نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة لقاءً أدبيًا بالمنيا، احتفاءً بالمسيرة الإبداعية للمخرج المسرحي الراحل حمدي طلبة، ضمن برنامج عطر الأحباب، وذلك في سياق خطط وزارة الثقافة لتكريم رموز الأدب والفكر بالمحافظات.
شارك في اللقاء كل من د.محمود السيد، د. أمير القمص، الشاعر والناقد يسري حسان، الباحث جلال عابدين، الأديب نعيم الأسيوطي والمخرج المسرحي إسلام فرغلي، وبحضور الشاعر والباحث مسعود شومان رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، وضياء مكاوي رئس إقليم وسط الصعيد الثقافي، وأسرة الراحل ومحبيه وعدد كبير من المبدعين.
واستهلت الفعاليات بكلمة الدكتور شوقي السباعي الذي أدار اللقاء، قدم خلالها نبذة مختصرة لسيرة المحتفى به، موضحا تجربته الإبداعية، وأبرز أعماله الفنية والتي منها "شاهد ملك، الكتلة والفراغ، حكايات النهر، ومراكب الشمس" وغيرها.
وفي كلمته قال الشاعر مسعود شومان: "نحتفي اليوم بأيقونة فنية وأحد مؤسسي المسرح بالثقافة الجماهيرية، وأؤيد فكرة إصدار كتاب يوثق جهوده الملموسة في مجال المسرح حتى الآن، فهيئة قصور الثقافة تحرص دائما على دعم وتكريم المثقفين والمبدعين"، واختتم حديثه بإلقاء قصيدة رثاء إهداء لروحه الطاهرة.
وقال الناقد يسري حسان: "نحتفي اليوم برائد من رواد المسرح المصري، لنستعرض تجربته المميزة .. إنها حقا ليلة في حب طلبة للوقوف على ما قدمه من إنجازات خاصة فيما يخص مشروع التجارب النوعية الذي أضافه إلى مسارح الأقاليم"، كما تحدث عن علاقة الصداقة التي جمعته بالمخرج الراحل وكيف كان معطاءً وواصل إبداعه وفنه حتى آخر لحظة من لحظات حياته.
من ناحيته تناول ضياء مكاوي دور "طلبة" في مجال المسرح، مشيدا بدوره الفعال قائلا: "لا يمكننا أن ننسى رائد الفن المسرحي وعشقه للفن والتراث وما قدمه من روائع تراثية بصعيد مصر، وقد جاء اليوم لتسليط الضوء على منجزه الإبداعي والفني وسط أقاربه ومحبيه".
كما تحدث المخرج المسرحي إسلام فرغلي عن تجربته المسرحية مع "طلبة"، واستعرض الأديب المسرحي نعيم الأسيوطي بعض من المواقف الإنسانية التي جمعت بينه و بين المخرج الراحل الذي ترك بصمة مؤثرة في تاريخ المسرح وخاصة في صعيد مصر.
وأشاد الدكتور محمود السيد بأعمال "طلبة" موضحا السمات الفنية التى كان يتمتع بها. أما الباحث جلال عابدين فتناول دور "طلبة" في تطوير المواهب المسرحية وكيف انعكس ذلك بشكل إيجابي على المسرح بالمنيا، قائلا: "عاش حياته حريصا على تطوير أدواته الفنية، إلى أن استطاع أن يجذبني إلى عالم الفن والكتابة المسرحية".
وأعربت رحاب توفيق مدير عام ثقافة المنيا عن اعتزازها إقامة هذا اللقاء الثري بمسقط رأس "طلبة" الذي يعد واحدا من رواد مسرح الثقافة الجماهيرية، مقدمة الشكر لكل من ساهم في الاحتفاء بالمبدعين في صعيد مصر.
وشهدت فعاليات اللقاء المنفذ بإشراف إقليم وسط الصعيد الثقافي، وفرع ثقافة المنيا، عرض فيلم تسجيلي حول المشوار الفني لطلبة وأبرز أعماله المسرحية، أعقبه قصيدة للدكتور أمير القمص يرثي فيها المحتفى به.
واختتم اليوم بتكريم اسم المخرج الراحل، تقديرا له ووفاء لمسيرته وعطائه الفني طيلة سنوات عمله في مجال المسرح، في حضور لفيف من المثقفين وعدد من أفراد أسرته ومحبيه.
برنامج "عطر الأحباب" أطلقته الإدارة المركزية للشئون الثقافية، بهدف إحياء ذكرى الراحلين من خلال تناول سيرهم الذاتية وإبداعهم الأدبي، وتنفذه الإدارة العامة للثقافة العامة برئاسة الأديب عبده الزراع.
والمخرج حمدي طلبة ولد عام ١٩٥٥ بمحافظة المنيا، ويعد من أبرز مخرجي مسرح الثقافة الجماهيرية الذين قدموا أعمالا من التراث الشعبي، وتأثر به الكثير من المسرحيين بالقاهرة والمحافظات.
وعن مشواره المسرحي أسس فرقتي "البهنسا" و"بني مزار" المسرحية عام 1985، وكذلك أول نادي مسرح في الثقافة الجماهيرية ببني مزار عام 1986، كما أسس مركز بني مزار للظواهر المسرحية مع جلال عابدين عام 2009.
قدّم مجموعة كبيرة من الأعمال المسرحية من أبرزها "الوزير شال الثلاجة، العفريت في كفر سالم، الكاتب والشحات، مجلس العدل، المهرج، مملكة الحيرة، حدوتة مزارية، سعد اليتيم، حلم يوسف، وأطياف البهنسة"، وشارك في العديد من المهرجانات المسرحية الدولية والمحلية منها مهرجان الجنوب، وآفاق مسرحية، بجانب تكريمه أكثر من مرة في مهرجان نوادي المسرح، ورحل عن عالمنا في سبتمبر من العام الماضي.