الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

محللون: زيارة الرئيس الصيني لأوروبا محاولة لاستغلال الانقسامات الغربية.. وبكين تتبع نهج "فرِّق تسُد" في سياساتها الخارجية

الرئيس الصيني
الرئيس الصيني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

غادر الرئيس الصيني شي جين بينج المجر، يوم الجمعة الماضي، بعد رحلة استغرقت خمسة أيام إلى أوروبا، في أول زيارة له للقارة منذ خمس سنوات، وتعهد الرئيس الصيني بالعمل مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، في "نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب"، وقال محللون، في تصريحات نشرتها إذاعة "صوت أمريكيا"، إن بكين تغازل حلفائها في أوروبا الشرقية لاستغلال الانقسامات الغربية.

الرئيس الصيني يوقع اتفاقية لزيادة العلاقات الاقتصادية

وغادر شي جين بينج بودابست بعد أن وقع 18 اتفاقية ثنائية لزيادة العلاقات الاقتصادية والثقافية خلال إقامته التي استمرت يومين في المجر، وأعلن البلدان ما أسماه الرئيس الصيني "شراكة استراتيجية شاملة في حقبة جديدة".

وقال الرئيس الصيني، في مؤتمر صحفي يوم الخميس الماضي، "نحن مستعدون لاتخاذ هذا كنقطة انطلاق جديدة لدفع علاقاتنا وتعاوننا العملي في رحلة ذهبية".

وأضاف أن: "الجانبين سيعززان إرساء استراتيجيات التنمية، ويعمقان التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتمويل، ويدفعان بناء مشاريع رئيسية مثل سكة حديد بودابست وبلجراد".

وتبلغ المشاريع الاستثمارية الصينية الحالية في المجر أكثر من 17 مليار دولار، وفقا لبودابست، كما تعتزم بكين زيادة الاستثمارات في البلاد، بما في ذلك في العديد من مصانع السيارات الكهربائية والبطاريات.

ويتهم الاتحاد الأوروبي بكين بدعم الصناعة بشكل غير عادل وتقويض شركات صناعة السيارات الخاصة بها، وهو ما تنفيه الصين.

لكن زيارة شي جين بينج لم تركز فقط علي الجانب المالي، حيث أرسلت الصين والمجر رسالة جيوسياسية إلى الغرب، وقال أوربان، في تصريحات للصحفيين يوم الخميس الماضي، "نحن نعيش الآن في عالم متعدد الأقطاب، وأحد ركائز هذا النظام العالمي الجديد هو الصين، الدولة التي تحدد الآن مسار السياسة العالمية والاقتصادية".

وقال المحلل أندراس هيتي من جامعة الخدمة العامة في بودابست، في تصريحات نشرتها الإذاعة، إن المجر ترى فوائد مزدوجة في دعم الصين، موضحا: "تعتقد الحكومة أن هذا سيكون مفيدا للاقتصاد المجري ككل. لكنني أعتقد أنه لا ينبغي أن ننسى أن هذا يأتي أيضا مع الولاءات السياسية أو العلاقات السياسية، رابطة سياسية بين السياسيين المجريين البارزين والسياسيين الصينيين البارزين ".

وأعرب حلفاء أوربان التقليديون، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو) عن مخاوفهم بشأن علاقاته الوثيقة مع بكين وموسكو وانتقدوا التراجع الملحوظ للديمقراطية في المجر، وفقا لـ"صوت أمريكا".

وقال هيتي إن هذا لن يزعج بودابست، مضيفا: "في الواقع، قد يكون ذلك مصدر فخر لحكومتنا. لأنه في الوقت الحالي هناك نفور قوي للغاية بين الحكومة المجرية وشركائها الغربيين، لدرجة أن الحكومة المجرية الحالية لا تعتبر التمتع بسمعة طيبة في الغرب أمر مهم لها".

وفي وقت سابق من الأسبوع، زار الرئيس الصيني فرنسا، واجتمع مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين. وكانت هناك مؤشرات قليلة على أن شي جين بينج مستعد لتقديم تنازلات بشأن الممارسات التجارية الصينية أو بشأن دعمه لروسيا.

ومع ذلك، أشاد الرئيس الصيني برغبة نظيره الفرنسي في "الحكم الذاتي الاستراتيجي"، وهي فكرة أن أوروبا يجب أن تقلل من اعتمادها الأمني على الولايات المتحدة. وقال ستيف تسانج الخبير في الشأن الصيني بمدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة لندن، في تصريحات نشرتها الإذاعة، إن الصين تسعى لاستغلال الانقسامات في الغرب.

وتابع: "أن الرئيس الصيني يتبع نهج تفرق تسود، وهو جزء لا يتجزأ من السياسة الخارجية الصينية،" مضيفا: “لذا، كلما تمكنت الصين من تحسين علاقتها مع أوروبا وإقناع الأوروبيين بعدم العمل مع الأمريكيين، كان ذلك أفضل لبكين”.