الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة ستار

القضية الفلسطينية.. حضور لافت وثقته السينما العربية

«فتاة من فلسطين» أول عمل يشتبك مع القضية بعد النكبة.. و«الجنة الآن» يتوغل في الدوافع النفسية لمنفذي العمليات الاستشهادية

فيلم الجنة الان
فيلم الجنة الان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

رسخت السينما الفلسطينية على مدار عقود طويلة مكانة عربية وعالمية كأحد أشكال الاحتفاء بالقضية وأحيائها داخل قلوب الجمهور، وكذلك شكلت كل مقومات المقاومة الفنية في وجه الكيان الصهيوني، من خلال سرد عشرات القصص الإنسانية التي توثق بربرية الاحتلال، في الوقت الذي يتم فيه الترويج لعكس ذلك، وجرائم الفصل والتهجير والقتل اليومية التي يعيشها الفلسطينيون.

وباعتبارها القضية المصيرية ليس للفلسطينيين وحسب وإنما للعرب أجمع، فكان لابد أن تترجم هذه المشاعر لقصص وحكايات على الشاشة الكبيرة منذ نشأة السينما في الوطن العربي وبالأخص السينما المصرية – كونها الرائدة في المنطقة – قبل أن يتمكن صناع السينما الفلسطينية لاحقا في تكوين نظرتهم وموقفهم تجاه القضية وتوثيقها لعشرات الأعمال الروائية والتسجيلية.

وبالحديث عن ريادة السينما المصرية، لابد أن نوثق الظهور الأول لعمل يتماس مع القضية الفلسطينية عقب النكبة مباشرة وهو فيلم "فتاة من فلسطين" من بطولة وإخراج محمود ذو الفقار، وشاركه في البطولة سعاد محمد وزينات صدقي وحسن فايق.  

تدور أحداث الفيلم حول ضابط طيار مصري يشارك في غارة جوية للدفاع عن الأراضي الفلسطينية ضد المحتل الإسرائيلي، وتسقط طائرته في قرية فلسطينية، فتستضيفه الفتاة الفلسطينية سلمى لتطيب جراحه. وخلال الأحداث يكتشف أن "سلمى" تساعد الفدائيين الفلسطينيين، ومنزلها مركز لتخزين السلاح للمقاومة الفلسطينية.

يعتبر فيلم "الجنة الآن" من الأعمال التي فتحت أبواب العالمية أمام مخرجه هاني أبو أسعد، ومن الأفلام المهمة التي توغلت في الدوافع النفسية لمنفذي العمليات الاستشهادية داخل كيان الاحتلال.

تدور أحداث الفيلم حول الليلتين الأخيرتين بحياة شابين فلسطينيين يقرران القيام بعملية استشهادية بهدف لفت انتباه العالم للقضية الفلسطينية والمحاولات المستمرة للعدو لاستئصال جذور الهوية والوعي الوطني. فاز الفيلم بجائزة أفضل فيلم أجنبي بجوائز جولدن جلوب، كما ترشح لجائزة الأوسكار في فئة أفضل فيلم ناطق بلغة غير إنجليزية عام 2006.

ويأتي فيلم "عمر"، هو ثاني فيلم للمخرج هاني أبو أسعد يصل للعالمية بتأهله لترشيحات الأوسكار عام 2013، بعد فوزه بجائزة مسابقة "نظرة ما" بمهرجان كان السينمائي. في هذا الشريط، يعاود أبو أسعد كشف دوافع حمل السلاح والمقاومة في وجه المحتل، ولكن من خلال حبكة رومانسية رقيقة.

تدور قصة الفيلم حول عامل مخبز يدعى عمر، تفادى رصاص القنص الإسرائيلي يوميا، وعبر الجدار الفاصل، للقاء حبيبته نادية. تنقلب الأمور حينما يعتقل العاشق المناضل من أجل الحرية خلال مواجهة عنيفة مع جنود الاحتلال، تؤدي به إلى الاستجواب والقمع، ويعرض الجانب الإسرائيلي على عمر العمل معه مقابل حريته، فيبقى البطل ممزَّقًا بين الحياة والرجولة.

وعندما نتحدث عن أشكال المقاومة الشعبية في مواجهة الاحتلال، لا يمكننا حصرها فقط على حمل السلاح والعمليات الاستشهادية، ولكن هناك أشكالا أخرى لهذه المقاومة قد تكون ساخرة أو كوميدية.

وهذا ما نجح في توليفه المخرج الفلسطيني سامح زعبي، بفيلمه "تل أبيب على نار"، الفائز بجائزة أفضل ممثل بمسابقة آفاق ضمن فعاليات مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، وتدور أحداثه حول كواليس صناعة مسلسل جاسوسية على طريقة "رأفت الهجان"، تتفجر خلاله مواقف هزلية تسمح بالسخرية اللاذعة من مخزون الشعارات القومية المتكدسة بقوالب الدراما العربية، واستخلاص الكوميديا من نمط الحياة الآلي في التعامل اليومي مع جنود الاحتلال.

ويعد فيلم "عيون الحرامية" هو ثاني الأعمال الطويلة للمخرجة الفلسطينية نجوى نجار، بعد فيلمها الأشهر "المر والرمان"، وعرض الفيلم بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 2014، وفاز بجائزة أفضل ممثل.

اسم الفيلم مقتبس من عملية تدعى "عيون الحرامية"، والتي قام بها الشاب الفلسطيني ثائر حماد - منفردًا - بقتل 10 جنود احتلال في المنطقة التي تحمل الاسم نفسه، قبل أن يعود إلى بيته من دون القبض عليه أو إصابته.

لكن أحداث الفيلم لم تلتزم بالقصة كما وردت، ودارت حول شاب فلسطيني ينفذ احدي العمليات فيتم إيداعه في السجن لمدة 10 سنوات، وحين يخرج يجد أن زوجته قد ماتت، ويبدأ في البحث عن ابنته.