بجديدة وقد قام طلبة المستوى الاخير في احد الجامعات المصرية بتطبيقها، إلا أن المميز هو قيام طلاب المستوي الأول بتطبيقها.
تعزيز السلامة في الشوارع والطرق السريعة
ومن جانبه أكد الدكتور "محمد محمد مرتجي " المدرس بقسم البناء والتشييد بجامعة المنصورة الأهلية والمشرف على المشروع البحثي أن هدف هذا الابتكار هو تعزيز السلامة في الشوارع والطرق السريعة فاستخدام الإسمنت المضيء في الطرق يعني انتهاء عالم أعمدة الإنارة الطرقية، وهذا يعني أن الشارع نفسه سيضيئ الطريق لسائقي السيارات، وهذا سيوفر في الطاقة الكهربائية على المستوى العالمي، حيث يعمل الفوسفور في الإسمنت على امتصاص ضوء الشمس، المباشر وغير المباشر، وكل أشعة فوق بنفسجية، في النهار ثم يطلقها في المساء مجددًا بشكل ضوء وبعد انقضاء النهار، وغياب الشمس، يستطيع الشارع أن يشع بالنور طوال 12 ساعة كاملة.
وأشار الدكتور شريف حلمي المدرس المساعد بالكلية لإمكانية تطبيق الفكرة على نطاق أوسع بعد عمل الدراسات العلمية الازمة حتي يتم تطبيق الفكرة علي نطاق أوسع فبجانب الدراسات الإنشائية لهذا النوع من الخرسانة يجب عمل الدراسات الاقتصادية الازمة حيث من أحد عيوب الخرسانة ذاتية الإنارة هو التكلفة المرتفعة للبودرة المستخدمة فالتحدي القادم في الدراسات العلمية علي هذا النوع إنتاجها بتكلفة اقتصادية معقولة مع الأخذ في الاعتبار أن التكلفة ليست تكلفة المواد فقط وإنما توفير الطاقة ومعدلات الأمان، وتحقيق السيولة المرورية، وحماية البيئة، وأي دراسة جدوى اقتصادية يجب أن تؤخذ هذه الأمور في الاعتبار".
أما المشروع الثاني وهو الخرسانة المنفذة للضوء أو الخرسانة الشفافة transparent concrete – light transmitting concrete (المنفذة للضوء) و هي خرسانة بمكوناتها المألوفة مع امتلاكها خاصية إمرار الضوء بسبب وجود عناصر الألياف البصرية فيها حيث ينتقل الضوء من جانب إلى آخر عن طريقها لذا من المهم أن تنفذ الألياف خلال جميع جسم الخرسانة، وتكون كمية الضوء النافذة معتمدة على تركيبة الألياف حيث تظهر الأجسام من الجانب الآخر بهيئة أشكال ضلية.
وقد قام الطلاب بعمل نموذجين من الخرسانة المنفذة للضوء أحدهما يحمل الرمز MNU والذي يشير إلي جامعة المنصورة الأهلية.
وقد أعرب الطلاب المشاركين في المشروعين عن اعتزازهم بالمشاركة واستفادتهم من معرفة أنواع جديدة من الخرسانة ومواد التشييد المستخدمة في صناعتهاوقام الطالب عبدالله السيد عبدالوهاب بتقديم شرح لطريقة صناعة الخرسانة المنفذة للضوء من خلال البوسترات التي تم تنفيذها .
وفي نهاية اليوم اثني الدكتور إيهاب عبد الحي مدير برامج كلية الهندسة بمجهود الطلاب وحثهم علي بذل المزيد والاستفادة من إمكانية المعامل التي توفرها إدارة الجامعة لطلابها.