حذر الدكتور محمد فكري خضر، نائب رئيس جامعة الأزهر لفرع البنات، من الانسياق خلف الشائعات، والتقليد الأعمى من باب التجربة، والتأثر بأصدقاء السوء.
جاء ذلك خلال كلمته في الندوة التثقيفية التي نظمتها الإدارة العامة لرعاية الطلاب بجامعة الأزهر برعاية الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس الجامعة، تحت عنوان: «مواجهة الابتزاز الإلكتروني في عصر الرقمنة» بحضور المستشار معتز الهلالي، رئيس اللجنة العلمية والثقافية بنادي مستشاري النيابة الإدارية، والمهندس ميخائيل إنطونيوس، خبير أمن المعلومات السيبراني، وتنظيم وإشراف الدكتور أحمد السنتريسي، رئيس قسم القانون العام بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة رئيس المكتب الفني لرئيس الجامعة، والدكتورة هبة الله سعودي، أستاذ الفيزياء بكلية العلوم بنات القاهرة منسق الأنشطة الطلابية، والأستاذ محمد قاسم، مدير عام رعاية الطلاب بجامعة الأزهر، وإعداد وإشراف فريق (طلاب من أجل مصر) بجامعة الأزهر.
ونقل نائب رئيس الجامعة لفرع البنات للحضور تحيات الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس الجامعة، وترحيبه بتنظيم مثل هذه الندوات التثقيفية التي تؤكد على ضرورة الحفاظ على الهوية الوطنية في ظل عالم رقمي يموج بالتغيرات السريعة.
وقال «فكري»، إنه لمن دواعي سروري أن أشارككم اليوم هذه الندوة التثقيفية من أجل مواجهة جرائم الاحتيال التي أصبحت منتشرة في ظل عصر الذكاء الاصطناعي.
وأشار إلى أن هذه الندوة تقام في إطار التعاون المثمر بين جامعة الأزهر ونادي مستشاري هيئة النيابة الإدارية؛ من أجل تبادل الخبرات ومواجهة الابتزاز الإلكتروني في عصر الرقمنة، وهذا يُشكل فضاءً مهمًّا لمناقشة سبل المواجهة من مختلف الجوانب.
وأكد «فكري»، أن لقاء اليوم يعد ترجمة واقعية لحجم الجهد المبذول داخل المؤسسة الأزهريَّة بتوجيه وإشراف مباشر من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الذي لا يدَّخِر جهدًا في توفير كل الدعم اللازم لكل ما فيه مصلحة أبنائنا طلاب الأزهر وكل المنتسبين للعمليَّة التعليميَّة في الأزهر الشريف.
وأوضح، أنه لا أحد ينكر ما تقدمه الثورة الرقمية من سبل الراحة، ووسائل رفاهية للإنسانية؛ حيث وفرت هذه التقنيات إمكانية تحقيق التواصل الإنساني، وإنجاز الأعمال في سهولة ويسر في وقت قد تعجز عن تحقيقه الوسائل التقليدية.
ولفت ، إلى أنه من المؤسف أن الثورة الرقمية جاء في صحبتها عديد من الجرائم الإلكترونية بشكل ظاهر، محذرًا من مثل هذه الأمور التي تكمن في: الاعتداء على الحياة الخاصة، وجرائم الابتزاز الإلكتروني، والاحتيال والنصب الإلكتروني وغيرها، إضافة إلى انتشار التنمر الإلكتروني.
وعرف مفهوم الابتزاز الإلكتروني بأنه: كل فعل سيئ يقوم به الفرد عن طريق استعمال تقنيات عالية الدقة في الإعلام الآلي وباستخدام شبكة الإنترنت وكذا البرامج التي تتيح للفرد محو آثاره بعدما يقوم بعملية الابتزاز من أجل تحقيق غاية معينة.
وبيَّن «فكري» أنه لمن الأهمية أن أوضح لحضراتكم أن الحديث عن طرق مواجهة الابتزاز الإلكتروني في عصر الرقمنة في غاية الخطورة؛ لكونها تتحدث عن غياب أمور كثيرة؛ منها: ضعف الوازع الديني، وسوء التنشئة الاجتماعية، وضعف الضبط الاجتماعي، بجانب الجهل
بالأمور وعدم معرفة الحقائق والمعلومات الكاملة والصحيحة عن مواضيع حساسة، مثل: الإنترنت، والهواتف النقالة، إضافة إلى عدم مراقبة الآباء للأسرة ورعايتها الرعاية الكاملة، إضافة إلى حب التجربة والتقليد الأعمى والتأثر بأصدقاء السوء والانسياق خلف الإعلام غير الهادف.
وفي نهاية كلمته أعرب عن تقديره الكبير لما يقوم به عمداء ووكلاء الكليات، وأعضاء هيئة التدريس في جامعة الأزهر بقيادة فضيلة الدكتور سلامة داود، رئيس الجامعة، والزملاء نواب رئيس الجامعة، وما يتحلون به من روح العمل الجماعي والإخلاص في خدمة رسالة الأزهر وخدمة طلاب العلم في الجامعة.
ونصح بناته طالبات العلم بأن يجعلن أي إنجاز خطوةً في طريقٍ طويلٍ من أجل الارتقاء بجودة التعليم الأزهري، وبما يتناسب مع تاريخ الأزهر المشرف ليكون نتاجا مليئًا بالتميز والنجاح، وليكن شعارنا: (انطلاقة جديدة نحو الريادة والتميز)، لافتًا إلى أن هذه الندوة التثقيفية ستحقق أهدافها لرسم تصور شامل لمواجهة جرائم الابتزاز الإلكتروني، وتعميق فهم تلك التحديات.
ووجه ، الشكر لكل من أسهم في الإعداد الجيد لهذه الندوة التثقيفية المهمة، التي ناقشت قضية تقع في صلب صناعة المستقبل والاستعداد له، داعيًا المولى -عز وجل- أن يحفظ مصرنا الحبيبة وأزهارها الشريف، جاء ذلك بحضور عمداء ووكلاء كليات جامعة الأزهر بالقاهرة ولفيف من أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة والموظفين والطلاب والطالبات.