جمعت أسرة رجل المال الامريكي المشهور "دافيد روكفلر" الثروات الطائلة بنفس منطق الرأسمالين عن طريق خلق مجموعات مصالح واسعة ومتداخلة تتحرك مع التطورات بقوة فتخلق حولها تيارًا من القبول والاقناع والحماسة...!
وبالثروات الطائلة سيطرت هذه الأسرة على أكبر البنوك الامريكية ( تشيز مانهاتن ) و(ناشيونال سيتي ) وعشرات غيرهما...
ولكى يدلل الأستاذ "هيكل" في كتابه "زيارة جديده للتاريخ" على ثراء صديقه "دافيد روكفلر" الذى يفوق الخيال ذكر انه كان على مائده غداء معه في احدى قاعات الطعام المخصصة له في الطابق الأربعين من مبنى بنك "تشيز مانهاتن" واسْتَأْذَنَ في أن يغسل يده بعد الغداء وذهب إلى حمام مكتبه ففوجئ بان جدران الحمام مغطاة بمجموعة اسكتشات بتوقيع الرسام "بيكاسو" صاحب الأسم الأشهر في عالم الفن وقدر أن قيمة مجموع الاسكتشات لا يمكن ان تقل ما بين ثلاثة
الى خمسة ملايين دولار...
و المدهش ان هذه الرسومات العالمية على جدران حمام...!
لكنه قال أيضا انه بالطبع لم تكن أسرة دافيد روكفلر وحدها الفارس فى هذا المضمار انما كان معها كثيرون كلهم اغتنوا وكلهم جمعوا ثروات طائلةواكتسبوا نفوذا واسعا من وراء هذه الثروات واختاروا الشركات والمصانع والبنوك لتكون نقطة الارتكاز... منهم أسماء مشهورة مثل "فاندربلت"... "هاركنس "... "كارينجي"... و"ينثروب"... ولهؤلاء جميعا جيوش من المديرين والمحامين، والمستشارين والمشرعين والدعاة...
وأكد على أن هذه الصورة لا تعنى العودة إلى نظرية "المؤامرة في التاريخ "او أنها عصابة من الرأسمالين تقرر، وانما هم مجموعات مصالح واسعة ومتداخلة وقد عرفوا كيفية الاستفادة من الفرص المتاحة فلم يضيعوها...
وقد تحدثت الأستاذ "هيكل "عن لقاء صديقه "دافيد روكفلر" بالرئيس السادات والذى سأله عن ما يمكن ان تقوم به الاستثمارات الامريكيه في تنمية مصر ورده عليه بان رأس المال الأمريكي لن يذهب الى مصر في أجواء حرب ولا يستطيع أن يعمل الا فى أجواء السلام وكان ذلك قبل معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية وقال ان "دافيد " قام بثلاث عشر زياره لمصر قابل فيها الرئيس السادات وذكر تفاصيل كثيره تضمنت دوره فى سياسة الشرق الأوسط...
وقبل نهاية حديثة عن أسرة "روكفلر" ذكر بانه سجل فى اوراقه أهم ما قاله له صديقه رجل المال الأمريكي المشهور "دافيد روكفلر" وهو:
عندما نذهب الى السوق لشراء سلعه فان أول سؤال نوجهه لانفسنا هو هل لدينا ما يكفي لشراء ما نريد...
قوانين السوق لا تسمح لأحد أن يحصل على شئ لمجرد انه يحلم به أو يتمناه أو حتى يحتاجه...
وقال الأستاذ "هيكل" بانه يمكنه أن يطبق قانون السوق هذا على السياسة...
ففي السياسة كما في السوق لا يحصل أحد على شيء لمجرد انه يحلم به أو يتمناه أوحتى يحتاجه...يحصل عليه إذا كان يملك المقابل له...كما أن التجارب والحقائق تعلمنا دائما وباستمرار ان المصالح لا تقتنع الا بالمصالح..."
الأسبوع القادم باذن الله أُحَدِّثُكَ عن انطباعات الأستاذ محمد حسنين هيكل عن شاه ايران السابق محمد رضا بهلوى ومسألة العقل الثنائى".