السبت 02 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

الطائرات المسيرة سلاح الحرب والسلم عبر الزمن.. ظهرت في أوائل القرن الـ19 واستخدمت في الاستطلاع والتوصيل التجاري والحرب عن بُعد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تُعد صناعة وتطور الطائرات المسيرة ( الطائرات بدون طيار)  سلاح ذو حدين بين الحرب والسلم، وهي رحلة ممتدة  بدأت من القرن الـ 19 وامتدت لعصرنا الحالي، واستخدمها الأفراد والحكومات على السواء، حتى بات الأمر ضرورة وتم سن قوانين خاصة لاستخداماتها المختلفة، ومن أبرز استخداماتها فى العسكرية مثل الاستطلاع، والمراقبة، والاستطلاع، والهجمات، ودعم القوات البرية، وفي السلم والاستخدامات المدنية يتم استخدامها في إنفاذ القانون، ومكافحة الحرائق، والزراعة، والتفتيش على البنية التحتية، وتوصيل البضائع، والتصوير الفوتوغرافي، والسينمائي.

البدايات المبكرة:

ظهرت الطائرات المسيرة في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، وبدأ يفكر الانسان في اختراع طائرات خفيفة للاستخدام مع اختراع المناطيد، وشهدت إنجلترا عام 1917 أول التجارب العملية للطائرات بدون طيار، حيث تم تطويرها كأهداف متحركة للمدفعية، ثم تم تطويرها عام 1924 لتصبح أول طائرة بدون طيار حديثة في إنجلترا.

صناعة الطائرات المُسيرة 

تعتبر الولايات المتحدة من بين أوائل الدول التي تنتج الطائرات بدون طيار للاستخدامات العسكرية والمدنية، حيث تستخدمها لأغراض عسكرية لما تتمتعان به من تقدم تقني في هذا المجالن وتتميز الطائرة المسيرة الأمريكية بتنوعها فيوجد طائرات أكبر حجما وأكثر قدرة، حيث تستطيع حمل أسلحة أكثر وقادرة على التحليق لمسافة طويلة جدا من دون توقف. ومن أشهر الشركات الأمريكية المصنعة للطائرات بدون طيار: جنرال ديناميكس، لوكهيد مارتن، نورثروب غرمان، كرايسلر.

وسرعان ما دخلت الصين في السباق من حيث الإنتاج والبيع لهذا النوع من الطائرات وغيرها من المعدات العسكرية التي تنتجها وتبيعها إلى الدول الأخرى، كما  ساهمت الصين إلى حد كبير في انتشار هذه الطائرات في الشرق الأوسط وباعت هذه الطائرات لنحو ست دول شرق أوسطية على الأقل.

 صناعة الطائرات المسيرة

وشهدت الصين نموًا هائلاً في صناعة الطائرات بدون طيار خلال السنوات الأخيرة، وتنافس الولايات المتحدة على الصدارة، وتُركّز الصين على تصنيع طائرات بدون طيار بأسعار معقولة، ممّا يجعلها جذابة للعديد من الدول، ومن أشهر الشركات الصينية المصنعة للطائرات بدون طيار: Aviation Industry Corporation of China (AVIC)، Academy of Aerospace Science and Technology (AAST).

وتأتي إسرائيل  في مجال متقدم لإنتاج الطائرات المسيرة وتصديرها إلى العديد من الدول حول العالم منذ أمد بعيد، وتشير التقديرات إلى أن اسرائيل تستحوذ على 60% من سوق الطائرات المسيرة في العالم، ويوجد المتطور منها والحصري مثل طائرات هيرون وهيرمز 450 وهيرمز 900 وترفض اسرائيل بيع هذه النماذج. ومن أشهر الشركات الإسرائيلية المصنعة للطائرات بدون طيار: إسرائيل إيرباص، إلبت سيستمز.

وفي سباق صناعة الطائرات المسيرة دخلت ايران في هذا الخط ونجحت في إنتاج طائرات مسيرة تحمل أسلحة متقدمة إلى حد ما، مثل  الطائرة المسيرة شاهد 129 ، والتي تم استخدامها عام 2012 في تنفيذ هجمات عسكرية ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق، كما دشنت ايران نموذجا أكثر تطورا يحمل اسم مهاجر 6 عام 2018، وتقوم إيران بتسويق هذه الطائرات خاصة لوكلائها في الشرق الأوسط مثل الحوثيين.

كما برزت تركيا في السنوات الأخيرة كلاعب رئيسي في صناعة الطائرات بدون طيار، وتُعدّ من الدول الرائدة في تصنيع طائرات بدون طيار ذات كفاءة عالية وبأسعار مناسبة. و من أشهر الشركات التركية المصنعة للطائرات بدون طيار هي بيرقدار.

طائرات مُسيرة روسية

أما روسيا فتمتلك تقنيات متقدمة في مجال الطائرات بدون طيار، وتُركّز على تصنيع طائرات بدون طيار قتالية، كما دخلت بولندا صناعة طائرات بدون طيار ناشئة، وتُركّز على تصنيع طائرات بدون طيار للاستخدامات المدنية.

وفي الدول العربية دخلت دولة الإمارات العربية المتحدة في سباق الانتاج والتصنيع، حيث تقوم الامارات بالاستثمار بشكل كبير في تطوير تقنيات الطائرات بدون طيار، وتُستخدمها لأغراض عسكرية ومدنية.

استخدام الطائرات المُسيرة في الحروب 

على الرغم من البدايات المبكرة لاستخدام الطائرات المُسيرة إلا أن أول استخدام حقيقي لها بدأ مع الحرب العالمية  الأولى عام 1914-1918، حيث تم استخدام الطائرات بدون طيار لأول مرة في الحرب العالمية الأولى، بشكل أساسي للاستطلاع وإلقاء القنابل.

وشهدت الحرب العالمية الثانية تطورأص مهما في استخدام الطائرات بدون طيار خلال اعوام الحرب 1939-1945، حيث تم استخدامها على نطاق واسع من قبل دول مختلفة لأغراض متنوعة، بما في ذلك الاستطلاع والهجمات والصواريخ الموجهة.

وخلال الحرب الباردة وما بعدها استمرت الدول الكبرى في تطوير تقنيات الطائرات بدون طيار، مع التركيز بشكل خاص على الصواريخ الموجهة وطائرات الاستطلاع عالية الارتفاع.

وخلال حرب فيتنام استخدمت الولايات المتحدة الطائرات المسيرة بشكل أوسع لأغراض الاستطلاع والقصف، وكذلك في حرب الخليج عام 1991 تم استخدام الطائرات بدون طيار بشكل مكثف من قبل الولايات المتحدة وحلفائها لأغراض الاستطلاع وتوجيه الضربات الجوية.

وتعددت فيما بعد استخدامات الطائرات المسيرة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية في حرب أفغانستان والعراق لمكافحة الإرهاب.

الطائرات المسيرة في الحروب

وفي العصر الحديث استخدمت روسيا الطائرات المُسيرة في الحرب الأوكرانية بشكل موسع، وكذلك تُستخدم الطائرات المسيرة الأوكرانية لشن هجمات على أهداف عسكرية روسية، بما في ذلك مواقع المدفعية، ومخازن الذخيرة، ومراكز القيادة، والطائرات الحربية على الأرض.

كما استخدم الحوثيون الطائرة المسيرة قاسم 1 و هي طائرة مسيرة كاميكازي، أي ترتطم بالهدف وتتحول هي وشحنة المتفجرات التي تحملها إلى قنبلة في الحرب اليمنية، وفي استهداف مواقع في المملكة العربية السعودية، كما استخدام الحوثيين طائرة مسيرة أكثر تطورا باسم صمد-2/3 والتي يعتقد أنها تستطيع حمل رأس حربي صغير. 

وفي الأونة الأخيرة استخدمها الحوثيون في مهاجمه السفن في البحر الأحمر المرتبطة باسرائيل والولايات المتحدة في إطار وقف الصراع الاسرائيلي على غزة حسب ما زعم الحوثيون.

الطائرات المُسيرة في الحياة المدنية

في الجانب السلمي من استخدام الطائرات المسيرة يتم استخدامها فى عدة جوانب كالتالي:
التوصيل: يتم استخدام الطائرات المسيرة لتوصيل البضائع والطعام والأدوية.
التفتيش: تُستخدم الطائرات المسيرة لتفتيش البنية التحتية مثل خطوط الكهرباء وخطوط الأنابيب.

طائرات مُسيرة للاستخدامات المدنية

الزراعة: تُستخدم الطائرات المسيرة لرش المبيدات الحشرية والأسمدة ومراقبة المحاصيل.
البناء: تُستخدم الطائرات المسيرة لفحص مواقع البناء وتتبع التقدم.
التصوير السينمائي: تُستخدم الطائرات المسيرة لتصوير الأفلام والبرامج التلفزيونية والإعلانات.

تطوير الطائرات المُسيرة بالذكاء الاصطناعي

مع بدأ تطور العمل للطائرات المٌسيرة  بدأ التفكير في ادخال الذكاء الاصطناعي عام 1980  لتطوير تقنيات التحكم عن بعد من خلال الذكاء الاصطناعي، مما أدى إلى زيادة قدرات الطائرات بدون طيار.

ومن المتوقع أن تشهد تقنية الطائرات بدون طيار المزيد من التطورات في السنوات القادمة، مع تحسين قدراتها ووظائفها مما يؤهلها  في أداء دورًا مهما بشكل متزايد في مختلف مجالات الحياة، مع إمكانية إحداث ثورة في العديد من القطاعات.