الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

«الصورة أبلغ من ألف كلمة».. لوحات فنية وثقت القضية الفلسطينية

76 عاما على النكبة.. وفلسطين لن تموت

«الصورة أبلغ من ألف
«الصورة أبلغ من ألف كلمة»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يحي الفلسطينيون والعالم العربي يوم 15 مايو الجاري الذكرى الـ 76 على النكبة الفلسطينية، وهي ذكرى هجرة أكثر من 700 ألف فلسطيني من أراضيهم عام 1948، ومن ذلك الوقت وحتى الآن يناضل الفلسطينيون من أجل استعادة ديارهم.

ولأن "الصورة أبلغ من ألف كلمة" لعبت الفنون دورًا كبيرًا في توثيق معاناة الفلسطينيين من النكبة والأحداث الدامية المستمرة حتى الآن.

وعلى رأس هذه الفنون "فن الكاريكاتير" الذى يُعد صاحبه المشاغب في بلاط صاحبة الجلالة، يطرح القضايا ويعالجها بأسلوب فنى بسيط يصل لعقل جميع فئات المجتمع.

 

 

 

«ناجى العلى» نضال لا يرحل

ومنذ اندلاع الأحداث في قطاع غزة، وهجوم جيش الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين، أصبحت مشاهد العنف والدمار المروع التي تسببها الغارات الإسرائيلية على الفلسطينيين جزءًا من يوميات العالم، وكان لريشة الفنان الفلسطينى ناجى العلى بصمة فى التنبؤ بالأحداث الحالية حيث صور بريشته فى إحدى لوحاته الكاركاتورية الفلسطينيين وهم يحلقون فى سماء فلسطين بـ "البارشوت" وأسفل الصورة نجد القدس قابعًا في مكانه.

ولم يرحل ناجى العلي، فى صمت بل ترك كتيبة من المبدعين الفلسطينيين هم أبناؤه فى الابداع والنضال، فتناول الفنان هشام شمالى والذى لقب بالغزاوى هشام شمالى، القضية الفلسطينية بريشته المبدعة، وأخذ على عاتقه النضال من أجل تحرير غزة.

ورصد فى إحدى لوحاته الكاريكاتورية أما فلسطينية تحت الانقاض تحمل طفلها الناجى من القصف الاسرائيلى على منزلهم، فى إشارة إلى أن الفلسطينيين لا يموتون.

رسم كاريكاتوري لنتنياهو يطيح بصاحبه من "الغارديان" البريطانية...

كاريكاتير نرويجى يستفز دولة الاحتلال

لم يقتصر الأمر على الفنانين الفلسطينيين بل زحفت القضية الفلسطينية حتى لمست مشاعر رسام كاريكاتير نرويجى يدعى ستيف بيل، وقرر أن يستفز دولة الاحتلال بريشته حيث نشرت صحيفة “Dagbladet” النرويجية، رسما كاريكاتيريا ساخرا أشار فى لوحته إلى رسم كاريكاتوري من الستينيات يُظهر الرئيس الأمريكي آنذاك ليندون جونسون وعلى بطنه ندبة على شكل خريطة فيتنام، وعلى وجه التحديد إلى الفشل السياسي الكارثي لبنيامين نتنياهو، والذي أدى مباشرة إلى الفظائع البشعة الأخيرة في غزة، وإلى رده المقترح الذي أعلنه".

 

 

 

 

البرازيلى كارلوس لاتوف المتهم بـ«معاداة السامية»

وعلى نفس الدرب، يسير الرسام البرازيلى كارلوس لاتوف، حيث اتهمت سفارة دولة الكيان الصهيوني في العاصمة المصرية، صحيفة الحزب الوطني المصري "الوطني اليوم" بمعاداة السامية لنشر الصحيفة في عدد لها رسما لرسام الكاريكاتير البرازيلي (كارلوس لاتوف) بعنوان "الحرية تغرق في مياه إسرائيل" يصور سفينة أسطول الحرية التي اعتدى عليها القراصنة الصهاينة في عرض البحر وعليها صورة الصليب المعقوف رمز النازية. تقول الرسالة التي تلقتها الصحيفة "إن هذا الكاريكاتير تجاوز كل دلائل التعامل، والمعايير المتعارف عليها، وأن ضرب رمز النازية في صدر الكاريكاتير ومجرد الفكرة باستعماله هو إهانة للبشرية وبمثابة عبارة معادية للسامية.

 

 واقعية إسماعيل شموط فى التعبير عن الصمود الفلسطينى 

 

"يرى الفنان ما يلمحه الآخرون فقط" هكذا رصدت ريشة الفنان الفلسطينى الأشهر إسماعيل شموط، والذى يُعد من أبرز روّاد الفنّ التشكيليّ الفلسطينيّ، حيث التزم بأسلوبه الواقعى التعبيرى مع بعض الرمزية، حيث دون بلوحتين القضية الفلسطينية، لتحمل اللوحة الأولى والتي تعود إلى العام ١٩٥٣، تحت عنوان: “إلى أين”، وهي تمثّل رجلًا منهكًا، كما تدلّ قسمات وجهه والعصا في يده، التي يستند إليها، وهو يسير مع أولاده، حاملًا على ظهره طفلًا هزيلًا شبه نائم، أو تعب، لدرجة عدم القدرة على رفع رأسه المستند إلى رأس أبيه، وطفله الآخر ينظر إليه نظرة محمّلة بالتساؤل. وطغت القضية الفلسطينية على رسومات "شموط" وكرس جهده الفنى لخدمة القضية الفلسطينية فتناول فى لوحته الثانية والتى تأتى تحت عنوان “سنعود”، فربّما كانت من أول الأعمال الفنّيّة الفلسطينيّة التي عالجت مسألة النكبة، حيث تناولت اللوحة التي تعود بدورها إلى مطلع خمسينيّات القرن الماضي، في صدرها شيخ كبير تبدو عليه سيماء من يحوقل، ولا يعترض على قضاء الله، يمسك بعصا يستند اليها، ويحيط بالشيخ طفل في يده آنية ماء، وخلفه طفل آخر يحمل إناءً من الخوص، ربّما كحاوية طعام. يتجلّى ألم الشيخ كإنسان مطرود من وطنه مع مئات الآلاف من الفلسطينيّين. ملابس الشيخ متناسقة الألوان على نحو غير متوقّع لشخص مهجّر ومطرود مع شعب بأكمله من أرضه.

«التوب الفلسطينى» محاكاة درامية للأحداث فى غزة 

بينما تميزت الفنانة التشكيلية نيها حته، فى التعبير عن الأحداث الدامية اليومية فى غزة، بتناولها كمحاكاة تعبيريه تأثرية، حيث صورتها كبناء درامى للأحداث اليوميه بفلسطين.

وتضمن العمل الفنى الذى يأتى عبارة عن تصميم توب فلسطينى مستوحى من التراث القديم، وهو من أهم ما يميز ويبرز هذا الشعب هو تراثهم والفولكلور المتميزين به، استخدمت خلالها موتيفات لهذا الفولكلور باللوحة، كما استخدمتها بالتوب المستوحى بالكوفيه الفلسطينية التى بها نقوش كل منها يعبر تعبيرا دراميا حقيقيا عن شجاعة هذا الشعب".

المأساة الإنسانية الفلسطينية بريشة مصرية

تناولت ريشة الفنانة نادية سري، المأساة الإنسانية التي يواجهها أشقاؤنا في غزة، وعبرت عنها بشكل فنى، حيث رصدت لوحتها التى جاءت بعنوان "اصطفاف" منفذة بخامة الألوان الزيتية على ورق الذهب على توال وفي العمل تصطف مصر عبر العصور من شمالها (و رمزه نبات البردي في مصر القديمة) إلى جنوبها (و رمزه زهرة اللوتس) وتصطف أيضا مصر بمسلميها ومسيحييها (رمز الهلال والصليب) للحفاظ على كل شبر من أراضيها. ويختلف التعبير عن القضية من فنان لآخر فكل فنان يعبر عن وجهة نظره وحسب أدواته، ولكن تبقى الوحدة فى أن يكون العمل صادرا من القلب ليصل للمتلقى مهما اختلفت ثقافته أو حتى لغته.