تمر علينا اليوم الإثنين الموافق 12 شهر مايو ، ذكرى حصار القوات الصليبية لمدينة بيروت، وجاء ذلك في 12 شهر مايو عام 1110.
حصار بيروت
سيطر الصليبيون على الموانئ الجنوبية بم، وبالتالي تمكنوا من قطع الدعم الفاطمي من البر للموانٍ الشمالية بما في ذلك بيروت. بالإضافة إلى ذلك، اضطر الفاطميون إلى توزيع قواتهم بما في ذلك 2000 جندي و20 سفينة في كل من الموانِىء المتبقية، حتى وصول الدعم الرئيسي من مصر. بدأ الصليبيون في التضييق على بيروت ابتداءً من 15 فبراير 1102، حتى وصل الجيش الفاطمي في أوائل مايو.
واضطرت السفن التي تحمل حجاجاً مسيحيين إلى الأراضي المقدسة إلى الجنوح نتيجة العواصف في محيط عسقلان وصيدا وصور في أواخر عام 1102.ومن هنا أصبحت السيطرة على الثغور أمراً ملحاً لسلامة الحجاج، دعم ذلك وصول الرجال والإمدادات من أوروبا.
بداية الحصار
بدأت السفن الجنوية والبيزية في محاصرة الميناء في أوائل فبراير 1110، وحاولت السفن الفاطمية القادمة من صور وصيدا كسر الحصار دون جدوى. في هذه الأثناء، دمر المدافعون عن بيروت أحد أبراج الحصار، لكن المهاجمين تمكنوا من بناء برجين آخرين لاقتحام الأسوار.
ذكر وليم الصوري أن بالدوين وبرتراند أمرا القوادس من الموانٍ القريبة الخاضعة لسيطرتهما بحصار بيروت، أثناء بناء جميع أبراج الحصار والسلالم والجسور والمجانيق من أشجار الصنوبر القريبة. واضطر المدافعون إلى الدفاع عن الأسوار دون راحة نهاراً وليلاً لمدة شهرين، حتى تمكن بعض الصليبيين من التسلق فوق الأسوار لفتح البوابات للمهاجمين. ومع فتح البوابات، هرب السكان إلى الميناء، لكن الحصار أجبرهم على التراجع، فوقعوا محاصرين بين عدوين.
وفر الوالي الفاطمي فر ليلاً مخترقاً الأسطول الإيطالي إلى قبرص. واستولى بالدوين على المدينة عبر اقتحامها بعد حصار دام خمسة وسبعين يوماً في 13 مايو 1110. أوقع الإيطاليون مذبحة بين السكان، ولربما قُتل فيها 20 ألف عربي على يد الغزاة في بيروت.
احتفل بالدوين بعيد العنصرة في القدس بعد سقوط بيروت، ثم سارع مع برتراند إلى إمارة الرها لمواجهة غزو مودود بن التونتكين. واستولى على صيدا بمساعدة سيجورد الأول ملك النرويج بحلول نهاية العام.
ظلت بيروت في قبضة الصليبيين، الي ان أعادها صلاح الدين الأيوبي الي قبضته في عام 1187، ثم عادت لحكم الصليبيين مجدداً .عقب عشر سنوات، الي عام 1289 عندما استعادها السلطان المملوكي المنصور سيف الدين قلاوون.