ذكرت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، أن الزيارة التي يقوم بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الصين الأسبوع الجاري قد تظهر أن التهديدات الأمريكية "مجرد أمنيات".
وقالت الصحيفة - على موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء- إن بوتين يستعد للتوجه إلى الصين في أول جولة خارجية له منذ أن بدأ ولاية خامسة رئيسا لروسيا، وسيكون أحد أهدافه الرئيسية "إيجاد سبل لتقليل أي تعطيل لشريان الحياة الاقتصادي الذي منحته الصين لنظامه المحاصر منذ التدخل الكامل في أوكرانيا ".
وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال التعديل الوزاري الذي أجراه بوتين أمس الأول الأحد، ظل المسؤولون الرئيسيون في العلاقات الصينية الروسية في مناصبهم، أما وزير الدفاع الروسي الجديد أندريه بيلوسوف فهو خبير اقتصادي يتمتع بعلاقات عميقة مع القيادة الصينية.
وأوضحت الصحيفة أنه منذ فبراير 2022، أصبحت بكين أكبر سوق للنفط والغاز الروسي، فضلا عن كونها مصدرا رئيسيا للواردات.. وتتراوح هذه المنتجات من سلع استهلاكية بسيطة إلى مكونات تحافظ على استمرار الآلة العسكرية، ومع توريد السلع الصينية ذات الاستخدام المزدوج التي تساعد الكرملين على التفوق على أوكرانيا والغرب في الإنتاج، مما يترك الأوكرانيين في مواجهة قوة عسكرية روسية متميزة، تحاول واشنطن الآن قطع هذا التدفق.
وقالت الصحيفة إنه في ديسمبر الماضي، هدد البيت الأبيض بفرض عقوبات على أي بنك يسدد مدفوعات آلة الحرب الروسية.. وفي وقت سابق من هذا العام، زارت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين ووزير الخارجية أنتوني بلينكن الصين وطرحا التهديدات للقادة الصينيين والمؤسسات المالية.
وفي الوقت الحالي، يبدو أن هذه الأمور كان لها بعض التأثير، فقد انخفضت الصادرات الصينية إلى روسيا بنسبة 15.7% في مارس الماضي، وبنسبة 13.5% الشهر الماضي مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
ومع ذلك، فإن الآمال بأن يؤدي ذلك إلى حل المشكلة بشكل نهائي هي مجرد أمنيات، فعلى مدار العامين الماضيين، أظهرت الحكومتان الروسية والصينية قدرة ملحوظة على التكيف مع القيود الأميركية.. وتمثل زيارة بوتين للصين فرصة جديدة لتبادل الأفكار حول الخيارات بشكل سري قبل تنفيذها بهدوء.
ولفتت الصحيفة إلى أنه من المتوقع أن يشارك بوتين في الزيارة فريق من ذوي الخبرة من البنك المركزي الروسي ووزارة المالية المسؤولين عن حملة الكرملين للتخلص من الدولار في النظام المالي الروسي منذ عام 2014.. ومكنت تحركاتهم الجريئة روسيا من الصمود في وجه الصدمة الأولية للعقوبات ثم بعد ذلك تقوم بسرعة بتحويل نظامها المالي من الاعتماد على الدولار واليورو إلى الاعتماد على الرنمينبي.
وقالت إنه في ديسمبر الماضي، كان الرنمينبي يمثل أكثر من ثلث التسويات في التجارة الروسية مع الشركاء الأجانب، بعد أن كان الصفر تقريبا قبل التدخل الشامل في أوكرانيا.. وبلغت ودائع الرنمينبي في روسيا 68.7 مليار دولار في عام 2023، وهو ما يتجاوز حيازات الدولار.
ووفقا لبيانات البنك المركزي الروسي، ارتفع الإقراض المقوم بالرنمينبي أربعة أضعاف تقريبا ليصل إلى 46.1 مليار دولار، ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى تحويل الديون من الدولار واليورو إلى الرنمينبي.
العالم
فاينانشيال تايمز: زيارة بوتين القادمة للصين قد تظهر أن التهديدات الأمريكية "مجرد أمنيات"
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق