طائفة الأحباش أسسها عبدالله بن محمد بن يوسف الهرري الحبشي «نسبة إلى بلاد هرر في الحبشة»، وهو ينسب نفسه إلى بلاد شيبة الذين يحملون مفاتيح الكعبة المشرفة.
خرج زعيمها من بلاده مضطهدًا وبدأ من لبنان
ولد زعيم الطائفة عام 1339هـ/1920م قبل أن يخرج من الحبشة مضطهدًا في عهد الإمبراطور هيلاسلالي، ورحل إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة ثم إلى سوريا واستقر به المقام في برج أبي حيدر بلبنان سنة 1370هـ/1950م.
في بيروت التقى بالشيخ أحمد العجوز رئيس جمعية «المشاريع الخيرية»، واستطاع أن يسيطر فكريًا على الجمعية وحولها إلى مؤسسة خاصة له ولأتباعه، وانتشرت بأفكاره في كثير من دول العالم، ولهم مراكز متطورة في عواصم أوروبا وأمريكا ونشاطهم الإعلامي مسموع ومرئي ومقروء.
مستمرة حتى الآن ولديهم موقع إليكتروني
لزعيم الأحباش ولع شديد بالجدل وعشق كامل للتصوف، وبعرف لدى أتباعه بأنه شافعي المذهب وأشعري أوانه ورفاعي زمانه، وصفونه بأنه العالم الجليل، قدوة المحققين وعمدة المدققين وصدر العلماء العاملين والإمام المحدث والتقي الزاهد والعابد الفاضل وصاحب المواهب الجليلة.
له مؤلفات عديدة تتولى طباعتها وتوزيعها «دار المشاريع الخيرية» في بيروت وتتنوع موضوعاتها بين الفقه والتصوف والحديث والتجويد، كما أن لهم موقع على الإنترنت بعنوان: «HTTP:// alhabashi.jnfo / FAQ»، ويتضمن معلومات عن الشيخ والطائفة في مائة سؤال وجواب.
ويُلاحظ أن الأجوبة مختصرة اختصارًا شديدًا، وتبدأ كلها ببداية واحدة وهي: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، وصلوات الله البر الرحيم على سيدنا محمد رسول الله وعلى وصحبه وسلم ربنا تسليمًا كثيرًا، اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلًا وأنت تجعل الحزن إن شئت سهلًا، نقول والله المستعان ردًا على سؤالكم، ثم تتم الإجابة.
كيف كان الفكر العقدي لطائفة الأحباش
الفكر العقدي لطائفة الأحباش هو فكر أشعري خالص، ويتجلى ذلك في كتب زعيم الطائفة، ففي جانب الإلهايات يثبت أن لله تعالى 13 صفة وهو على نحو ما ذكرته كتب الأشاعرة، ويقول أن هذه الصفات تكرر ذكرها في القرآن الكريم كثيرًا، وهي: الوجود، والوحدانية، والقِدم أي الأزلية، والبقاء، وقيامه بنفسه، والقدرة، والإرادة، والعلم، والسمع، والبصر، والحياة، والكلام، وتنزهه عن المشابهة للحادث.
علاقة أصحاب الطريفة بالصوفية
أما الفكر الصوفي للأحباش، يقوم على التعلق بكرامات الأولياء والتوسل بالصالحين والاستغاثة بأصحاب الأضرحة والتبرك بآثاراهم، وقد أخذ الشيخ عبدالرحمن السبسي الحموي، والشيخ طاهر الكيالي الحمصي الإجازة في الطريقة القادرية من الشيخ أحمد العربيني وغيره، الذي ذكر ذلك في التعريف بحياته في كثير من كتبه.
وفي شرحه لكتب الطحاوي كان يقول: ولا نفضل أحدًا من الأولياء على أحد من الأنبياء، وقوله: «نبي واحد أفضل من جميع الأولياء»، يعلق قائلًا: وذلك لقوله تعالى «وكلًا فضلنا على العالمين»، أي كلًا من الأنبياء الذين ذُكروا فضلناهم على العالمين، ويشاركهم في ذلك كل الأنبياء الذين لم يُذكروا، حيث أن الصفة التي فُضلوا بها موجودة وهي النبوة.
رفض شيخهم أمرين مهمين شاعا عن المتصوفة
وحذر الشيخ الهرري من بعض كتب أعلام التصوف لما فيها من كفريات ويرى أن هذه الكفريات دُست عليهم من ذوي الزيع والبهتان، وأن الصوفية المحققين هم أكثر الناس تأدبًا مع الله ولا يطلقون على حضرته عبارة شنيعة، كما ان الشيخ يرفض أمرين مهمين شاعا عن المتصوفة، هما: الكشف لتصحيح مسألة دينية، والتعالي على التعلم والعلم.
جاء في تعقيب «موسوعة الفرق والمذاهب في العالم الإسلامي» تقيد الدكتور محمود حمدي زقزوق، أن المأخذ الأول على هذه الطائفة هو إهانتهم لعلماء الأمة سلفًا وخلفًا، وتكفير عدد كبير منهم في مسائل اجتهادية رغم أنهم يحذرون من الإسراف في التكفير.
الأحباش والوهابية
والمأخذ الثاني، هو إن حملة المواجهة تكاد تنحصر بين طائفة الأحباش وطائفة الوهابية، فكلا الفريقين يحمل على الآخر حملة شديدة، أما المأخذ الثالث فهو إن زعيم الطائفة له اطلاع كبير على مسائل العلم الشرعي وله أفهام خاصة قد تكون محل قبول أو رفض وذلك أن كل إنسان يُخذ منه ويٌرد، ولكنه فيما يبدو مُبالغ في الاعتداد برأيه إلى حد يص إلى تكفير مخالفيه وهو يطبق هذه المنهج على عدد من اعلام الأمة قديمًا وحديثًا.
والمأخذ الرابع، هو أن فكر طائفة الأحباش كما قُرأ في كتب زعيمهم يلتقي في كثير من مسائلة مع الأشاعرة والمتصوفة، والمأخذ الخامس، يكمن في خلافات المسلمين يمكن أن تكون في محل الاجتهاد مالم تصادم أصلًا من أصول الدين، والإسلام يفرق بين العقيدة كدين، والعقيدة كعلم، فالعقيدة كدين سهلة ميسرة ولا تعقيد فيها ولا جدل حولها، لأنها صوت الفطرة ونداء العقل.
المصادر:
موسوعة الفرق والمذاهب في العالم الإسلامي للدكتور محمود حمدي زقزوق.
كتاب الصراط المستقيم للشيخ محمد الهرري.
كتاب الرد على عبدالله الحبشي للشيخ عبدالرحمن دمشقية.