في صباح اليوم السبت 11 مايو، أدي طلاب الصف الأول الثانوي العام، امتحان مادة الفيزياء للفصل الدراسي الثاني، وزعمت صفحات الغش الإلكتروني المعروفة باسم شاومينج، تسريب الامتحان، حيث تداولت أجزاء من أسئلة الامتحان بعد دقائق من بدء الامتحان.
وتحقق وزارة التربية والتعليم فيما تم تداوله على صفحات الغش من أسئلة امتحان الفيزياء اليوم السبت، للتأكد من صحته واتخاذ الإجراءات القانونية حيال الواقعة حال تطابق الأسئلة المتداولة مع الامتحان الحقيقي، مؤكدة أن قانون مكافحة أعمال الإخلال بالامتحانات رقم 205 لعام 2020، نص على عقوبات مغلظة للطلاب أو الأشخاص الذين يحاولون أن يسربوا أو الشروع في الغش أثناء أداء امتحانات الصف الأول الثانوي.
عقوبة الغش
فرض القانون، عقوبات على كل من طبع أو نشر أو أذاع أو روج أسئلة الامتحانات وأجوبتها أو ساعد في ذلك، بأي وسيلة كانت، في أي مرحلة تعليمية، بقصد الغش أو الإخلال بالنظام العام للامتحانات، وجاءت العقوبات كالتالي: «الحبس بمدة لا تقل عن سنتين ولا تزيد عن 7 سنوات وبغرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه ولا تزيد عن 200 ألف جنيه».
يعاقب كل من ساعد على الشروع في ارتكاب أي فعل من نشر أو طبع أو أذاع أو روج لأسئلة امتحانات الفصل الدراسي الثاني، بالحبس مدة لا تقل عن سنة، وبغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه، ولا تزيد على 50 ألف جنيه.
كما نص القانون على حرمان الطالب الذي يرتكب غشًا أو شروعًا فيه أو أي فعل من الأفعال المنصوص عليها سابقًا، من أداء امتحان الدور الذي يؤديه والدور الذي يليه من العام نفسه، ويعتبر راسب في كافة المواد الدراسية.
وفي حالة الغش أو تسريب أي من الامتحانات الثانوية الأجنبية، يحرم الطالب من أداء الامتحانات في المواد اللازمة للمعادلة، وذلك طبقًا للنظام المصري دورين متتاليين، وفي جميع الأحوال، يحكم بمصادرة الأشياء المضبوطة محل الجريمة.
مواعيد الامتحانات
ومن المقرر، وفقًا لما أعلنته مديرية التربية والتعليم بالقاهرة، أن يؤدى طلبة وطالبات الصف الرابع والخامس الابتدائي وما يعادله، الامتحانات في الفترة من الأربعاء 8 مايو حتى الاثنين 13 مايو، وامتحانات طلاب الصف السادس الابتدائي وما يعادله ستكون في الفترة من الأربعاء 8 مايو حتى الاثنين 13 مايو، وامتحانات الصف الأول الإعدادي العام والرياضي وما يعادله في الفترة من 8 مايو حتى 14 مايو، وامتحانات الصف الثاني الإعدادي العام والرياضي وما يعادله من 8 لـ 14 مايو، وامتحانات النقل الإعدادي المهني وما يعادله من 8 إلى 14 مايو، وامتحانات النقل للتعليم الفني من 8 حتى 21 مايو، وامتحانات النقل للتعليم الثانوي العام من 12 إلى 23 مايو، وامتحانات الإعدادية العامة والرياضية والصم والمكفوفين والمهنية من 16 مايو حتى 22 مايو.
وفى مديرية الجيزة التعليمية، يؤدي طلاب الصفين الرابع والخامس الابتدائي الامتحانات خلال الفترة من 8 إلى 15 مايو، والصف السادس الابتدائي خلال الفترة من 9 إلى 16 مايو للمرحلة الابتدائية، والصف الأول الإعدادي خلال الفترة من 8 مايو حتي 15 مايو، والصف الثاني الإعدادي خلال الفترة من 9 إلى 16 مايو.
شهادات الإعدادية والصف الأول والثاني الثانوي العام والفني
ينطلق مارثوان امتحانات إتمام الشهادة الإعدادية خلال الفترة من 18 إلي 23 مايو، وطلاب الصف الأول الثانوي العام «عام ولغات» خلال الفترة من 8 إلى 21 مايو، وطلاب الصف الثاني الثانوي العام «عام ولغات» خلال الفترة من 9 إلى 23 مايو، وطلاب الصفوف لمراحل التعليم الثانوي الفني بمختلف التخصصات من يوم الأربعاء 8 مايو حتى يوم الخميس 23 مايو.
عقوبات رادعة للمتسببين في تسريب الامتحانات
وبدوره، يقول الدكتور مجدي حمزة، الخبير التربوي، إن تسريب الامتحانات آفة موجودة من عشرات السنين للشهادة الإعدادية والثانوية العامة، ومن الواضح أنه من المقصود تسريب الامتحانات لإضعاف موقف وزارة التربية والتعليم، ولا بد أن تضع الوزارة حدًا لمنع تسريب الامتحانات، فهي المنوطة بحماية مصلحة الطلاب، ولا بد من معاقبة من قام بالتسريب عقاب شديد، وخاصةً أنه على وشك الدخول إلى امتحانات الثانوية العامة، مشيرًا إلى أن التسريب يسبب اليأس لبعض الطلاب، لأنه التسريب يجعل هناك تساوى بين جميع الطلاب في النتيجة النهائية.
يؤكد حمزة، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، على ضرورة وضع وزارة التربية والتعليم حد للتسريب، لأنه يعرض مستوى الطلاب التعليمي للخطر، ويذهبون للمراحل الدراسية القادمة وهم ضعاف المستوى، مشددًا على ضرورة مواجهة تسريب الامتحانات وكذلك الامتحانات الإلكترونية قبل اللجان، فلا بد من تكثيف الرقابة على الامتحانات ومسارها حتى الوصول للطلاب دون تسريب، الذي يعد الآفة الكبيرة في التعليم في الوقت الراهن، ولا بد من وقف هذه المهزلة قبل بدء ماراثون الثانوية العامة حفاظًا على مستقبل أولادنا ولإصلاح حال التعليم في مصر.
غياب تطوير المنظومة التعليمية
كما يوضح الدكتور طلعت عبد الحميد، أستاذ أصول التربية بجامعة عين شمس، أن التعليم هو قضية أمن قومي، فإن المدارس هي أساس التعليم والتربية، والمنظومة التعليمية هدفها الأساسي هو إعداد الطلاب ليكونوا مواطنين، مشيرًا إلى أن وزارة التربية والتعليم تركز على تطوير الامتحانات وليس المنظومة التعليمية، فهي تسير بنفس الطريقة والأسلوب، فلا بد من تغيير هذه الطريقة من أجل إعداد مواطن قادر على تحمل مسئوليته وإدارة ذاته وقادر على الاختيار، ويكون فرد صالح في المجتمع يستطيع تقديم يد العون في التطوير والبناء.
ويتابع عبد الحميد، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن الدولة لا تريد تلميذ شاطر، ولكن تريد مواطن يستطيع أن يقوم بأدواره الاجتماعية والاقتصادية، مما يترتب عليه أداءات مختلفة عكس ما تحدث اليوم، فإن إعداد المواطن يتفاعل مع المحيط الذي يعيش فيه ويتعامل بشكل إنساني وراقي، ويستطيع إدارة ذاته ومسئوليته هو هدف التعليم السليم، موضحًا أن التعليم هو يعطي قيم ومهارات ومعلومات وإلمام باتجاهات موجبة، فإن ما نعاني منه حاليًا هو تدمير للمنظومة التعليمية في مصر، والتسريبات جزء من هذا التدمير.