الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

في اليوم العالمي للحمار.. حان الوقت لنُنصفه من ظلم البشر!

جمال عبدالعال
جمال عبدالعال
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في الثامن من شهر مايو، من كل عام يطلّ علينا اليوم العالمي للحمار، ذلك الحيوان العريق الذي رافق مسيرة الحضارة الإنسانية منذ فجر التاريخ، ونحن اليوم، نتجمّع لنحيّي هذا البطل، وننصفه من ظلم البشر الذين طالما سخروا منه ووصفوه بأقبح الصفات، وشبهوا بعض البشر به (ده حمار).

يا حمارنا الوفيّ، أنتَ لستَ رمزًا للغباء كما يظنّ الجهلاء، بل أنت رمز للصبر والجلد والوفاء، وتتحمّل الأثقال دون تذمّر، وتسير بنا في أصعب الطرقات دون كلل أو ملل.

أنت يا حمارنا الحكيم، تدرك معنى الحياة أكثر من كثير من البشر، وتدرك قيمة العمل الشاق، وقيمة الصبر على المكاره، وقيمة العطاء دون انتظار المقابل.
أنت يا حمارنا الكريم، تقدم لنا خدمات جليلة دون مقابل، وتحمل المحاصيل من الحقول إلى المنازل، وتساعدنا في نقل البضائع والأثاث، وتساهم في تنظيف الشوارع والأزقة.

فلننصف إذًا هذا الحيوان العظيم، ولنكرمه في يومه العالمي، ولنغيّر من نظرتنا إليه، ولنصبح أكثر رحمة ورأفة به، ولنتذكر دائما أنّه لولا الحمار لما تقدّمت الحضارة الإنسانية خطوة واحدة.

أين أنت يا حمار من عباقرة التاريخ؟ أين أنت من "حمار عزير" الذي حمل صاحبه مئات السنين حتى نال من الله الشفاء؟.

أين أنت من "الحمير" التي حملت الكتب على ظهورها لنشر العلم في أصقاع الأرض؟ أين أنت من "الحمير" التي سحبت العربات والعربات، وساعدت الإنسان في أعماله الشاقة؟.

ولكن يا حمارنا العزيز، لا ننكر أنّك تمتلك بعض العيوب أيضا، فمثلا، صوتك مزعج للغاية، وتمتلك عادة سيئة في التبول في أيّ مكان تذهب إليه!.
ولكن ماذا عن عيوب البشر؟ أليست أكثر من عيوبك بكثير؟ أليس البشر هم من يمارسون العنف على بعضهم البعض؟ أليس البشر هم من يلوّثون البيئة؟ أليس البشر هم من يشعلون الحروب؟ أليس البشر هم من يسعون لنشر الفتن بين فرق العمل؟ أليس البشر هم من يدافعون عن المفسدين في الأرض؟ أليس البشر هم من يتفنون في تغيير الحقائق وتزيفيها؟ أليس هم من يغضبون حينما يصفهم الناس بالحمير؟!.

 بعد كل هذا لمَ لا نطالب إذًا بتغيير سلوك البشر قبل أن نطالب بتغيير سلوك الحمير، ولنحاول أن نتعلم من صفات الحمار الحميدة، ونطبّقها في حياتنا، وكلّ عام وأنت بخير يا حمارنا العزيز، ولا تغضب مني إذا لقبت أحدهم يومًا بإسمك.