الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

نشر الطائفية.. لماذا يستهدف الحوثيين مراكز محو الأمية في صنعاء؟

ارشيفية
ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

منذ سيطرة الميليشيا الحوثية على العاصمة اليمنية صنعاء عام 2014، وعدد من المحافظات اليمنية، وهي تعمل على تغيير المناهج والمقررات الدراسية سواء في المدارس أو الجامعات الحكومية الواقعة بمناطق سيطرتها واستبدالها بمناهج أخرى تدعم الطائفية والفكر الشيعي الإيراني المتطرف، في محاولة منها لتغيير الثقافة اليمنية واستبدالها بأخرى إيرانية، ولم تكتفي بذلك بل حولت بعض المدارس إلى ثكنات عسكرية لتنفيذ همجاتها الإرهابية ضد قوات التحالف العربي والجيش الوطني اليمني، وصولًا إلى منح الطلبة دورات تدريبية حول كيفية حمل السلاح ودفعهم إلى جبهات القتال تحمل اسم "المراكز الصيفية" وهذه المرة تحت مزاعم نصرة القضية الفلسطينية.

ولكي يسهل على هذه الميليشيا تنفيذ هذه المخططات، فإنها تولي مسؤولية تدريس مناهجها المتطرفة لعناصر داعمة لأفكارها تلك وتبعد آخرين مخالفين لنهجها الإرهابي، وعليه، فإن التعليم بمناطق سيطرة الجماعة المتمردة يتولى مهامه شقيق زعيم الميليشيا «يحيى بدر الدين الحوثي» المعين وزيراً للتربية والتعليم في  حكومة صنعاء الانقلابية والقيادي الحوثي «أحمد الكبسي رئيس جهاز محو الأمية بالمناطق الانقلابية.

مراكز محو الأمية 

وتجدر الإشارة أن قيادات الجماعة الانقلابية مارسوا خلال مايو الجاري، حملة مداهمات للمراكز التابعة لجهاز محو الأمية التي تم تدشينها في العاصمة صنعاء عام 1990 وتضم الفئات العمرية من 10 سنوات إلى أكثر من 40 سنة ويوجد 12 فرعاً تابعا لها بمختلف المحافظات اليمنية، وكشفت مصادر محلية لوسائل إعلام يمنية، أنه في 6 مايو 2024، أجبرت الجماعة الدراسين في مراكز محو الأمية لتركها وتلقي أنشطة ودروس تعبوية تحت اسم دورات صيفية يُشرف على تنفيذها عناصر حوثية، وهو ما أكدته مصادر حقوقية التي أعلنت بأن الجماعة الانقلابية تقوم بتحول مراكز محو الأمية الخاضعة لسيطرتها من أماكن للتعلم والحد من الأمية إلى أماكن للتعبئة ونشر أفكارها الشيعية المتطرفة.

 

مراكز صيفية 

يأتي هذا في سياق إعلان زعيم الميليشيا «عبدالملك الحوثي» في 20 أبريل 2024، عن تدشين ما اسماه بـ "المدارس الصيفية"، زاعماً أن هذه الدورات تأتي في إطار مساعي تحصين الناشئة والأطفال من أفكار أعداء الجماعة الانقلابية، داعياً الآباء والأمهات باليمن للدفع بأبنائهم للدورات الصيفية وعدم التأثر بالشائعات من جانب الأعداء وأبواقهم تجاه الدورات الصيفية.

ومن جهته، فقد قال مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى الحوثي «محمد مفتاح» منتصف أبريل الماضي، بأن المدارس الصيفية هدفها دعم القضية الفلسطينية وإبراز عدالتها وإظهار الوجه القبيح للمحتل الإسرائيلي وممارساته الفاشية ضد أبناء الشعب الفلسطيني ومخططاته الإجرامية في التوسع والسيطرة على مقدرات الأمة والعبث بأمنها واستقرارها.

إرهاب راديكالي

وحول ذلك يقول الدكتور «محمود الطاهر» الباحث السياسي اليمني، أن هذا النهج الحوثي هدفه السيطرة على اليمن ومقدراتها ونشر أفكارهم الإرهابية المتطرفة بأي طريقة كانت سواء عن طريق التعليم أو بتصعيد العمليات الإرهاربية ضد الحكومة اليمنية، والشعب اليمني وخصوصًا في المناطق المحررة، ولن يتوقف هذا المخطط الإرهابي إلا باستعادة اليمن إلى حاضنتها العربية، والعمل على استعادة الدولة، ومن ثم تنفيذ عملية عسكرية لتطهير البلاد من الإرهاب الراديكالي.

ولفت «الطاهر» في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز» أن الحوثي يعمل على حشد وتعبئة اليمنيين لحثهم على دفع أطفالهم للانضمام للمراكز الصيفية تحت مزاعم دعم القضية الفلسطينية وتغير أفكار أطفال اليمن بالقول لهم أن الحوثيين هما الحاكم الشرعي للبلاد، وأن ما يقومون به هدفه تفعيل جميع الأدوات لمحاربة الاحتلال الإسرائيلي بجانب أعمال القرصنة التي تقوم بها القوات الحوثية في البحر الأحمر وبحر العرب وخليج عدن وباب المندب.

وأضاف أن زعيم الميليشيا يسعى من خلال هذه المزاعم للتغطية على تحذير الحكومة الشرعية من مخاطر هذه الدورات التي تجند الأطفال وتحولهم إلى أدوات للقتل والتدمير، مما يشكل خطراً على النسيج الاجتماعي في اليمن فحسب، بل تهديد الأمن والسلم الإقليمي والدولي.