وتمضي الرواية الأخيرة قائلة إن الأميرة كانت مثقفة وجميلة وطيبة القلب فأصبحت محبوبة من الجميع لدرجة أن الناس سموا القصر الذي كانت تعيش فيه والمنطقة المجاورة باسمها. ومع مرور الوقت، أصبحت هناك قرية صغيرة تحمل اسمها والتي صارت مزارًا يحج إليه الكاثوليك من كل أنحاء العالم.
فاطيما هي بلدة تقع في قلب البرتغال، وهي وجهة مرادفة للحج والتفاني للكاثوليك. يتدفق إليها ملايين الزوار سنويًا من مختلف أنحاء العالم. في 13 مايو من كل عام، تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بذكرى تجلي السيدة مريم العذراء في بلدة فاطيما البرتغالية1.
قصة مزار فاطيما تعود إلى عام 1917، حين ظهرت العذراء مريم أمام ثلاثة أطفال رعاة في قرية فاطيما في وسط البرتغال. هؤلاء الأطفال هم لوسيا دوس سانتوس (9 سنوات) وفرانسيسكو وجاسينتا مارتو (8 و6 أعوام على التوالي). وبحسب الرواية الكاثوليكية، أبلغ الأطفال عن تجليات أخرى صاحبتها ما يصفه الفاتيكان بـ"معجزات"، وتشمل رؤية مرعبة للجحيم ونبوءة متعلقة بنهاية الحرب العالمية الأولى وبداية الحرب العالمية الثانية. كما تم تفسير سر ثالث على أنه نبوءة أخرى لمحاولة اغتيال البابا يوحنا بولس الثاني في 13 مايو/آيار من عام 19811.
تعتبر فاطيما مكانًا مقدسًا يجذب الحجاج الكاثوليك من بلدان بعيدة مثل الصين وفنزويلا وتيمور الشرقية. أول رحلة حج إلى المزار كانت في عام 1927، وفي عام 1928 بُنيت عند المزار كنيسة يُعتقد أنها أقيمت في المكان الذي شهد تجلي مريم العذراء. يتوجه الحجاج إلى مزار فاطيما للاستماع إلى القداس والصلاة من أجل السلام. وأصبحت لوسيا دوس سانتوس فيما بعد راهبة كرملية وعاشت حتى سن 97 عامًا، في حين توفي فرانسيسكو وجاسينتا مارتو نتيجة لوباء الأنفلونزا في الفترة 1918-1919. تم تطويب الطفلين في عام 2000 من قبل البابا يوحنا بولس الثاني، وأعلنهما البابا فرانسيس قديسين في عام 20171.