تظاهر آلاف الأشخاص في مدينة مالمو السويدية، السبت، احتجاجا على مشاركة إسرائيل في مسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيجن"، فيما ألقت الحملة العسكرية التي تشنها إسرائيل في غزة بظلالها على المنافسات النهائية للمسابقة.
وقاوم منظمو المسابقة، الذين يصفون دائما هذا الحدث السنوي بأنه غير سياسي، دعوات لاستبعاد إسرائيل، لكنهم طلبوا منها تغيير كلمات الأغنية التي تشارك بها لحذف ما وصفه المنظمون بأنه إشارات إلى هجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر والذي أشعل فتيل الحرب.
وتجمع عدد كبير من المتظاهرين في الساحة الرئيسية لمدينة مالمو المضيفة ثم توجهوا سيرا على الأقدام نحو المكان الذي تُعقَد فيه فعاليات المسابقة، ولوحوا بالأعلام الفلسطينية وهتفوا قائلين: "الإبادة الجماعية توحد يوروفيجن"، بدلا من الشعار الرسمي للمسابقة وهو "الموسيقى توحدنا".
وقالت متظاهرة تدعى مريم لرويترز، السبت: "من المهم أن نظهر أننا سنقف على الجانب الصحيح للجميع. يمكن أن يكون هذا أي بلد آخر وسنظل واقفين هنا، لأن الأمر يتعلق بالأطفال والرجال والنساء الذين يتعرضون للاحتلال منذ سنوات عديدة".
وقالت الشرطة إن عدد المتظاهرين يتراوح بين ستة آلاف وثمانية آلاف.
وشوهدت الناشطة في مجال المناخ غريتا ثونبرغ وهي يتم احتجازها على أيذي الشرطة المحلية وفق صورة التقطتها رويترز، الجمعة.
وتتزايد الاحتجاجات في الخارج اعتراضا على الحرب الإسرائيلية في غزة، وشهدت الجامعات الأميركية بعض هذه الاحتجاجات في الأسابيع الماضية.ونظم أكثر من 10 آلاف من النشطاء المؤيدين للفلسطينيين، منهم ثونبرغ، احتجاجا سلميا قبل منافسات الدور نصف النهائي من المسابقة، الخميس.
كما نظمت مجموعة أصغر من الأفراد المؤيدين لإسرائيل، منهم أعضاء الجالية اليهودية في مالمو، مظاهرة سلمية، الخميس، دفاعا عن المغنية الإسرائيلية، إيدن غولان (20 عاما) وحقها في المشاركة في المسابقة.
واشتكى متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين من ازدواجية المعايير، إذ منع اتحاد البث الأوروبي روسيا من المشاركة في مسابقة يوروفيجن، في عام 2022، بعد غزوها لأوكرانيا.
وتشير إحصائيات إسرائيلية إلى أن الهجوم الذي نفذته حركة حماس في السابع من أكتوبر على جنوب إسرائيل تسبب في مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، إن إسرائيل لن توقف الحرب إلا بعد القضاء على حماس.
وتقول وزارة الصحة في غزة إن العملية العسكرية التي شنتها إسرائيل على القطاع ردا على هجوم حماس تسببت في مقتل ما يقرب من 35 ألف فلسطيني. وأدى القصف أيضا إلى تدمير القطاع الساحلي.
وفي قضية أخرى مثيرة للجدل داخل يوروفيجن، تقرر استبعاد المتسابق الهولندي يوست كلاين، السبت، من المنافسات النهائية للمسابقة بسبب شكوى قدمتها عضوة في طاقم الإنتاج، وفقا لاتحاد البث الأوروبي.
وقال الاتحاد: "لن يكون من المناسب له (كلاين) الاستمرار في المسابقة بينما تأخذ الإجراءات القانونية مجراها".
ولم يرد ممثل عن كلاين بعد على طلب للتعليق.
وذكرت شبكة أفروتروس الهولندية أن كلاين تم تصويره في أعقاب خروجه من المسرح بعد أن أدى عرضه الغنائي في نصف النهائي، الخميس، رغم ما جرى الاتفاق عليه بعدم التصوير.
وقالت الشبكة في منشور على منصة إكس: "لم يتم احترام ذلك (الاتفاق)"، مضيفة "أدى هذا إلى صدور حركة تهديد من يوست تجاه الكاميرا".
وأضافت الشبكة أن كلاين لم يلمس المصورة، مشيرة إلى أنها ترى أن العقوبة الموقعة على كلاين "ثقيلة للغاية وغير متناسبة".
وقال أحد المشجعين الهولنديين "نشعر بخيبة أمل كبيرة جدا".
وقال اتحاد البث الأوروبي إنه سيظل مسموحا للمشاهدين الهولنديين التصويت للمتسابقين الآخرين وإن نتيجة لجنة التحكيم الهولندية ستظل مدرجة في المنافسة النهائية.
ويعتبر مراهنون أن المرشح الأبرز للفوز بالمسابقة هو الكرواتي ماركو بوريشتش (28 عاما) المعروف باسم (بيبي لازانا) والذي ينافس بأغنية "ريم تيم تاجي ديم"، تليه المغنية الإسرائيلية غولان بأغنية "هوريكين" أي إعصار.
وقال صحفي من رويترز كان في القاعة إن بعض صيحات الاستهجان انطلقت من الجمهور قبل وأثناء وبعد أداء غولان في منافسات نصف النهائي، الخميس، لكن كان هناك أيضا تصفيق وتلويح بالعلم الإسرائيلي.