شهدت منطقة شرق إفريقيا في الوقت الحالي، تنامي مخيف للجماعات المتطرفة والعمليات الإرهابية في المنطقة، خاصة وأن دول شرق إفريقيا تُعاني من تحديات كبيرة في مجال مكافحة الإرهاب، لأن الظاهرة الإرهابية من أكثر المشكلات الأمنية التي تواجه دول تلك المنطقة.
بدأ الإرهاب والجماعات المتطرفة يظهران في منطقة شرق إفريقيا، في فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين، وكانت من أشهر الأحداث تفجير السفارتين الأمريكيتين في نيروبي ودار السلام عام 1998.
وفي السياق ذاته تُعاني دول شرق إفريقيا من الصراعات الداخلية والإقليمية، التي أدت إلى ضعف الهياكل الحكومية، هذا الأمر خلق بيئة مناسبة لتنامي الجماعات الإرهابية، هذا مع تفشي الفقر والبطالة.
أبرز الجماعات المتواجدة هناك
تلك المنطقة بها العديد من الجماعات المتطرفة التي كان لها دور ارهابي كبير الفترة الماضية، في انتشار الإرهاب، ومنها:
حركة الشباب الصومالية
إذ تعتبر واحدة من أبرز الجماعات الإرهابية في منطقة شرق إفريقيا، وتأسست في الصومال، كما نفذت هجمات دموية في الصومال وكينيا.
جماعة أنصار الدين
تشكلت في مالي وتضم أعضاء من قبائل الطوارق، وشنت هجمات ضد القوات الحكومية والمدنيين.
كتائب تحرير ماسينا
تشكلت تلك الجماعة في وسط مالي وتضم أعضاء من قبيلة الفلاني، ونفذت أيضا هجمات ضد الجيش المالي والمدنيين.
وهناك لجماعات المرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش.
أبرز الهجمات
ففي خلال النصف الأول من عام 2021، شهدت شرق إفريقيا سلسلة من الهجمات الإرهابية الدامية، لعل أبرزها.
هجمات يناير 2021، إذ شهد هذا الشهر 66 عملية إرهابية في 15 دولة أفريقية، أسفرت عن مقتل 642 شخصًا وإصابة 96 آخرين، والسودان كانت أكثر الدول تضررًا من حيث عدد الضحايا، كما شهدت الصومال عددًا أكبر من الهجمات.
هجمات شهر مارس 2021، كان هذا الشهر الأكثر دموية، حيث سقط ما لا يقل عن 1835 شخصًا حينها، جراء 45 هجومًا إرهابيًا.
هجمات أبريل 2021، وشهد هذا الشهر 59 هجومًا دمويًا، أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 886 شخصًا، وكانت نيجيريا من أكثر الدول تضررًا.
أما في شهر مايو 2021، سقط ما لا يقرب من 766 شخصًا جراء 42 هجوم.
وفي شهر يونيو 2021، شهدت دول شرق أفريقيا 47 هجوم إرهابي، تسبب في مقتل حوالي 694 شخص.
ومنذ بداية العام الحالي حتى الآن، ارتفع معدل الإرهاب في تلك المنطقة، حتى وصل إلى 500 عملية إرهابية وتقتل 1500 مواطن، واختطاف 700 آخرين، بحسب ما جاء في إحصائية مركز أبحاث مقديشو للدراسات والبحوث الاستراتيجية.
أسباب وعوامل الانتشار
تقول نيرة عبد الحميد، باحثة متخصصة في الشؤون الإفريقية، إن الجماعات المتطرفة في منطقة شرق إفريقيا خرجت من بيئة خصبة وهي بيئة الأزمات والصراعات والفقر والبطالة، التي تعاني منها دول تلك المنطقة، وكذلك الاضطهاد الذي يحدث ضد المسلمين منذ قديم الأزل تسبب في ظهور تلك الجماعات التي استغلت الوضع وجندت عدد كبير من الشباب المتعاطف معهم.
وأوضحت عبد الحميد في تصريح خاص للبوابة نيوز، أن من أبرز الجماعات الإرهابية وأشدها عنف في تلك المنطقة، هي جماعة الشباب الصومالية، لأنها أصبحت أكثر عنف وارهاب، واستطاعت أن تغير من استراتيجية قتالها، إذ أنها طورت من نفسها وتمكنت من تجنيد عدد كبير من الشباب.
تحديات مكافحة الإرهاب
وتقول نيرة، أنه بسبب زيادة التهديدات الإرهابية، وتنامي الجماعات الإرهابية وخاصة حركة شباب المجاهدين في شرق إفريقيا، تبنت العديد من الحكومات الوطنية والإقليمية والدولية إستراتيجيات جديدة للحد من هذه التهديدات، إذ قام الاتحاد الإفريقي بتأسيس قوات عسكرية لحماية مؤسسات الحكومة في الصومال في عام 2007، وتلك القوات وسعت المهام المكلفة بها منذ عام 2014، وتمكنت من تكبيد حركة الشباب العيد من الخسائر، وجعلتها تفقد السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي التي كانت تسيطر عليها
وتابعت:" أما من الناحية الدولية، فقامت على سبيل المثال الولايات بتنفذ مجموعة إستراتيجيات لمكافحة الإرهاب في تلك المنطقة، وأطلقت مبادرة مكافحة الإرهاب في المنطقة كما أنشأت فرقة العمل المشتركة الموحدة للقرن الإفريقي".