على مرَّ السنوات الماضية جاءت عشرات بل ومئات العناوين من إصدارات الكتب التي ترسخ حق أبناء الشعب الفلسطيني في العودة لأراضيهم، سواء تناولت تلك الإصدارات الأبحاث العلمية والتاريخية التي برهنت وبالدليل العلمي والقاطع على هذا الحق، الذي لن يتنازل عنه الشعب الفلسطيني مهما مرًّت السنوات، ومهما زادت وتيرة العنف من الجانب الصهيوني المعتدي الغاشم.
وفي السطور التالية سنستعرض سويًّا بعض أهم الإصدارات التي تناولت القضية الفلسطينية سواء قبل النكبة أو بعدها من دراسات أو بحوث أو كتبة تاريخية.
كيف طرد الفلسطينيون من ديارهم عام 1948
في هذا الكتاب "كيف طرد الفلسطينيون من ديارهم عام 1948 لـ"ميخائيل بالومبو" والصادر عن دار الحمراء ببيروت عام 1990، كيف حاك الجانب الصهيوني المؤامرة لطرد الفلسطينيين من أراضيهم.
ويبدأ الكتاب بالسرد التاريخي لما حدث في يوليو عام 1948، وبالتحديد مع تزامن وصول مراقبي هيئة الأمم المتحدة للاجتماع في صحراء النقب مع فريق من ضباط الارتباط الإسرائيلي، وكان معظم صحراء النقب في تلك الفترة تحت السيطرة المصرية، وكان الوفد مهمته عدم تجدد الاشتباكات الحربية الشاملة، والوقوف على أوضاع المدنيين العرب الذين ظلوا في القرى التي احتلها اليهود.
«مشاعر العداء»
ويقول «ميخائيل بالومبو» في مقدمة الكتاب: وما إن وصل الإسرائيليون إلى الاجتماع حتى سأل قائدهم الميجور «ميخائيل هانغبي» عمَّا إذا كان فريق الأمم المتحدة قد حقق في شكاويه من خروقات المصريين لوقف اطلاق النار، فأجابه رئيس وفد الأمم المتحدة الكولونيل «جيرالد دوغرير» بأنه لا يمكنه إعطاء جواب حول هذا الموضوع، وبادر بسؤال الإسرائيليين لماذا أقدموا على طرد هذا العدد الكبير من المدنيين الفلسطينيين، فجاء الرد من الميجور «هانغبي»: «أفرغنا القرى حيث كان السكان يضمرون نحونا مشاعر العداء».
وهنا نرى كيف كان يتعامل الجانب الصهيوني مع المدنيين الفلسطينيين، وارتكابهم أفظع الجرائم في حقهم، بل زاد الأمر إلى منع وفد الأمم المتحدة من دخول تلك القرى التي حدث بها انتهاكات بادعاء وجود حقول من الألغام حولها، وبعد إصرار كبير من جانب الوفد وافق العدو الصهيوني على زيارة الوفد لإحدى القرى القريبة من بئر سبع، وبالتحديد قرية الخُسيف، والتي كانت تقع تحت سيطرة الحكم الإسرائيلي، وفي الطريق استطاعت اللجنة أن تشاهد الخراب والتهجير الذي حدث بالقرى التي هاجرها أهلها جراء الانتهاكات، حيث طرد الأهالي بالقوة، تاركين ورائهم الغلال والمحاصيل لتهترئ، وكيف تركت الأراضي لتبور، بل وكانت المنازل خاوية وعليها آثار التدمير والقذف، هذا بالإضافة إلى زرع الألغام حول القرى في منطقة النقب.
يقول الكاتب إنه عندما سأل عن هذا الكم الكبير من الألغام حول القرى المهجورة جاءت الإجابة: "إنه ضروري لمنع السكان العرب من العودة إليها ليلًا".
انتزاع الأرض «طرق غير مشروعه»
"ثمة أراضٍ انتُزعت بطرق غير مشروعة تمامًا من السكان العرب الذين أرغموا على ترك قراهم" هذه الجملة التي كتبتها اللجنة التي انتدبت من قبل الأمم المتحدة من واقع زيارتهم لمنطقة النقب والموجودة بمحفوظات الأمم المتحدة بنويورك بعنوان تقرير من فريق التحقيق الخاص بمنطقة النقب، بل جاء التقرير بما هو أغرب بأن اللجنة لم تلتق مدنيًّا واحدًا من العرب خلال فترة زيارتهم، فقد كان واضحًا للعيان أن الإسرائيليين قد استخدموا القوة لطرد الفلسطينيين وأنهم كانوا على استعداد لاستخدام القوة من أجل منعهم من العودة.
وكتب الكولونيل فرمويلن: «وفقًا لما رآه المراقبون، ونحن بمقدرونا أن نصرح بذلك أيضًا، فأن الأعمال اليهودية في هذه المنطقة أجبرت العرب على الانسحاب من قرى عديدة».
منع المراقبين
وجاء التقرير لجنة الأمم المتحدة على غير هواء العدو الصهيوني ولهذا قرر الجانب الإسرائيلي منع دخول مراقبي الأمم المتحدة: «وأوضح الإسرائيليون في الاجتماع أنهم لن يسمحوا بدخول مراقبي الأمم المتحدة إلى مناطقهم، وزعموا أن الألغام التي قد زرعوها حول القرى العربية المهجورة جعلت المنطقة شديدة الخطر على حياة موظفي الأمم المتحدة».
طرد السكان العرب
في كل مدينة وبلدة تلو الأخرى كان الإسرائيليون المتقدمون يطردون السكان العرب المدنيين. وفي بئر السبع طرد الجيش الاسرائيلي قوات الدفاع الآلاف من العرب ونهب منازلهم. ويذكر التقرير الرسمي لهذه العملية أن سكان بئر السبع قد نقلوا إلى مصر «بناء على طلبهم». أما رئيس الوزراء دافيد بن غوريون والذي كانت لديه مصادره الخاصة للمعلومات، فقد عرف ان التقرير الرسمي كاذب. ووافق بن غوريون على طرد المدنيين العرب واستحسن ذلك وأخبر زملاءه في وقت لاحق بما يلي: «الأرض التي يعيش فوقها عرب والأرض بدون عرب فوقها هما نوعان مختلفان جدًا من الأرض) لكنه انزعج من النهب والوحشية المفرطة التي اعتبرها ضربًا من سوء الانضباط. وسجل بن غوريون في يومياته عن بئر السبع بان الجيش أخفق في السيطرة على رجاله».
وقامت هيئة الأمم المتحدة بمحاولة لوقف الهجوم الاسرائيلي. ففي الـ19 من أكتوبر وافق مجلس الأمن الدولي على قرار يطلب وقف إطلاق النار. وقبل المصريون على الفور، لكن الإسرائيليين رغبوا في المضي بالهجوم حتى يتم لهم الاستيلاء على جميع أهدافهم. وما إن توقف إطلاق النار وجرى إعلان الهدنة في الصحراء خلال الأيام الأخيرة من أكتوبر حتى كان الإسرائيليون قد احتلوا منطقة النقب برمتها تقريبًا.
المجازر اليهود
إن ما نشاهده اليوم في قطاع غزة من انتهاك ومجازر وقتل جماعي وتهجير ضد الفلسطينيين ما هو الا امتداد لمسلسل العنف الذي انتهجه العدو الصهيوني في انتزاع الأرض والتهجير من أجل الاستيلاء على الأراضي، وهو ما ذكره المزارع محمود غليون، والذي كان يعيش في إحدى القرى في منطقة النقب قائلًا: «دخل اليهود إلى المسجد وذبحوا دون رحمة أو شفقة ما يتراوح بين 100 إلى 150 من الأهالي ومن بينهم الشيوخ والنساء والأطفال» وهرب سائر أبناء القرية، بينما تعقبهم الإسرائيليون، ويقول: «حوالي عشرين أو ثلاثين من عائلة وجدوا ملجأ لهم في كهف، وعثر عليهم اليهود هناك فأطلقوا النار على الجميع» ونجت امرأة واحدة من المجزرة إذ اعتبروها ميتة بين كومة الجثث.
ولم تكن تلك المجزرة هي الأشد انتهاكًا، فكانت مجازر اليهود لا تنتهي، وهناك الأشد قوة منها، وهو ما حدث في بلدة الدوايمة خلال الهجوم الإسرائيلي، فقد استولت على البلدة سرية تابعة لكتيبة الكوماندوس «المغاوير» 89، والتي تألفت من إرهابيين سابقين في عصابتي الغرغون وتيرن، وقد نشر أحد قدامي السرية قصة المجزرة، فهو يلاحظ أنهم لكي «يقتلوا الأطفال شقوا رءوسهم وشجوها بالعصي، فلم يوجد منزل بدون جثث»، وبعد قتل الأطفال ساق الجنود اليهود النساء والرجال إلى منازل كالقطعان، حيث أبقوهم دون طعام وبلا ماء ومن ثم عمدوا إلى تفجير المنازل بمن فيها من المدنيين.
مأساة الخروج العظيم "النكبة"
وتستمر وتيرة العنف والجهر بالاغتصاب والقتل والاعتداء لتأتي التقديرات الأمريكية في عام 1948، بنحو 750 ألف عربي من كل أنحاء فلسطين قد هربوا فزعًا تحت وطأة الإرهاب من بيوتهم وديارهم والتي تعرف الآن بدولة إسرائيل إلى الضفة الغربية "غزة" والتي يتم محوها الآن، بينما نزح آخرون إلى لبنان وسوريا والأردن ومصر، وهي ما يسمى بـ "مأساة الخروج العظيم" أو ما يُطلق عليها بـ"النكبة" أو "نكبة فلسطين"، والتي تركت في النفوس أثرًا لا يمحى مهما مرَّ الزمن، فقد تم طردهم من وطنهم، مع مرار يملأ النفوس مع وعد بالعودة.
تقارير الأمم المتحدة
كما يتحدث الكتاب عن تقارير الأمم المتحدة وأنها رغم أن أعضائها ليسوا من العرب إلا أن التقارير جاءت معبرة عن الواقع الأليم وكتبت بمنتهي المصداقية والشفافية، وعلى الرغم من ذلك لم يتم التطرق إلى تلك التقارير حتى وقتنا الراهن ويقول: «إن معظم التقارير الميدانية الصادرة عن هيئة الأمم المتحدة وضعها موظفون ومراقبون أمريكيون وفرنسيون وبلجيكيون واسوجيون. وكلهم جاءوا من بلدان غربية أيدت خلق الدولة الصهيونية، بيد أن هذا النوع من التحيز لم يكن غير مألوف في أوساط الأمم المتحدة عام 1948، حين لم تتمتع بلدان العالم الثالث بصوت حقيقي. ومع ذلك، فإن مراقبي الأمم المتحدة كانوا صادقين جدًا في تقاريرهم التي لا تدع مجالًا للشك بأن حملة الفظائع الإسرائيلية كانت السبب الرئيس الخروج العرب. ومن المؤسف أن هذه التقارير القيمة لم تستخدم قبل الآن. وكذلك موظفو نظارة الخارجية الأمريكية. فإنهم وضعوا التقارير الموضوعية عن طرد المدنيين العرب، لكن إدارة الرئيس ترومان تجاهلت رسائلهم وبرقياتهم، إذ كانت هذه الإدارة متلهفة لإرضاء اللوبي الصهيوني في واشنطن".
لم يصل التعتيم الإسرائيلي وطمس الحقائق بشأن النزوح الفلسطيني، فإن الصهيونيين لن يعترفوا أو يقروا أبدًا بأن طرد مئات الآلاف من المدنيين العرب الأبرياء جاء متعمدًا وعن سابق تصور وتصميم بأي معنى من المعاني، فالرقابة على الكتب والبرامج التليفزيونية وإقفال السجلات التاريخية سوف تستمر على الأرجح، ليستمر الجهد الصهيوني المتداول لإخفاء الحقيقة والأدلة المتعلقة بنكبة 1948.
القضية الفلسطينية "خلفياتها التاريخية وتطوراتها المعاصرة
في هذا الكتاب «القضية الفلسطينية: خلفياتها التاريخية وتطوراتها المعاصرة» للدكتور محسن محمد صالح والصادر عن مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت، تحديثًا وتنقيحًا لعدد من الطبعات التي صدرت منذ سنة 2002، والتي كان آخرها طبعة مركز الزيتونة في سنة 2012، والتي طُبعت في بيروت. وقد أضيف إلى هذه الطبعة الجديدة فصل سابع غطّى الفترة 2012-2021. وقد تُرجم هذا الكتاب وتمت طباعته أيضًا باللغات الإنجليزية، والماليزية، والإندونيسية، والأوردو، والفارسية، والألبانية، والتترية، والتركية، حيث لاقى رواجًا كبيرًا.
خلفيات القضية الفلسطينية
يتناول الكتاب في فصله الأول خلفيات القضية الفلسطينية حتى سنة 1918، مستعرضًا تاريخ فلسطين عبر العصور، وجغرافيتها، ومكانتها الإسلامية، والمزاعم الدينية والتاريخية لليهود فيها، وصولًا إلى خلفيات ظهور القضية الفلسطينية في التاريخ الحديث، وتطوراتها السياسية حتى نهاية الحرب العالمية الأولى.
ويقول الدكتور محسن صابح في مقدمة الكتاب: «أن هذه الدراسة تحاول تقديم رؤية عامة للقضية الفلسطينية من خلال تتبع مفاصل السياق التاريخي للقضية، ليستوعب القارئ الصورة الشاملة والعوامل المتداخلة بالقضية، كما أن هذه الدراسة تخاطب الذين يرغبون في الحصول على فكرة عامة عن قضية فلسطين، ومن خلال رؤية تؤمن بحق أبناء فلسطين في أرضيهم».
كما يسلّط الفصل الثاني من الكتاب الضوء على فترة الاحتلال البريطاني لفلسطين ما بين سنتي 1918 و1948، متناولًا تطور المشروع الصهيوني، وظهور الحركة الوطنية الفلسطينية، وثورة 1936، والتطورات السياسة التي تلتها، وصولًا إلى حرب سنة 1948 وانعكاساتها، كما يتطرق في الفصل الثالث إلى تطورات القضية في الفترة 1949-1967، مع التركيز على تطور العمل الوطني الفلسطيني، ونشأة حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية، وحرب يونيو 1967 وانعكاساتها، أما الفصل الرابع فيتناول التطورات التي شهدتها الفترة التي تلت حرب سنة 1967 حتى المرحلة التي سبقت اندلاع الانتفاضة الأولى سنة 1987، مسلّطًا الضوء على بروز الهوية الوطنية الفلسطينية، وتطور الكفاح الفلسطيني المسلّح، ودور البلاد العربية في قضية فلسطين، وبروز التيار الإسلامي الفلسطيني.
كما يتناول الفترة منذ اندلاع الانتفاضة سنة 1987 ونشأة حركة حماس، وانتقال منظمة التحرير الفلسطينية من الكفاح المسلّح إلى التسوية السلمية، وتشكيل السلطة الوطنية الفلسطينية، والتطورات التي شهدها الكيان الإسرائيلي في المقابل، هذا بالإضافة إلى التطورات التي جرت خلال الفترة التي تلت اندلاع انتفاضة الأقصى سنة 2000 وحتى سنة 2011، كما تناول تطورات القضية الفلسطينية خلال الفترة 2012-2021، من خلال استعراض أعداد الفلسطينيين في العالم، وعدد الفلسطينيين واليهود المقدَّر في فلسطين التاريخية 2020-2027، والحديث عن تطورات العدوان والمقاومة خلال الفترة 2012-2021، والوضع الداخلي الفلسطيني، ومسار التسوية، ووضع القدس الحالي، والكيان الإسرائيلي. واختُتم الكتاب بفهرست شامل للأسماء والأماكن والمؤسسات.
نكبة.. فلسطين 48 وحقوق الذاكرة
في هذا الكتاب «نكبة فلسطين 1948 وحقوق الذاكرة» وهو تأليف جماعي بإشراف أحمد سعدي وليلى أبو لغد، ومن إصدار مطبوعات جامعة كولومبيا نيويورك2007، يحاول المؤلفون شرح ما تعنيه هذه الكارثة بالنسبة للشعب الفلسطيني الذي أصيب بها على حين غرة وأفقدته أرضه وذاكرته ووطنه، كما أنه يدرس كيفية انعكاس هذه النكبة على مشاعر الفلسطينيين كأفراد وكجماعات ينتمون إلى مصير واحد مشترك.
ذكريات مؤلمة
وهذا الكتاب لا يكتفي بدراسة الذكريات المؤلمة التي انطبعت في العقل الفلسطيني بسبب النكبة، وإنما يدرس انعكاسات ذلك على الحاضر أيضا، فهو لا يدرس الماضي من أجل الماضي فقط وإنما من أجل معرفة مدى تأثيره على الحاضر وعلى المسيرة الفلسطينية ككل. فالنكبة لم تنته فصولا بعد وإنما هي لا تزال مستمرة في تفاعلاتها حتى هذه اللحظة حتى بعد ستين سنة على حصولها.
ويحتوي الكتاب على شهادات الفلسطينيين الذين عاشوا أحداث النكبة ولا يزالون أحياء حتى الآن، فسكان بعض القرى التي دمرت أثناء الغزو الصهيوني يروون حكاياتهم وذكرياتهم، وبالتالي فهناك شهادات حية لا تقدر بثمن وسوف تكون مفيدة حتما للمؤرخين الحاليين أو المقبلين الذين يريدون دراسة تلك الفترة بشكل تاريخي، علمي، موضوعي.
كما أن الكتاب خصص بعض فصوله في تحليل طبيعة الذاكرة الجماعية الفلسطينية وكيف صاغتها الأحداث المأساوية وشكلتها وبلورتها والكتاب يركز اهتمامه على دراسة المسألة الأساسية التالية: حجم الصدمة المرعبة التي تلقتها النفسية الفلسطينية بفعل النكبة والغزو الصهيوني وتأسيس دولة إسرائيل على أنقاض فلسطين.
تلك النكبة التي حفرت في ذاكرة الشعب الفلسطيني جرحا لا يندمل، فإنهم يعيشونه كنكبة أو ككارثة بكل ما للكلمة من معنى. إنها كارثة شردتهم من أرضهم الغالية، أرض آبائهم وأجدادهم. فقد تم تدمير 418 قرية فلسطينية على الأقل عام 1948 أو أفرغت من سكانها العرب لكي يحل محلهم أناس آتون من مختلف أصقاع الأرض؟ هذه هي النكبة، أو قل هذه هي بعض جوانبها وليس كل جوانبها وأبعادها. النكبة كانت تعني تدمير شعب بأكمله ووضع شعب آخر على أنقاضه.