تمر اليوم ذكرى رحيل الرسام الفرنسى أوجين هنري بول غوغان ، مؤسس الحركة الانطباعية الجديدة، حيث رحل فى 8 مايو عام 1903، وأحدثت لوحاته ذات الألوان الزاهية المسطحة والجريئة، والرموز الصوفية الغامضة ثورةً في مجال الفن.
نشأته
ولد بول غوغان في مدينة نوتردام دي لوريت في باريس، في 7 من يونيو 1848، لوالده كلوفيس غوغان كان يعمل صحفيًا، وكانت والدته ألين ماري شازال ذات أصول إسبانية نبيلة، بعد تولى الامبراطور نابليون الثالث الحكم عام 1849، اضطر كلوفيس الذي كان جمهوريًا إلى مغادرة فرنسا، فانتقلت العائلة إلى مدينة ليما في البيرو.
بول غوغان والانطباعية
تقاطع اهتمام بول غوغان الخاص بالفن والحركة الانطباعية الجديدة في أبريل 1874، وذلك في المعرض الانطباعي الأول في باريس، إذ حاول الانطباعيون (مثل كلود مونيه، وبيير أوغست رينوار، وبيرثي موريسو) التقاط التأثيرات اللحظية للضوء واللون، ما أثار أعجاب غوغان. وكان أحد القلائل المشترين في المعرض.
تحول بول غوغان من الرسم كهوايه إلى الاحترافه، فالتحق بأكاديمية كولاروسي للفنون في 1876. وفي العام نفسه وافق صالون باريس على لوحة مشهد المنظر الطبيعي في فيروفلاي لغوغان، وهو المؤسسة التي احتكرت عروض الفنون الجميلة.
بول غوغان وفان جوخ
بعد ان تراكمت الديون على غوغان في بونت آفين بحلول أكتوبر 1888، أنقذه ثيو فان جوخ وشقيقه فنسنت الذي دعا غوغان للانضمام إليه في آرل في جنوب فرنسا، وتشاركا المنزل الأصفر في آرل، بعد أن حوّله فينسنت إلى منزل ساحر، زينه بلوحاته والكثير من أزهار عباد الشمس التي أعجب بها غوغان كثيرًا.
رسم الفنانان بنجاح لفترة من الوقت، إذ أنتج كل منهما 20 لوحة، ولكن حدة شخصيتهما، واختلاف وجهات النظر الفنية أدت إلى اشتباكات هائلة بينهما، فبعد مناقشة نارية بينهما في أواخر ديسمبر، غادر غوغان لقضاء الليلة في فندق، ثم غادر الى باريس بعد ان اكتشف ان فينسنت قطع إحدى أذنيه في أولى الانهيارات الذهنية التي عاناها.
رحيل مؤسس الانطباعية الحديثة
توفي غوغان في الثامن من مايو 1903 بعد معاناته الطويلة لسنوات مع مشكلات القلب، والآثار المنهكة لمرض الزهري والملاريا، وإدمانه للكحول. ودفن في مقبرة في هيفا أوا، وبيعت ممتلكاته وأعماله الفنية لمن يريدها.