الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

الأخبار

الموروث الإسلامي «5»|ميت أم باق إلى يوم القيامة.. «الخضر» في عيون العوام والخواص

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

اختلف العالم و غير العالم في شأن حياة أو انتقال سيدنا الخضر عليه السلام، كما اختلفوا في نبوته أو مجرد ولايته، فمن قال بنبوته ركن لحديث ورد فيه أن كليم الله موسى ناداه بلفظ نبي الله، ولدلالة قوله تعالى على لسانه «و ما فعلته عن أمري»، أما من قال بولايته فاستند إلى مراجعة سيدنا موسى له، فلو كان نبيًا لكان ما آتاه عن وحي يُوحى يأمره لا يعقب عليه و لا ينكر، و لما راجعه موسى في أفعاله الثلاثة الخرق و القتل والبناء.

يرى بعض العلماء، أن من قال بوفاته احتج بآية «وَ مَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُون»، وبالحديث المتفق عليه «لا يبقى على رأس مائة سنة ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد»، و قد يظن القارئ أن الأية والحديث نصًا في الحكم بيد أن ثمة جمع غفير من أعيان علماء الأمة قالوا بحياة «الخضر»، مما يثير في القلوب وجوب التروي و التثبت و عدم الحكم على الأمر بمجرد سماع الأية و الحديث الشريف، فمن قالوا بحياته يعلمون الأية جيدًا و يعلمون الحديث أكثر من العامة.

أخرج أبو نُعيم في الحلية بسند صحيح، عن رباح بن عبيدة، قال: «خرج عمر بن عبد العزيز إلى الصلاة وشيخ يتوكأ على يده فقلت في نفسي إن هذا الشيخ جاف، فلما صلى ودخل لحقته فقلت: أصلح الله الأمير من الشيخ الذي كان يتكئ على يدك ؟  قال يا رباح رأيته ؟ قلت : نعم ، قال: ما أحسبك إلاّ رجلًا صالحًا، ذاك أخي «الخضر» أتاني فأعلمني أني سألي أمر هذه الأمة، وأني سأعدل فيها».

أورد الإمام ابن حجر العسقلاني، شيخ الإسلام، وعبدالله ابن أبي جمرة المفسر،  والإمام النووي، الفقيه، أن أكثر العلماء أجمعوا على أن الخضر حي موجود بين أظهرنا، إضافةً إلى ابن الصلاح وهو من هو من علماء القرن السادس والسابع وعين أعيان علماء الحديث شيخ الدار الأشرفية بالشام صاحب مقدمة ابن الصلاح المرجع العمدة في علم الحديث قد أفتى بأن «الخضر» حي عند جماهير العلماء والصالحين والعامة .

وقال بدر الدين ابومحمد محمود بن أحمد العينى، صاحب المصنفات من كبار علماء القرن التاسع صاحب شرح عمدة القاري على صحيح البخاري و شارح سنن أبي داود فى شرحه على البخاري في «عمدة القارى»: إن مذهب الجمهور على أن «الخضر» باقٍ إلى يوم القيامة، و قال بذلك أبو الفضل  الكرماني الحنفي، مفتي خراسان من علماء القرن الخامس الهجري فى «الكواكب الدرارى»، و رأي الجمهور على حياته وموجود بين أظهرنا .

سأل جماعةٌ من الفقهاء الشيخ الإمام العز بن عبد السلام، قاضى قضاة مصر قالوا له: ما تقول في الخضر أحي هو؟، قال: ما تقولون لو أخبركم ابن دقيق العيد «الإمام المجدد الفقيه المحدث المجمع على فضله»، إنه رآه بعينه أكنتم تصدقونه أم تكذبونه ؟ فقالوا: بل نصدقه، فقال: والله لقد أخبر سبعون صديقًا أنهم رأوه بأعينهم كل واحد منهم أفضل من ابن دقيق العيد . 

كذلك سراج الدين أبو حفص عمر بن علي، المشهور بابن الملقِّن وهو من علماء القرن الثامن، ومن كبار علماء الحديث والفقه الشافعي، وقد تولى قضاء الشافعية، والإفتاء حيث ذكر فى كتاب «التلخيص»، عن «الخضر»: أن حياته ثابتة عند الجمهور  وأخبر بانعقاد الإجماع على حياته ووجوده .

عند تناول ابن تيمية هذه المسألة في فتاويه بين الرأيين كتب في المجلد الرابع من كتاب الفتاوي، وقد سئل عن «الخضر» فكان مما قال: و أما حياته فهو حي، ورد على الحديث الموضوع: «رحم الله أخي الخضر لو كان حي لزارني»، قائلًا: إنه لا أصل له ولا يعرف له إسناد بل المروي في مسند الشافعي وغيره أنه التقى بالنبي . 

من أقوال ابن عطاء الله السكندري صاحب الحكم العطائية: واعلم أن بقاء «الخضر» قد أجمع عليه هذه الطائفة، وتواتر عن أولياء كل عصر لقاؤه والأخذ عنه، واشتهر ذلك إلى أن بلغ الأمر إلى حد التواتر الذي لا يمكن جحده، والحكايات في ذلك كثيرة.   

يقول أبو العباس المرسي: وأما «الخضر» فهو حي، وقد صافحته بكفي هذا،  فلو جاءني الآن ألف فقيه يجادلونني في ذلك، ويقولون بموت الخضر ما رجعت إليهم ". 

ويروى عن الإمام أبي الحسن الشاذلي أنه قال: رأيت «الخضر» عليه السلام في برية «صحراء» عيذاب، فقال لي: يا أبا الحسن، أصحبك الله اللطف الجميل، وكان لك صاحبًا في الإقامة والرحيل، وأخبر أن سبابته والوسطى سواء .