تهتم الدولة بتوفير المحاصيل الزراعية الاستهلاكية للمواطنين، وعلى رأسها محصول القمح لما له من أهمية استراتيجية في توفير الأمن الغذائي، كما تهتم الدولة بتنمية القطاع الزراعي بشكل عام، حيث يمثل القطاع الزراعي 15% من الناتج القومي المصري وتبلغ نسبة الأيدي العاملة فيه مايصل إلى 23%، كما يصل إجمالي صادرات مصر من الحاصلات الزراعية إلى 9 مليارات دولار.
وتخطط القيادة السياسية لإضافة 4 مليون فدان جديدة للرقعة الزراعية بما يمثل حوالي 45% من الرقعة الزراعية الحالية، كما تسعى وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي بالتوسع الأفقي لزيادة المساحة المحصولية حيث زادت نسبة المساحات إلى 17 مليون فدان من خلال إجراء دراسات الحصر التصنيفي للتربة.
زيادة رقعة الأراضي المستصلحة
وفي سبيل تنفيذ استراتيجية مصر للتنمية الزراعية استثمر جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة في الأراضي القابلة للزراعة واستفاد منها في زراعة محاصيل استراتيجية مهمة لتوفير الأمن الغذائي وعلى رأسها أرض الدلتا الجديدة، حيث قال العقيد الدكتور بهاء الغنام المدير التنفيذي لجهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة أن الجهاز يعتمد على الزراعة من خلال أنظمة الري الحديثة مثل الري المحوري والري بالتنقيط والزراعة تحت الصوب بأنظمة وتكنولوجيا الري الحديث للحفاظ على المورد المائي وتوفير الأمن الغذائي.
وأكد في بيان، أن مصر توسعت بشكل ملحوظ في حجم المساحة المستصلحة بداية من 30 ألف فدان في عام 2018 إلى 600 ألف فدان في 2023، ووصلت إلى 800 ألف فدان في 2024، مشيرًا إلى أن من المستهدف زراعة 1،6 مليون فدان في 2025، و4،5 مليون فدان في 2027.
توفير استراتيجي للأمن الغذائي
وفي هذا السياق قال نقيب الفلاحين حسين أبو صدام في تصريحات لــ "البوابة نيوز" أن تنفيذ جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة استصلاح للأراضي الزراعية بمساحات شاسعة لتوفير المحاصيل الزراعية كالقمح هو أمر مهم للغاية، حيث تخطو مصر نحو تقليل الفجوة بين الاستهلاك والانتاج خاصة لمحصول استراتيجي كالقمح.
وأضاف"أبو صدام"، أن مصر تستهلك 20 مليون طن من القمح، وتنتج 10 مليون طن فقط، أي أن 50% من الاحتياجات يتم استيرادها، مشيرًا إلى أن استخدام" مستقبل مصر" للطرق الحديثة في الزراعة والري ستعمل على رفع معدل الإنتاج من القمح.
وأشار نقيب الفلاحين أن الاستثمار في استصلاح أراضي الدلتا الجديدة سيمكن من توزيع المحصول على عدة محافظات فى الوجه البحري، كما أن الأراضي الزراعية المستصلحة هي أراضي "بكر" خالية من الأمراض ما تساعد في زراعة محاصيل مهمة للأمن الغذائي، كما أن المشروع الجديد وفر أيدي عاملة.
ارتفاع انتاجية القمح
وفي سياق آخر كشف نقيب الفلاحين أن مصر استطاعت من خلال توفير التقاوي المحلية في زراعة القمح رفع الانتاجية من 18 أردب للفدان، لتصل إلى 24 أردب للفدان، وتوفير صوامع لتخزين الغلال.
وأضاف أن سعر توريد القمح من الفلاح إلى الحكومة في الزراعة التعاقدية وصل إلى 2000 ج للأردب درجة نقاوة 23.5، وهو مايصل إلى 150 كيلو، بينما انخفض سعر توريد القمح في الأسواق إلى 1950 جنيهًا للأردب.