منذ ولادتها الاعجازية، وكانت السيدة العذراء مريم، شعلة إيمان تحمل النور بداخلها لتضيء العالم، ذلك النور الذي أعجز أخطر طائفة فى اليهود، وهم الفارسيون، وما زالت إلى اليوم حسبما يصفها علماؤهم الاكثر حفاظا على الناموس، إلا أنهم ناصبوهم العداء منذ أن ظهر المسيح الى العالم، ففي اليوم الأول من شهر بشنس، الموافق 9 مايو، تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في جميع أنحاء العالم بعيد ميلاد السيدة العذراء مريم، أم السيد المسيح عليه السلام. ويُعدّ هذا العيد من أهم الأعياد الدينية لدى المسيحيين، حيث يُمثل ذكرى ميلاد أمّ المخلص، التي اختارها الله لتكون حاملة للكلمة الإلهية، فهى تعد السيدة العذراء ابنة عمران بن ما ثان وحنة بنت فاقوز، مثالا يحتذى به في الإيمان والطاعة والتواضع والشجاعة والحب ولعبت دورًا هامًا في التاريخ البشرى ، بولادتها للمسيح الذى أضحى نقطة فارقة منذ نعومة أظافره ولها مكانةٌ خاصّةٌ في قلوب البشرية
معنى العيد
يقول الاب ماكاريوس نبيل، كاهن مطرانية العذراء مريم بحلوان لـ" البوابة نيوز " : يجسد عيد ميلاد السيدة العذراء مريم بشارة الفرح والخلاص للبشرية جمعاء. ففي هذا اليوم، ولدت مريم العذراء لتصبح أم يسوع المسيح، الذي جاء ليخلّص العالم من الخطيئة والموت. وبميلادها، أشرق نور الأمل في حياة البشر، وفتحت أبواب السماء لتنزل نعمة الله على الأرض.
طقوس وتسبيحات
ويكمل : تقام في الكنائس صلوات خاصة احتفالا بيوم ميلاد أم النور وتقام التسابيح ، تتضمن قراءات من الكتاب المقدس وتسبيحات تمجد السيدة العذراء مريم ويحرص المؤمنون على حضور القداس الإلهي والتناول للخبز من جسد ودم السيد المسيح، تعبيرا عن إيمانهم وتقواهم. كما تقام الاحتفالات الشعبية، حيث تزين البيوت والكنائس بالأضواء والشرائط الملونة، ويوزع الحلوى على الأطفال.
واردف : يعد عيد ميلاد السيدة العذراء مريم مناسبةً للتجديد الإيماني والتأكيد على دور مريم العذراء في تاريخ الخلاص. فهي رمز للأمل والنور، ومثال للطهارة والقداسة، كما تعتبر شفيعةً للمسيحيين، يلجأون إليها بالصلاة والتضرع، طالبين شفاعتها ونعمها.
قصة الميلاد
وعن قصة ميلاد السيدة العذراء مريم: يقول : تروى قصة ميلاد السيدة العذراء مريم في الكتب المقدسة، وخاصةً في الإنجيل البشارة حسب لوقا ، كان هناك زوجان صالحان من سبط يهوذا، هما يواقيم( عمران ) وحنة، عاشا طوال حياتهما عاقرين. وكانا يتضرعان إلى الله باستمرار طالبين منه أن يمنحهما ذرية مباركة. فاستجاب الله لدعائهما، وبشرهما الملاك جبريل بميلاد ابنة مباركة ستصبح أم المخلص ، وفرح أبواها كثيراً بهذا الخبر، وشكرا الله على نعمته. وبعد ذلك، حبلت حنة وولدت ابنةً سمياها مريم. ونذراها لله منذ صغرها لخدمته في الهيكل ،عندما بلغت مريم من العمر ثلاث سنوات، أوصلها والداها إلى الهيكل، حيث عاشت وتربت تحت رعاية الكهنة، ونمت مريم في فضل الله ونعمته، وتزوّدت بالمعرفة والتقوى ،وبعد بلوغها سنّ الرشد، اختار الله مريم لتكون أمًّا ليسوع المسيح. فظهر لها الملاك جبرائيل وبشّرها بالحَبل العذري، أيّ أنّها ستحبل من غير زواج بشري آمنت مريم بوعد الله، وقبلت رسالته المقدسة ،وهكذا، ولدت السيدة العذراء مريم ابنها يسوع المسيح، مخلّص البشرية. وبميلادها، أشرق نور الأمل في حياة البشر، وفتحت أبواب السماء لتنزل نعمة الله على الأرض.
دورها المهم لإنقاذ البشرية
قال القمص أنطونيوس ميخائيل لـ"البوابة نيوز " : وهو راعي كنيسة السيدة العذراء مريم المعروفة باسم "الكنيسة المعلقة" في القاهرة: لعبت السيدة العذراء مريم دورًا هامًا في حياة ابنها يسوع. فكانت سندًا له في رحلته الدنيوية، ورافقته في لحظات الشدة والرخاء. كما وقفت تحت الصليب يوم صلبه، وشاركت في آلامه وموته، وبعد قيامة السيد المسيح، ظلت السيدة العذراء أما روحيةً لجميع المؤمنين. ودعمتهم في إيمانهم، وشجّعتهم على الصبر والمثابرة وبعد رحيلها عن العالم، ظلت السيدة العذراء مريم رمزا للأمل والنور، ومثالًا للطهارة والقداسة ويبجلها المسلمين والمسيحيون في جميع أنحاء العالم، ويصلون إليها طالبين شفاعتها ونعمها، هذه القصة هي ملخصٌ مُبسّطٌ لقصة ميلاد السيدة العذراء مريم وتعتبر هذه القصة من أهم الأحداث في تاريخ الخلاص المسيحي.المُقدّس ففي هذا اليوم، ولدت مريم العذراء، حاملةً في أحشائها نور العالم ومخلص البشرية.
صفات العذراء
وأضاف : علمت العالم من صفاتها كالإيمان الراسخ بالله فقد آمنت بوعد الله بالحبل العذري والطاعة فقد نفّذت إرادة الله بكل إيمانٍ وتسليمٍ والتواضع فلم تفتخر بمكانتها الرفيعة، بل ظلت خادمةً لله وللناس والشجاعة فقد تحمّلت آلام الفراق والحزن على صلب ابنها، وظلّت ثابتةً في إيمانها والحب فقد أحبّت ابنها يسوع المسيح حبًّا عميقًا، وأحبّت البشرية جمعاء.
معجزات وكرامات
وزاد قائلا : تعد السيدة العذراء مريم من أكثر الشخصيات المبجلة في الاسلام والمسيحية، ليس فقط لدورها كأم السيد المسيح، بل أيضًا لمعجزاتها وكراماتها العديدة التي شهدها المؤمنون عبر التاريخ ومن أشهر معجزات السيدة العذراء:معجزة تحويل الماء إلى خمر في قانا الجليل: وهي أول معجزة قام بها السيد المسيح خلال عرس في قانا الجليل، بطلب من السيدة العذراء التي لاحظت نقص الخمرومن كرامات السيدة العذراء:شفاء المرضى ومساعدة المحتاجين، تعد معجزات وكرامات السيدة العذراء شهادةً على إيماننا بقوّة الله وعظمته،وتثبت إيماننا بعناية الله ورعايته لنا،وتلهمنا الأمل والتفاؤل في الحياة ، تشجعنا على اللجوء إلى الله والصلاة من خلال شفاعة السيدةالعذراء.
مكانة السيدة العذراء مريم في اللاهوت المسيحي:تعد السيدة العذراء مريم شخصيةً مُقدّسةً ومُبجّلةً في اللاهوت المسيحي، ولها مكانةٌ خاصةٌ في قلوب المؤمنين.