هناك حواديت منسية في الساحة الفنية لا يمكن أت تنسي من ذاكرة ووجدان الجمهور ومن ضمنها شهرة الفنانة إيمان يونس من خلال أغنيتها الشهيرة مع فرقة المصريين «متحسبوش يا بنات إن الجواز راحة» وحققت هذه الأغنية نجاحا كبيرا، وقامت معظم نساء مصر بتقليدها وتفصيل الجلاليب الحمراء مثلها التي أعتزلت في قمة توهجها بسبب ما مرت به من تحديات وقيود أبرزها إنجابها لابن معاق ثم وفاته ورغم ما مرت به لم تستلم للأحباط بسبب ابتعادها عن الفن بل أنشأت لنفسها عالم آخر.
التقت بها “البوابة نيوز” في أكثر من مرة مع الفنانة إيمان يونس لتكشف عن الوجه الآخر في حياتها وتتحدث عن تاريخها الفني وتطرقنا معها الى الجانب الإنساني وأسرار تبوح بها لأول مرة:
وقالت “يونس”: "تحديت كل القيود لتحقيق حلمي منذ صغرها وهو الغناء، الذى راودني منذ صغري، وبالفعل حققت حلمي وقدمت أشهر الأغاني وهي “متحسبوش يا بنات أن الجواز راحة ”.
وأضافت أن معظم الناس أطلقت على الفرقة “فرقة الخواجات”، رغم أنها مصرية، مشيرة إلى أن طريقة غنائها كانت مختلفة، حسب ما تدربت عليه فى طوال فترة دراستها، حيث قدمت الأغنية بالجلابية الفلاحي على المسرح.
وكشفت أن اعتزالها الفن كان بشكل فاجأ على الجميع، مؤكدة أن تلك الفترة كانت من أصعب وأمرّ فترات حياتها، حيث تزوجت وأنجبت طفلا معاقًا ما سبب لها أزمة كبيرة لم تتوقعها، لتتحول تلك الفترة إلى نقطة فاصلة حياتها.
وتابعت أن إعاقة ابنها ذهنيا كانت مفاجأة صادمة لها، خاصة إنه لم يكن ذلك له تاريخ عائلي، موضحة أن خطأ طبيًا تسبب في إعاقة ابنها أثناء الولادة، عندما قام الطبيب بشد «الحبل السري» على رقبته، ما أثر على المخ، فأصبح معاقًا ذهنيا، ولا يستطيع تحريك يده و قدمه أو أي شىء.
وأكملت أنه عندما أبلغها الأطباء باحتمالية موت ابنها فى سن التاسعة قررت أن تضحى بالشهرة والمجد لرعايته.
وأضافت أنه بعد وفاة ابنها محمود توقفت الحياة بينها وزوجها، وقررت أن أعود إلى الأضواء من جديد، لم يعرف أحد بقرار عودتي، حتى شقيقتي إسعاد يونس وأحلام يونس، وابنى عمر لم يعرفوا بذلك، واتصل بى الفنان هانى شنودة، وقال لي: نريد أن نسترجع فرقة المصريين من جديد، فوافقت على الفور.
لفت إلى لم تستسلم للأحباط عندما ابتعدت عن الفن فأنشأت أكاديمية لتعليم الفنون وتقابلت مع مروة جبريل عند شقيقتى إسعاد يونس، وتعرفت عليها، واقترحت أن نتعاون سويا لتعليم الفنون، وكنا نعمل مع الشباب من المنزل، ثم بعد أربع سنوات من العمل، فكرت أن ننشئ أكاديمية لتعليم فنون التمثيل والإلقاء، ومن هنا بدأت رحلتنا، ويتدرب لدينا مجموعة من الفنانين، مثل آسر ياسين وكان فى بدايته، وكذلك ومنة شلبي، ويسرا اللوزي، ورشا المهدي، وكندة علوش، وياسمين رئيس، ومحمد لطفي، وغيرهم، وما زالوا يترددون علينا حتى الآن، لأنهم يدركون أنه لا بد من أن يقوموا بتدريب أنفسهم باستمرار، حتى بعد ما أصبحوا نجومًا.
وكشف أنها درّبت أختها إسعاد يونس قبل تقديمها برنامج «صاحبة السعادة»، على تمارين النفس وغيرها من التمارين، لأنها كانت منقطعة عن التمثيل قبلها، فكان لى دور فى تدريبها، وكنا نتدرب على السرير حيث كانت كسولة للغاية، وهى لا تحتاجنى، فهى كانت متدربة منذ زمن، ولكن قبل بدء برنامجها قمت بإنعاشها قبل ظهور برنامجها، وبالنسبة لي، إسعاد وأحلام وابنى عمر هم كل دنياي، وهم من أجمل الأشياء التى حدثت لى فى حياتي
وتابعت قائلة: لدي العديد من الذكريات مع كبار النجوم خاصة المعلمة الخاصة بى، و الفنانة وردة والفنانة فايزة أحمد تدرسان وتذاكران أغانيهما لديها فى البيت، قالت لى كلمة لم أنسها: «لا بد من التحديث»، وهذه الكلمة لم تمح من ذاكرتي، ثم ذات مرة طلب منى الراحل صلاح جاهين أن أمر عليه فى أحد الاستوديوهات أثناء تصوير فيلم «المتوحشة» السندريلا الشاشة سعاد حسني، وتقابلت معها هناك، وكان يبدو عليها آثار المرض، وكانت دون ماكياج، فقالت لى: «أنت إيمان يونس بتاعة فرقة المصريين، أنا بحبك أوي، وصوتك جميل بشكل فظيع، «فسألتها باندهاش شديد: معقولة إنتى بتتكلمى عليّ أنا؟ وظللت آنذاك أصعد وأهبط على رجلى من الفرحة، وقلت لها «أنا بموت فيكي»، وهذه المواقف لم تنس من وجدانى أبدا.
واختتمت بقولها: “كان الراحل صلاح جاهين صديقًا مقربًا من والدي، وبعد رحيل والدى كان يقوم بالاتصال بى أنا وأخواتى للاطمئنان علينا، وهو كان على علم بجمال صوتي، وأننى أريد أن أصبح مغنية، وكان مقتنعًا بصوتى للغاية، وأيضا كان له تأثير كبير علىّ فى حياتى، وهو الذى ألحقنى بفرقة المصريين، فصلاح جاهين وضع قدمىّ على الطريق ودلنى على السكة”.
